الثورة السورية تفقد أحد وجوهها الفنية


muhammed bitar

نعت وسائل إعلام وناشطون سوريون صباح اليوم الخميس، وفاة الفنّانة السورية فدوى سليمان عن عمرٍ يناهز 47 عاماً، في باريس، نتيجة إصابتها بمرض عضال.

غير أن وفاة سليمان تختلف بالنسبة للثورة السورية عن وفاة أي فنّانٍ آخر، إذ إنّها كانت من أوائل وجوه الفن التي شاركت السوريين في ساحات التظاهر والهتاف، وكان لها دوراً كبيراً في تشجيع بقية الفنّانين على الالتحاق بصفوف مطالب المدنيين، التي قمعها النظام بالآلة العسكرية منذ بدء التظاهرات في شهر آذار من عام 2011.

في أحد اعتصامات مدينة حمص، التي لقّبها السوريين بـ “عاصمة الثورة” اعتلت فدوى سليمان المنصّة الرئيسة وقادت التظاهرة الحاشدة حينها إلى جانب حارس مرمى منتخب سوريا عبد الباسط الساروت، لكن الأمر الأبرز هو أن مشاركة سليمان قتلت الأصوات التي حاولت تحويل الثورة السورية إلى طائفية، وذلك من خلال صورة فدوى سليمان، المرأة العلوية التي شاركت في تظاهرات أحياء حمص السنّية.

أنجزت سليمان سلسلة أعمال فنية كان آخرها “أمل” الذي يجسّد قصصاً واقعية عن بدء الثورة السورية، وذلك قبل إنجازها عدّة أعمال قبل اندلاع الثورة ومنها “سفر برلك، بدون تعليق، احتمالات، العنزة العنوزية، ميديا، بيت الدمى، صوت ماريا، شخصيات روائية، مجلة التراث، بانوراما، حزورة رمضان، الفاكهة تقول، ونسيم الروح الذي كان عملها المسرحي الوحيد”، وإضافةً لذلك شاركت دبلجة مسلسلات متخصصة للأطفال ومنها “ساندريلا وهمتاور”

وُلدت سليمان في حلب في عام 1970، وانتقلت بعدها إلى دمشق لتنتسب إلى “المعهد العالي للفنون المسرحية”، لذلك فإن مشاركتها الثورية لم تقف على ساحات حمص، وإنّما كانت من المنظّمين لتظاهرات في أحياء دمشق، وأبرزها اعتصامات ساحة عرنوس النسائية وساط العاصمة، وتظاهرات سوق مدحت باشا والحريقة، كما شاركت في العزاءات التي أُقيمت لشهداء الثورة في برزة والقابون وزملكا وغوطة دمشق الشرقية.




المصدر