‘بدر جاموس لـ”صدى الشام”: قد تشهد الهيئة العليا للمفاوضات انسحاباتٍ في حال فرض بقاء الأسد’
17 آب (أغسطس - أوت)، 2017
muhammed bitar
تزايدت الضغوط الإقليمية والدولية على الهيئة العليا للمفاوضات وتهدف هذه الضغوطات إلى توسيع الهيئة، من خلال ضم منصتي “القاهرة” و”موسكو”.
وفي سبيل تجاوز ذلك، تواصل الهيئة اتخاذ التدابير المناسبة للتقليل ما أمكن من خطورة التماشي مع الرغبة الدولية ومحاولات تمييع المعارضة.
بالمقابل أثارت التصريحات المنسوبة لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير حول مصير الأسد لغطاً في الشارع السوري المعارض، وذلك على الرغم من تصويب الخارجية السعودية لها.
وعلى هذا الأساس، يَعتبر الكثير من المراقبين أن المرحلة المقبلة ستكون “مرحلة التحولات السياسية الأكثر خطورة ” في تاريخ الثورة السورية، وخصوصاً بالنظر إلى حالة الانقسام في صفوف الداعمين للمعارضة السورية، جراء الأزمة الخليجية.
وفيما لم ينكر عضو الهيئة السياسية في الائتلاف، وعضو الهيئة العليا للمفاوضات، بدر جاموس، أن حجم الضغوطات التي تتعرض لها الهيئة كبير، فقد شدّد على عدم تنازل الهيئة عن ثوابتها وعلى رأسها مطلب رحيل بشار الأسد، وألمح في هذا الصدد إلى احتمالية أن تشهد الهيئة انسحابات لأعضاء منها في حال تم فرض بقائه دولياً.
من جانب آخر، أكد جاموس، في حواره مع “صدى الشام” أن ضم منصتي القاهرة وموسكو سيكون على أساس بيان جنيف، والاتفاق على مصير الأسد.
وفيما يلي نص الحوار:
-هل هناك أطراف تحاول فرض منصتي القاهرة وموسكو على الهيئة العليا للمفاوضات، وإذا كان ذلك، من هي هذه الأطراف وهل يمكن تسميتها بالاسم؟
بشكل عام، لقد أدى القرار الأممي رقم 2254 حول سوريا، الذي ذكر أن من يقوم بالمفاوضات هي المنصات الثلاث “الرياض، موسكو، القاهرة”، إلى ضغط على المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، ووجد المبعوث أن عليه أن يدعو ويتعامل مع هاتين المنصتين كما هو الحال مع الهيئة العليا للمفاوضات (منصة االرياض)، ومن هنا صارت لدينا ثلاث جهات للتفاوض في جنيف، ما أدى إلى تعطيل في العملية التفاوضية، وهذا التعطيل يصب في مصلحة النظام.
أما عن الضغوط، نعم هناك ضغوط على الهيئة العليا من المبعوث الأممي وكذلك من الأمم المتحدة ومن دول أخرى، بحجّة توحيد وفد المعارضة.
– أي دول تقصد، وهل من بينها دول إقليمية من الدول المسماة “أصدقاء سوريا”؟
لنوضح الفكرة، حتى تنتقل إلى عملية تفاوض يجب أن يكون هناك وفد موحد، والضغوط ليست بطريقة الطلب المباشر من الهيئة بأن تضم المنصات الأخرى.
لدينا سقف واضح خرجنا به في مؤتمر الرياض، وهو أنه يجب على الأسد المجرم أن يرحل في بداية العملية الانتقالية، وعلى أساس بنود المؤتمر تعمل الهيئة العليا، وعلى ذلك لن يكون ضم المنصات الأخرى إلا على هذا الأساس، أي أن يوافقوا على أن الأسد لن يكون في المرحلة الانتقالية.
– ألا تخشون من استمرار مثل هذه الدعوات لضم منصات تدّعي أنها من المعارضة، وقد لا يخفى على أحد طريقة تشكيل بعضها؟ ومن يضمن أن يشكل هذا الطلب نهاية المطاف؟
هذه المشكلة التي نتحدث عنها دائماً، نقول دائماً بأن هناك محاولات حثيثة لترويض المعارضة تمهيداً لقبولها ببقاء بشار الأسد، وهذا الشيء لن يكون.
مواقف المعارضة واضحة، ونحن نرى أنه حتى لو كان بشار في المرحلة الانتقالية، فهذا يعني أنه لن يكون هناك مرحلة انتقال سياسي، ولا أحد يستطيع أن يضمن رحيله بعد بدء العملية الانتقالية، ولذلك لا يمكن بحال من الأحوال أن نذهب إلى ما يراد لنا، لأن ذلك لا يمكن أن يفضي إلى حل سياسي أو سلام في سوريا.
– أتتوقعون بناءً على كل هذه الضغوط التي أشرتم إليها أن نشهد تغيرات في الهيئة، أي بالبناء على المتغيرات السياسية والعسكرية لربما؟
ما زلت مقتنعاً بأن هذه الضغوطات لن تؤثر على المعارضة، عندما واجهت المعارضة النظام في بداية الثورة لم يكن هناك أصلاً عسكرة، ولم يكونوا حينها بالقوة التي هم عليها حتى الآن، وعندما خرجنا بالمظاهرات لم تنتظر أحداً.
بالتالي الموضوع ليس ربحًا ولا خسارة، وإنما هناك حالة سياسية لدى الشعب السوري، والتضحيات الهائلة التي قدمها هذا الشعب لا تسمح لأحد أن يذهب ويتنازل، ويضع يده بيد بشار الأسد، ومن هنا لن يستطيع أحد من المعارضة دون النظر إلى شخصه، بأن يذهب إلى هذا المشروع.
-تسبّبت تصريحات منسوبة لوزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، حول مصير الأسد بموجة كبيرة من الجدل فيما الأوساط السورية، ما حقيقة هذه التصريحات، وكيف تقيّمون الموقف السعودي في الوقت الحالي؟
أنا كنت أحد الحاضرين في اجتماع الرياض، الأشقاء في السعودية كانوا يقيمّون الوضع الدولي، وقالوا لنا إن هناك دولاً من مجموعة أصدقاء الشعب السوري مثل بريطانيا وألمانيا صار همّهم الأول محاربة الإرهاب، بسبب التفجيرات التي شهدتها عواصم أوروبية عدة، وبسبب طول أمد “الأزمة” السورية، وليس ذهاب بشار الأسد مباشرة.
ومن بعد ذلك العرض، شدد الجبير على أنه لا يمكن أن يكون للأسد دور في مستقبل سوريا، وقال بشكل حرفي لنا “القرار لكم ونحن سنكون إلى جانب القرار الذي ستتخذونه”.
– بالإضافة إلى الروس، من الجهة التي لها مصلحة في الترويج لمثل هذا؟
المشكلة أن هناك أطرافاً في المعارضة تُشهّر بالأطراف الأخرى، وحتى على وسائل التواصل الاجتماعي نلاحظ زيادة في عملية التخوين، رغم خطورة هذا الأمر.
أكاد أجزم بأن ما يجري من تخوين هنا وهناك، أكبر خدمة لنظام الأسد، وقد يكون هو المسؤول عن جزء مما يجري من حملات تخوين، حتى يظهر للسوريين أنه لا بديل عنه.
بعد سبع سنوات من عمر الثورة، إن لم نكن واثقين بأنفسنا فنحن أمام كارثة، كان هناك مجلس وطني سوري اتُّهم، ومن ثم الائتلاف كذلك الأمر، واليوم الهيئة العليا، وحديثي هذا لا يعني أنه لا وجود لبعض الأخطاء والفساد، وهي أشياء موجودة في كل العالم.
وللأسف لقد وقعنا في الفخ الذي دبره لنا النظام، اليوم كل المعارضة هي محطّ تخوين، وما جرى خلال الأيام الماضية هو مؤامرة تشويهية بهدف ضرب المعارضة ببعضها عسكرياً وسياسياً.
وأشدد على أنه لا أحد لا في المجلس الوطني ولا الائتلاف ولا الهيئة العليا، يستطيع أن يذهب في مشروع بقاء الأسد، دون وجود الدعم الشعبي، والشعب كله يريد محاكمة المجرم بشار.
– يخطر لغالبية السوريين تساؤل عما إذا كان بقاء بشار الأسد بات أمراً محسوماً دولياً، وإن كان كذلك كيف ستتعاملون مع الأمر؟
عندما خرج السوريّون بهذه الثورة لم ينظروا إلى موقف الولايات المتحدة والدول الفاعلة، ولا حتى البلدان الخليجية أو تركيا، بالتالي القرار للسوريين، ويجب ألا نرمي على الدول فشلنا، القرار لنا نحن فقط، الضغط الدولي واضح في هذا الاتجاه، لكن ثورتنا مستمرة.
أما عن كيف سنتعامل مع ذلك، أي إذا كان وجوده بإرادة دولية لمرحلة ما، دعنا نفترض ذلك، وهنا نسأل من هو الذي سيضمن خروجه، شاهدنا في اليمن ما جرى عندما أدخل علي عبد الله صالح البلاد في حروب.
– إذاً رحيل بشار الأسد خط أحمر بالنسبة للهيئة العليا؟
هذا ما أراه في الائتلاف وفي الهيئة العليا.
– بعيداً عن بشار ورحيله، كيف أثّرت الأزمة الخليجية على المعارضة السورية لجهة فقدانها لداعمين أساسين؟
للأسف نعترف أن للأزمة الخليجية تأثير سلبي على الثورة السورية، الأشقاء في دول الخليج كلهم من الداعمين للثورة، ولا نريد أن نخسر أحداً منهم، ولا أن نكون طرفاً.
– ماذا تقصد بالتأثير السلبي؟ ألا تغامر المعارضة في تواجدها في عاصمة خليجية دون أخرى؟ وما الذي على المعارضة فعله حتى لا تكون طرفاً في الأزمة؟
التأثير السلبي ناتج عن وجود المعارضة في البلدان المعنية، أي لدينا قسم من المعارضة في قطر، وفي السعودية، وفي الإمارات أيضاً، وغالباً ما يتم استغلال هذا الأمر بطريقة خاطئة.
وأشدد هنا على عدم صحة تدخلنا في هذه الأزمة، ويجب أن يكون موقفنا داعم للحل التوافقي.
– يتم الحديث عن حاجة الهيئة العليا إلى إعادة الهيكلة، ماهي الحاجة التي تقتضي ذلك، وإلى ماذا ستؤدي؟
لقد خرج أعضاء من الهيئة العليا، دون النظر إلى سبب الخروج، سواء الانسحاب أو غيرها، مثل معاذ الخطيب، وحسام الحافظ، وأحمد الجربا، وغيرهم، ما أدى إلى نقص في تمثيل بعض الأطراف في الهيئة.
ومن هنا فإن الهدف من إعادة الهيكلة هو تصحيح التمثيل، وكذلك حضور شخصيات أخرى تدعم عمل الهيئة لكي تكون بمواقف قوية تتناسب والمرحلة.
-هناك أطراف تتهمكم بأن الغاية من إعادة الهيكلة هي الخروج بوفد قد يُظهر ليونة في الجولة القادمة من مفاوضات جنيف، ما هو ردّكم؟
هذا مما أقوله أن هناك اتهامات للهيئة بدون وجود معطيات، الأساس واضح، وسبق وأشرت إليه، إن ضم منصتي “القاهرة وموسكو”- في حال تم- سيكون على أساس بيان جنيف، أي بمعنى أوضح، إذا قال هؤلاء “نحن معكم ونؤيد ذهاب بشار الأسد في بداية المرحلة الانتقالية”، فلن يكون لدينا مانع، أما إن كان الهدف من حضورهم تغيير موقف الهيئة العليا، فسنشهد انسحابات منها.
– في هذا الصدد، هل ما زالت دعوتكم قائمة للمنصّتين لحضور مؤتمر تشاوري في الرياض، وقد شاهدنا تحفظاً من منصة موسكو على مكان انعقاد اللقاء؟
إلى الآن نتشاور في هذا الطرح الذي كان بدعم سعودي، أي نحن نقوم بالتحضير للمؤتمر، وإذا رأينا أن الحالة تحتاجه سنقوم به، أما إذا رأينا أن لا حاجة له سيصار إلى تأجيله.
– تسريبات هنا وهناك، وأسماء لشخصيات يتم تداولها مثل “أحمد الجربا”، سيكون لها حضور فاعل في الفترة المقبلة، مقابل حديث عن استقالة “رياض حجاب” من رئاسة الهيئة، ما حقيقة هذه التسريبات؟
إن رياض حجاب كما أعرفه رجل دولة ومسؤولية، ولن يستقيل قبل حدوث مؤتمر آخر، أما عما يتم تداوله فهذا جزء من الشائعات التي يتم العمل عليها، وأغلبها لربما تكون بالوانات اختبار، ومعظمها غير صحيح.
أما عن أحمد الجربا، فأنا أؤكد أن وصول أي شخص لرئاسة الهيئة العليا، يحتاج إلى انتخابات، كتلك التي جاءت بحجاب.
ودعني أختم، بالتمني على السوريين على أن لا يكونوا ضد أنفسهم من خلال تداول الشائعات غير المؤكدة، نحن نستحق كسوريين وكثوار بأن نكون بمستوى أعلى من هذا الذي نشاهده على وسائل التواصل الاجتماعي، يجب علينا أن نتحرى الأخبار قبل مشاركتها.
[sociallocker] [/sociallocker]