رضيعة بعمر يومين ضحية جديدة لحصار مخيم اليرموك جنوب دمشق


muhammed bitar

لقيت الرضيعة الفلسطينية فاديا جدوع، حتفها في مخيم اليرموك المحاصر جنوب العاصمة السورية دمشق، بعد يومين فقط من ولادتها، بسبب نقص الرعاية الطبية وعدم قدرة ذويها على إخراجها إلى مشافي دمشق.

وقالت “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية”، إن الرضيعة جدوع، توفيت نتيجة نقص الأكسجين وعدم توفر حاضنات أطفال في المخيم، مشيرة إلى أن أسرة الطفلة نقلتها إلى مشافي بلدة “بيبلا” المتاخمة للمخيم، إلا أن حالتها كانت تستدعي نقلها إلى أحد مشافي العاصمة، في حين تمنع قوات النظام خروج أي مدني من المخيم إلى العاصمة، حتى الحالات الطبية الطارئة.
ويوضح الناشط الفلسطيني مجد مصري، أنه “لا يوجد في المخيم الذي يضم نحو 2500 لاجئ فلسطيني، إلا (مستشفى فلسطين) الذي يتواجد فيه عدد قليل من الممرضين، وعادة ما يقومون بتحويل الحالات الإسعافية إلى يلدا، لكن لا يمكن لهذه الحالات الخروج من المخيم في ساعات الليل، إذ يغلق تنظيم الدولة الحاجز بين البلدتين خلال ساعات الليل”.
وأضاف مصري، “حتى المشفى الميداني الموجود في يلدا لا يملك المعدات اللازمة للحالات الطارئة، لذلك في معظم الحالات يطلب من المريض محاولة الوصول إلى مشافي دمشق، لكن المريض الفلسطيني ممنوع خروجه إلا بموافقة أمنية من أفرع النظام، وهذه الموافقة تستغرق أسبوعاً في أفضل الحالات، ومن يخرج دون موافقة أمنية فلا ضمانات بعدم اعتقاله”.

وكانت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية، وثقت وفاة 197 لاجئاً فلسطينياً بسبب الجوع ونقص الرعاية الطبية الناجمين عن الحصار، قضى غالبيتهم في مخيم اليرموك.

وإلى جانب معاناة الحصار، يعاني أهالي مخيم اليرموك، من الانتهاكات المستمرة التي يقوم بها عناصر تنظيم الدولة “داعش” الذي يحكم سيطرته على القسم الأكبر من المخيم، وفرض التنظيم أخيراً الإقامة الجبرية على عدد من الناشطين الفلسطينيين في المخيم، كما شن حملة اعتقالات واسعة ضد آخرين.
ونشر التنظيم أخيراً، صوراً تظهر قيام عناصره بتدمير شواهد القبور في مقبرة الشهداء في المخيم، وقطع يد أحد شبان المخيم الذي اتهموه بالسرقة، وجلد زوجين لعدم تسجيلهما عقد زواجهما في محاكم التنظيم، وعقاب شاب قام بحلق لحيته.
ويوضح غياث أحمدي، وهو ناشط سوري يعيش في يلدا، أن “التنظيم يلاحق الناشطين الفلسطينيين غير الموالين له منذ سيطرته على المخيم، إذ قام بإغلاق كافة المقرات والهيئات الإغاثية والطبية التي كانت في المخيم، وقام بملاحقة العاملين بها، وهو ما دفع معظمهم لمحاولة الخروج من المخيم”.
ويضيف “رغم الحصار وملاحقة داعش، لا يزال في المخيم عشرات الناشطين الذين يحاولون مساعدة الأهالي سراً، ويقومون بتوثيق انتهاكات التنظيم الإرهابي والنظام السوري بحق اللاجئين الفلسطينيين فيه”.
يذكر أن قوات النظام السوري ومجموعات فلسطينية موالية لها تحكم إغلاق كافة المداخل الواصلة بين العاصمة السورية ومخيم اليرموك، وتمنع دخول المواد الغذائية إلى المحاصرين منذ عام 2013.




المصدر