من أوائل المنشقين عن نظام الأسد ومن مؤسسي جهاز الشرطة الحرة.. شريف قيطاز يمارس عمله رغم الإصابة

17 آب (أغسطس - أوت)، 2017
3 minutes

رغداء زيدان

كان “شريف قيطاز” من أوائل رجال الشرطة الذين انشقوا عن نظام الأسد في سوريا عندما رد بالسلاح على الانتفاضة الشعبية ضده، ولا يزال بالحماس ذاته لخدمة بلده، رغم إصابته بإعاقة.

و”قيطاز” (60 عاماً) من المؤسسين لجهاز “الشرطة الحرة” المحسوب على المعارضة في مدينة “معرة النعمان”، في ريف إدلب شمال سوريا، وتعرض العام الماضي لإطلاق نار خلال مهمة شرطية. حينها جرى نقله إلى الجارة تركيا، حيث خضع لعمليات جراحية عديدة أنقذت حياته، لكنه أصبح مقعداً لا يقدر على المشي.

حالياً يخضع “قيطاز” لعلاج فيزيائي، ومع ذلك يذهب بشكل شبه يومي إلى مقر عمله على كرسي متحرك، حيث يساعده مرافق على متابعة الأوضاع في المدينة التي أسس فيها أول مخفر شرطة تابع للمعارضة.

وقال الشرطي الذي يتقلد رتبة مساعد أول: “انشققت عن نظام بشار الأسد بعد أن تلقيت ورفاقي أوامر لقمع التظاهرات المناهضة للنظام في بداية الأحداث قبل أكثر من 6 سنوات”.

وترتب على ذلك اعتقال “قيطاز” ورفاقه الرافضين لقمع التظاهرات في فروع جهاز أمن الدولة لمدة ثلاثة أشهر.

وبعد الإفراج عنه، انضم الشرطي إلى الثورة السورية، وأسس في أواخر 2011 المخفر الذي يرأسه حالياً، ويتولى تأمين السكان وممتلكاتهم، إلى جانب مساعدتهم في أمور أخرى.

إصابة “قيطاز” تعود إلى تعرضه لإطلاق نار في ظهره أثناء توقيف لصوص، ألقي القبض عليهم على الطريق الدولي بين محافظتي إدلب وحلب (شمال).

ورغم المعاناة، فإن “قيطاز” مُصر على مواصلة العمل لـ”خبرته الطويلة”، مشدداً على أنه لن ينسحب حتى “تحرير آخر شبر في سوريا من هذا النظام الفاسد”.

ويتباهى الشرطي السوري بأداء مخفره الذي استقبل العام الماضي قرابة ألف و600 بلاغ، من خلافات ومشاجرات وجرائم سرقة، تمت تسويتها أو أحيلت إلى المحاكم، مع إعطاء الأولوية للتصالح قبل التقاضي.

ما يدفع رئيس المخفر إلى مواصلة عمله، أنه، على حد قوله، إذا تخلى عنه “ستكون هناك مشاكل، ونحن أسسناه أصلاً لخدمة أهلنا”.

تجربة “قيطاز” الشرطية وإصراره على مواصلة العمل رغم وضعه الصحي تحظى بإشادات من محيطين.

وقال محمد عبد العزيز رئيس قسم المرور في المخفر، إن “وجوده (قيطاز) مهم وضروري، لخبرته وعلاقاته الكثيرة في المنطقة”. وشدد عبد العزيز في تصريح: “عندما يأتي قيطاز إلى هنا، يستفيد الجميع من خبرته”.

ويعود تأسيس جهاز “الشرطة الحرة” التابع للمعارضة إلى عام 2013، بهدف سد الفراغ الأمني الذي خلفه انسحاب قوات الشرطة التابعة للنظام. ويضم هذا الجهاز الأمني آلافاً من ضباط وصف ضباط وجنود منشقين عن النظام، بجانب متطوعين.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]