هل المنطق الحيوي أيديولوجيا؟
17 آب (أغسطس - أوت)، 2017
عبد الرحمن شرف
المنطق الحيوي هو منطق قياسي متعدّد القيم، يسعى إلى معرفة استدلالية عبر صيغ قانونية موحّدة تشمل الكون والمجتمع، ويمكن اختصار هذه القنونة في المبادئ الخمسة للقانون الحيوي: (الكائن شكل وليس جوهرًا – الكائن شكل حركي- الكائن شكل احتوائي- الكائن شكل احتمالي– الكائن شكل نسبي). يعود السبق في اكتشاف نظرية المنطق الحيوي إلى د. رائق النقري مؤسس مدرسة دمشق للمنطق الحيوي 1976، أما القياس الحيوي فهو الصياغة التطبيقيّة للمنطق الحيوي، يستند إلى مرجعيّة البداهة الحيوية الكونية للمصالح المشتركة.
حول نظرية المنطق الحيوي وأسئلتها كان لنا هذا اللقاء مع حمزة رستناوي مؤلف كتاب (تطبيق مقايسات المنطق الحيوي على عينات من الخطاب الإسلامي المعاصر) الصادر عن دار الفرقد، دمشق، ط1 2009.
السؤال الأوّل:
مبدأ الاستقلال الذاتي هو أن يكون الإنسان حرًا، الحرّية الفكرية والدينية من أبسط حقوق الإنسان، هي طاقة مبدعة في فضاء الذات، وهي كينونة وجوديّة تتجلّى في طبيعتنا كطاقة مبدعة للخير ضمن صيرورة الحياة أو كطاقة مدمرة، لذلك، نحن دائمًا نحتاج إلى قوانين تحدُّ من حريتنا، وقد وُجدتْ هذه القوانين عبر التاريخ ضمن الصيغة الدستورية السياسية– القضائية، أو وُجدتْ كأيديولوجيات تملك تصورًا حول حقائق الحياة، ومنها طريقة تعامل الموروث الديني مع احتياجات الفرد بشكل سليم، وتفعيل حريته المبدعة باتجاه الخير، أو العكس. الدين الإسلامي مثلًا -بنصوصه المقدسة وبروحه العامة- يحارب الحرية ويحكم بالقتل والكفر والارتداد على من يمارس حريته الفكرية والدينية، فماذا يقول حمزة رستناوي في ذلك؟ أليست الأيديولوجيا هي حكم مساري لا بد منه عبر حركة التاريخ، لكونها تضع ضوابط لكل مجتمع في عصر معيّن؟ وهذه الضوابط نفسها تضع الآخر المُختلف خارج الأيديولوجيا، وتطلق عليه مسميات عديدة من قبيل: كافر، رأسمالي، إمبريالي، شيطان، نجس، عدو.. إلخ.
في كتابكَ (أضاحي منطق الجوهر) تقول إنّ الحل ليس بتأسيس أيديولوجيا جديدة كالماركسية، إذًا ما الحل؟! هل هو المنطق الحيوي ومنهجه؟ ألا يجب ظهور حركة إصلاحية في عصرنا، أكثر حيوية من سابقاتها أو القديمة الجامدة منها؟! وهل نظرية المنطق الحيوي تُعطي حلولًا لكل جوانب المجتمع، أم أنّ تركيزها هو فقط على الجانب الروحي والفكري؟
الجواب الأوّل:
مصطلح الأيديولوجيا يُستخدم وفق دلالتين: الأولى هي علم الأفكار، والمنطق الحيوي هو أيديولوجيا، بمعنى أنه نظرية في علم الأفكار. أما الدلالة الثانية لاستخدام الأيديولوجيا فهي “عقيدة جوهرانية مُنغلقة على أتباعها تبرر ازدواجية المعايير” وهذا يشمل العقائد الدينية وغير الدينية.
نظرية المنطق الحيوي قابلة للاستخدام الأيديولوجي بالمعنى السلبي. ويوجد تجربة معاصرة في ذلك عبر محاولة إلباسه ثوبًا طائفيًا مُبرِّرا للاستبداد الأسدي، فهو مثل أي فكرة أو نظرية فلسفية اجتماعية سياسية أخرى. كذلك الإسلام وكذلك الماركسية وكذلك البعثية وكذلك العلمانية (يمكن استخدام اشتقاقات لغوية جديدة تعبّر عن هذه الحالة كالتمييز بين الإسلام والإسلاموية وبين العلمانية والعلمانوية، والقومية والقومجية. وهي اشتقاقات يعود فضل استخدامها إلى الراحل ياسين الحافظ) لكن أيَّ استخدام لنظرية المنطق الحيوي في تبرير القصور أو الظلم هو استخدام ينتهك مبادئ ومعايير المنطق الحيوي نفسه، والمنطق الحيوي هو حجّة عليه وليس له. والأكثر دقة هو النظر إلى المنطق الحيوي كتقنية معرفية تُمكّن مُستخدميها من تجاوز قصور الكينونة الاجتماعية باتجاه أكثر حيوية، تقنية معرفية تستطيع تحسس العنصرية واكتشاف ازدواجية المعايير، بما يساعد على تحسين مردود التواصل البشري وغير البشري. إنّ أي كينونة اجتماعية -سواء أكانت فردًا أم مجتمعًا- تلتزم بأولويات الحياة والعدل والحرية، هي كينونة حيوية، حتى لو كانت غير مُطلعة أبدًا على نظرية المنطق الحيوي وتجربة مدرسة دمشق للمنطق الحيوي. وبالمقابل مُمكن جدًا لشخص يؤلف كُتبًا في نظرية المنطق الحيوي، ولا يعرض لمصالح حيوية. ببساطة يمكن للإنسان أن يكون كما هو؛ كما يشاء ويكون حيويّا.
ثمّة إسلام حيوي، تسنّن حيوي، تشيع حيوي، تهوّد حيوي، إلحاد حيوي، لا-أدرية حيوية، ماركسية حيوية، قومية عربية حيوية، قومية كردية حيوية، حركة نسوية حيوية… إلخ وشرط الحيويّة هو الالتزام بأولويات الحياة والعدل والحرية، وتجنّب العنصرية وازدواجية المعايير. نظرية المنطق الحيوي -بخاصة- هي مجرد قراءة لمنطق الحياة ومحاولة في سبيل إحياء الإنسان والمجتمع والعالم.
السؤال الثاني:
إذا أردنا أن نقدم حلولًا حقيقية لمشكلات عالمنا الشرقي والعربي، هل الأفضل طرح مبدأ الهويّة القومية أو الدينية أو الوطنيّة رغم ضيق أفقها، أم أنّ طرح اللا-انتماء يفيد أكثر في واقع عالمنا وعصرنا؟ هل يصلح اللا-انتماء لتأكيد القواسم المشتركة مع الجماعات الدينية والقومية الأخرى مثلًا؟! ربّما يزيد من صَراحتنا تجاه أنفسنا وقدرتنا على العمل والتفكير الحر المبدع، ما دامت ثقافتنا كثيرة المُحرّمات قصيرةُ الأفق.
الإجابة الثانية:
لا يوجد هوية جوهرانيّة ثابتة لإنسان أو مجتمع -أي إنسان وأي مجتمع- فالهوية هي شكل حركي احتمائي احتوائي نسبي، شكل يتشكّل من أبعاد وفي شروط وجود الكينونة الاجتماعية نفسها. مقولة اللا-منتمي التي ظهرت في الغرب مع كولن ولسون والبير كامو هي أشبه بصرعة فكرية، فالإنسان ينتمي إلى شروط وجوده الاجتماعية والاقتصادية والثقافية السياسية، وهذه في أغلبها لا تتعلّق بالشخص وخياراته ولا تتوقف على الحريّة، مثلا لا يمكنكَ أن تكون لا-منتم لغويًا؟! لا يمكنك أن تكون لا منتمٍ جنسيًا؟! لا يمكنك أن تكون لا-منتم، من جهة العمل والحي والبناية التي تسكن فيها، بما يستلزم مصالح وضرورات معينة، لنتخيل هذا اللا-منتمي تخلى عن جنسيته وجواز سفره! كيف سيسافر مثلا؟! معايير الانتماء الحيوي –للذات والمجتمع- مُشتركة بين كل الأفراد والمجتمعات، فالانتماء الحيوي هو الانتماء المُلتزم بمعيار أولويات الحياة والعدل والحرية. كل انتماء لا يلتزم بهذه المعايير هو انتماء متعصّب وقاصر. ثمة مثلًا إلزام منطقي قانوني يُجبر الأم على الدفاع عن ابنها تجاه شخص يحاول سرقته، ولو تعرضّت لمخاطر الموت! وهذا انتماء إيجابي حيوي يختبره ويقبله عامة الناس عبر المجتمعات والعصور. كذلك يوجد إلزام منطقي قانوني يجبر المجتمع بقبول حرية الاعتقاد الديني للشخص، لكون الدين هو ما يدين به الإنسان بينه وبين نفسه، ولا يمكن إجبار الإنسان على اعتقاد غير مقتنع به. وعدا ذلك سوف يتحوّل الإنسان إلى منافق بفعل الإكراه، ولا يوجد -بمقياس عامة الناس عبر المجتمعات والعصور– ما يستوجب الإكراه هنا، لعدم وجود ضرر على الآخرين! بالطبع لم تكن أولوية الحرية هنا مُراعاة ومحترمة في كثير من مفاصل التاريخ. ولكن هذا لا يمنع سريان بداهتها. وإن تمّ حجب هذه البداهة لمصالح ظرفية وقصور متوقع ومُقونن ولكنه يبقى قصورًا يستوجب التجاوز.
يختلف الناس عن بعضهم في طرائق تشكّلهم (بما يشمل الجنس والقومية والمنطقة واللغة والدين والعمل والمظهر) لكن الناس يشتركون في كونهم أشكالًا بشرية اجتماعيًا. تحكمهم ضرورات وشروط وإمكانات القانون الحيوي نفسهُ للشكل الإنساني.
مفهوم الشكل الحيوي يفسّر اختلاف الكائنات بكونه اختلافًا ظرفيًا وشكليًا، وليس اختلافًا جوهرانيًا ثابتًا، وهذا ما قد يُعطي مرونة كبيرة في فهم هوية الكائن الإنساني أو غير الإنساني.
السؤال الثالث:
من هو الحيويّ؟ كيف يصبح الشخص حيويًّا؟ هل باعتناق الفلسفة الحيوية؟ أم عبر قدرته على تطبيق القياس الحيوي؟ ما هو تصوّركَ كونك أحد الأعمدة المؤسسة والمطوّرة للمنطق الحيوي مع النُقري. هل الأشخاص الحيويون يملكون أيضًا التناقض والازدواجية ضمن مفهومهم للحيوية. ماذا تقول لمن يجدُ تناقضًا في كتابكَ (أضاحي منطق الجوهر)؟!
الإجابة الثالثة:
أي إنسان يلتزم بأولويات الحياة والعدل والحرية هو إنسان حيوي، أي إنسان لا يعتقد بوجود جوهر ثابت تفاضلي للكينونة الاجتماعية –سواء أكانت فردًا أم مجتمعًا- هو إنسان حيوي؛ وبالتالي الإنسان الحيوي ليس فئة جديدة أو خاصّة من البشر، بل تستطيع أن تؤمن أو لا تؤمن بأي عقيدة -دينية أو لا دينية- وتكون حيويّا، بشرط أن تحتوَّى، تفهم، تتفهّم، تمارس، هذه العقيدة بما يوافق أولوية الحياة والعدل والحرية.
لا يوجد إنسان أو سلوك حيوي وآخر غير حيوي بالمطلق، يمكن للإنسان أو السلوك أن يكون أكثر أو أقلّ حيوية بشكل نسبي، وبشكل ظرفي متغير عند الإنسان نفسه.
النظرية الحيوية بالخاصة والمنطق الحيوي هي فكر وأدوات مفيدة لاكتشاف قصور الكينونة الاجتماعية –سواء أكانت فردًا أم مجتمعًا- وتعزيز منسوب الحيوية فيها، عبر فهم الوجود الكوني والاجتماعي كطريقة تشكّل ديناميكية، وليس كجوهر ثابت. لا يشترط في الإنسان الحيوي -بعامة- أن يكون على معرفة بالنظرية الحيوية ومدرسة دمشق للمنطق الحيوي، ولا يشترط بالإنسان أو المُفكر الحيوي أن يكون ملمّا بالقياس الحيوي وتقنية وحدة مربع المصالح.
الحيوية والمنطق الحيوي هي حجّة على من يستخدمها لتبرير الظلم وازدواجية المعايير. وكل مُقايسات المنطق الحيوي قابلة للتدقيق والمراجعة، وفقًا لمعايير القياس ومرجعية البداهة الحيوية الكونية للمصالح المشتركة، وهي مرجعية تشمل عامة الناس عبر العصور والمجتمعات. لا يوجد تطابق بين كائنين أو فكرتين حتى عند الشخص نفسه، ولكن وحدة السياق والاستنتاج الصوري مطلوبان وضروريان. ولا يوجد عاصم لحمزة رستناوي أو لغيره من الوقوع في الخطأ أو التناقض الداخلي، في أي كتاب أو دراسة ينشرها، نُسب إلى عمر بن الخطاب قوله (رحم الله امرأ أهدى إلي عيوبي).
السؤال الرابع:
هل المطلوب قياس الخطاب الإسلامي المُعاصر استنادًا إلى منطق البداهة الحيوية الكونية؟ أم تقديم خطاب جديد يحتاج إليه العصر؟ لماذا لا ننظِّر بالشكل الإيجابي لمبدأ الثورة -سواء كانت ثورة سياسية أو ثورة دينية اجتماعية- على القديم، ومن ثم نؤسس لثورة جديدة تبقى ضمن منطق الجوهر نفسه؟ فالفوضى التي تحدث الآن مع الثورات وما سوف يتبعها من نتائج سوف تطيح كلّ البداهات، المجتمع يتجه إلى التغيير، ولكن مع مرور الزمن سيعود المجتمع إلى توازنه ويستعيد جوهره.
الجواب الرابع:
ينبغي الحذر هنا في استخدام مصطلح الجديد والقديم والمعاصر، الأكثر أهمية وما ينبغي التركيز عليه هو درجة حيويّة الخطاب، بغض النظر عن كونه جديدًا أو قديمًا، وبغض النظر عن قائله وبغض النظر عن دعاوى أصحابه.
كتاب (أضاحي منطق الجوهر) يعرض لمرجعية منطقية هي مرجعية المنطق الحيوي، ويعرض كذلك لتقنيات وحدة مربع المصالح، تقنيات أزعم أنها تساعد مُستخدميها في تقييم درجة حيوية وصلاحيات أي خطاب. لا يمكن التأسيس لخطاب أكثر حيوية إلا بمقدار نقد الخطابات السابقة الأكثر قصورًا، عندما نبرهن على مناحي القصور في خطابات كهذي نحن بطبيعة الحال نؤسس لمصالح وصلاحيات خطاب أكثر حيوية ونفعًا. يمكن فهم المنطق الحيوي والحيوية على أنه ثورة معرفية جديدة، لنتوقّف مع هذا الاقتباس في تعريف الحيوية مع مؤسس مدرسة دمشق للمنطق الحيوي: “الحيوية مفهوم يرمي إلى رؤية الكون بمختلف تشكيلاته رؤية كلية، شاملة، موحدة، على أساس صفات كونية عامة، شاملة، هي الحركية، والتجديدية، والإبداعية، وهذه الرؤية تعني وحدة الكائنات، وفق هذه الصفات. فأول صفة مشتركة للكائنات هي أنها ليست جوهرية، والمفهوم الحيوي يقوم على دحض ورفض كل المفاهيم الجوهرانية، سواء المادية أم الروحية التي تؤدي بالنتيجة إلى الثنائية، ولذلك فإن المفهوم الحيوي يؤكد وحدة الكون من خلال ضرب مفهوم الجوهر الثابت، الدائم، ويمكن إيجاد جذور للمفهوم الحيوي في كل الإرهاصات الفكرية التي أرادت إثبات وحدانية الكون، سواء في ذلك مفاهيم كالمادة أم الروح أم الوجود أم الذات أم المطلق أم المادة أم النار أم الإله أم الطوطم أم الجنس.. إلخ. فكل هذه المفاهيم وغيرها تتضمن نزوعًا لإثبات الوحدانية إلا أنها جميعًا تسقط في شرك الثنائيات، لأنها تأكيد على منطق أحادي جوهري ثابت”. (كتاب المنطق الحيوي: عقل العقل، رائق النقري، ج1، ص 57).
السؤال الخامس:
في المنهجية التي تطبّقها في كتاب (أضاحي منطق الجوهر)، تضع نفسك ضمن مُسلمات قد لا تكون صحيحة في معظم الأحوال، أو لم يعد أي أهمية لبقائها، أو أنّ بقائها سيؤدي دائمًا إلى خلل، أليس من الأفضل تفكيكها ودحضها بشكل كامل، وليس تأويلها، لماذا تقول للقارئ إن الله أراد تأسيس أديان، وتضع نفسكَ ضمن هذا التأويل لفهم الدين، سواء كان بشكل مُنغلق أو مُستنير، إنّ هذا بحدّ ذاته ليس فقط مُحاباة للمؤمنين، بل إبقاء المؤمنين ضمن فهم خاطئ للدين والله. البداهة الكونية -كما أراها- تقول إنّ الله لم يردْ تأسيس دين، فالأديان تشكلت قبل خمسة آلاف عام تقريبًا، أليس في طرحكَ هذا خروج عن البداهة الكونية الأولى، وأصل الدين عند الإنسان؟
الإجابة الخامسة
كنتُ آمل في انتقاداتِك أن تكون أكثر تحديدًا مع التمثيل عليها. إنّ مقاربة المنطق الحيوي للخطاب الديني تكون من منظور الحياد الإيجابي، أي أنّ المقاييس الحيوي لا يتعامل مع النص من منظور إيماني، وبالمقابل لا يتعامل معه من منظور عدائي للإيمان، المُقايس الحيوي يتعامل مع النصوص الدينية من منظور مُتفهِّم لصلاحيات الإيمان مادام المُؤمن ملتزمًا بمعايير الصلاح والحيوية المُشتركة بين عامة الناس عبر العصور. المنطق الحيوي يُلزم المُقايس الحيوي بكشف جذور منطق الجوهر العنصري في الخطاب الديني –وغير الديني- إن وجد، وكذلك تقييم مصالحها بالاستناد إلى قيم وجود ووجوب معًا، وربطًا بتقنية وحدة مربع المصالح.
يميز المنطق الحيوي ما بين نوعين من المَرجعيات، مرجعية البداهة الحيوية الكونية للمصالح المشتركة وهي مرجعية عامة مُلزمة لكل البشر عبر العصور والمجتمعات، ومرجعية العقد الفئوي، وهي مرجعية فئوية عقائدية خاصة بجماعة المؤمنين وملزمة فقط لمن يؤمن بها. مرجعية البداهة الحيوية الكونية للمصالح المشتركة لا تُعطي أي إجابات أو تفاصيل حول مفاهيم الألوهية والنبوات ونحوها، ولا تقول بوجد إله مخصوص أو عدم وجود إله، وليس من شأنها البحث في إرادة الله أصلًا… وقد طرح المنطق الحيوي مفهوم “واجب الوجود الحيوي السببي”، كمعيار مكافئ للألوهية والعلة الأولى أو المثال الأعلى لمقاربة علم العقائد الحيوي والمقارن واحتوائه في صيغ قانونية كونية شاملة. لا ينبغي لنا ومن غير المجدي أن نسأل عن إرادة الله، فهذا لا يمكن التحقق منه تجريبيًا، وما يعنينا هو تعبيرات هذا الإيمان وإرادة الله في سلوك المؤمنين والمجتمعات المؤمنة.
[sociallocker] [/sociallocker]