يواجهون طائرات حربية ورصاص القناصة.. العاملون بالإغاثة في سوريا يتغلبون على المخاطر لإيصال المساعدات



السورية نت - مراد الشامي

تسعى منظمات إغاثية خيرية سورية، لتقديم المساعدات الإنسانية، للمدنيين المهجرين الهاربين من بطش قوات نظام بشار الأسد، والقابعين تحت وطأة حصار قواته. ويعمل أفراد هذه المنظمات لخدمة المدنيين، حتى ولو كان ذلك على حساب تعرضهم لخطر الموت بسبب آلة القتل التابعة للنظام.

ويصادف غداً السبت اليوم العالمي للعمل الإنساني، الذي تحولت سوريا إلى أبرز ساحاته على مستوى العالم بسبب انتقال ملايين الأشخاص للعيش في مخيمات داخل الأراضي السورية وفي مدن وأرياف تسيطر عليها قوات المعارضة السورية.

براء صمودي مدير مؤسسة "إحسان للإغاثة والتنمية"، قال في تصريح لـ"السورية نت"،  اليوم الجمعة، أنه على الرغم من المخاطر الكبيرة التي يواجهها العاملون السوريون في الإغاثة، إلا أن تقديم المنظمة المساعدات الإنسانية للمحتاجين لا زال مستمراً.

وأشار إلى أن المنظمات الإغاثية استطاعت التكيّف مع ظروف العمل الخطرة، وقال إن "العاملين في الإغاثة والجهات الداعمة أوجدوا طرقاً مبتكرة مكنتهم من الوصول إلى المحتاجين في الأماكن التي يصعب الوصول إليها". مثمناً دور فرق الإغاثة التي تواصل عملها رغم المصاعب.

و"إحسان" هي إحدى مؤسسات "المنتدى السوري" وتعمل على عدة مشاريع خدمية وإغاثية في مناطق سورية عدة.

ومن جانبه، قال "أبو ياسر" مدير جمعية "شام الخير" العاملة في منطقة الغوطة الشرقية بريف دمشق، أنهم "يقدمون مساعدات إنسانية للمدنيين، في ظل ظروف تعرض أفرادها للخطر، وذلك بسبب منع النظام دخول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة".

ولفت في تصريح لوكالة الأناضول إلى أن "أطقم الإغاثة وتوزيع المساعدات يتعرضون خلال عملهم الإنساني لقصف الطائرات الحربية، ورصاص القناصة (..) فحتى اليوم استشهد لنا 12 عاملاً"، وفقاً قوله.

وتحتضن الغوطة الشرقية نحو 400 ألف مدني يرزحون تحت حصار خانق تضربه عليهم قوات النظام منذ أكثر من 5 أعوام.

بدوره، قال "فاتح عوّاد" مدير منظمة "سعيد" الخيرية التي تتخذ من محافظة إدلب مقرا لها، إن الجمعية "تعمل على خدمة المدنيين المهجرين، وتقدم لهم المساعدات الإغاثية اللازمة".

وأوضح عواد للأناضول أن "مركزًا مؤقتًا تابعًا للجمعية في إدلب يستقبل حاليًا ألفي شخص، إلى جانب تشغيلنا 5 سيارات إسعاف لخدمة المرضى وحالات الطوارئ".

ولفت عواد إلى أن "هناك الكثير من العقبات والصعوبات التي تواجه العمل الإنساني الإغاثي في إدلب"، مشددًا "ولكن بالرغم من ذلك لن نتراجع عن مهمتنا وسنستمر في خدمة المدنيين".

واليوم العالمي للعمل الإنساني، يُحتفى به سنويا في 19 أغسطس/آب، وهو مناسبة للاعتراف بأولئك الذين يخاطرون بأنفسهم في سبيل أداء الواجب في مجال الإغاثة الإنسانية، فضلا عن حشد الجماهير للدعوة إلى العمل الإنساني.

وقررت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 11 ديسمبر/كانون أول 2008‎، اعتبار 19 أغسطس/آب يومًا عالميًا للعمل الإنساني لتزامنه مع حلول الذكرى السنوية للهجوم على مقر الأمم المتحدة في العاصمة العراقية بغداد عام 2003.

وبحسب معطيات الأمم المتحدة، فإن أكثر من 13.5 مليون مدني بحاجة إلى المساعدات الإنسانية في سوريا.

اقرأ أيضأً: "فيلق الرحمن" يعلن عن اتفاق مع روسيا لوقف "إطلاق النار" في جوبر والغوطة الشرقية




المصدر