“حزب الله” يبادل أسراه وموالو النظام يطلبون “المعاملة بالمثل”


جيرون

يراقب موالو نظام الأسد الذين استُنزف أبناؤهم، خلال الأعوام الست الماضية، ما تقوم به ميليشيا (حزب الله) الإرهابي وإيران من تفاوض دائم، لإطلاق سراح أسراهم ومرتزقتهم المحتجزين عند فصائل المعارضة، وكذلك مبادلة جثامينهم ورفاتهم، بينما نظامهم لا يأبه لحياة وأجساد أبنائهم، ولا يكترث لكل ما قدموه له من قرابين، ليبقى كرسي الأسد فوق جثث السوريين.

عرضت صفحة (شبكة الجيش والقوات المسلحة) الإخبارية الموالية على (فيسبوك)، أمس الجمعة، رسالةً بعنوان (خذوا دماءنا وردوا لنا رجالنا ونساءنا)، طلبت فيها “بعض الماء” لترشقه بوجه سلطة النظام “النائمة لتصحو من غفوتها”، كونها “متغافلة عن أخواتنا وإخوتنا المأسورين والمفقودين في بقاع الأرض السورية”.

وأضافت الرسالة الموجهة إلى رأس النظام: “يعتصر قلبي ألمًا لمشاهد المفاوضات من قبل الإخوة في (حزب الله) مع الإرهابيين، وكيف أنهم لا يألون جهدًا في تحرير مخطوفيهم، ولو على أي حساب كان، وحتى أية مفاوضات كانت تجري لتحرير جنود أو مسؤولي أي دولة عندنا، كانت تجري بجدية كاملة، ولا يتركون ملف مخطوفيهم من دون حل فوري”.

بالمقابل تصف الرسالة سلطة نظام الأسد بـ (الدواعش) وتوضح: “أما (دواعشنا) المتنفذين والمسؤولين عن ملفات أسرانا ومخطوفينا، فتراهم ساعة في الساحل السوري باستجمام على البحر، وساعة في المطاعم، يملؤون كروشهم بما لذ وطاب من أشهى المأكولات، وساعة بين الراقصات والغواني يستمتعون بغرائزهم الشيطانية”، وتتابع التوصيف بأن أولئك المسؤولين “لا تنقصهم (الحقارة) بما تعنيه هذه الكلمة من معنى، فتجدهم يسعون -بكل ما يستطيعون- للمصالحة مع من أسر جنودنا وقتلهم، وبملاطفة من خطف نساءنا واغتصبهن، وهم يمدون لهؤلاء (الإرهابيين) أيادي المساعدة كأنهم خدم عندهم، فهل لأنهم كما يقال من عظام الرقبة والرقبة بحاجة لعظامها”.

تتوجه الرسالة إلى “المصالحين” من مسؤولي النظام بتهكم قائلة: “مخطوفينا أبناء البلد ليسوا بغلاء عظام رقبتهم، وليفهم من يفهم أننا لا نستطيع إخفاء الواقع بحجاب شفاف لأنه يُظهر ما خلفه”، وتخاطبهم بنوع من التهديد والوعيد بألا يفهموا سكوتهم السابق على نحو خاطئ، وتضيف: “إن لصبر أهالي المختطفين حدًا، ربما ينفد بين حين وآخر، فأبناؤنا وبناتنا ليسوا بذلك الرخص الذي تعتقدون، وهم الوطن بالنسبة إلينا، فالوطن من دون أبنائه ليس وطنًا بل خرابة”.

ترجو الرسالة سيدهم بشار الأسد ليتدخل، متجاهلة أنه هو من وضع سورية كلها بالأسر والرهان بيد الروس والإيرانيين والمرتزقة من شتى بلدان العالم، إذ تقول: “أخاطب من نؤمن بأنه تاج رأسنا، إن أبناءك وبناتك المأسورات يعذبون وبناتك (يسبون ويغتصبون) من قبل (الإرهابيين) ويستنجدن بك”.

تكتمل سطور الرسالة بطريقة التقرير الأمني الذي اعتادوا توجيهه إلى سيدهم: “من وضعت ثقتك بهم لتحرير أبنائك قد خانوك، فهم غير آبهين بما كلفتهم من مهام”، لتؤكد أنهم مع أبنائهم “يصيفون في ميريديان اللاذقية وفي منتجعاته، ويستجمون ويسبحون في شاطئه، وليس لهم لا هم ولا غم”، وتشير إلى أن أهالي المختطفين “يتحسرون ويبكون دمًا على بناتهم وأبنائهم”، لتطلب من جميع الموالين أن يضعوا أنفسهم “مكان أهالي المختطفين”، لـ “يشعروا بشعورهم” وينقلوا مأساتهم.

ما زالت تلك الشريحة تعتقد أن نظامها قادر على حمايتها، على الرغم من تناقض الخطاب في الرسالة ذاتها، وما زالت تعتقد أن رأس النظام يعنيه شأن المواطن السوري -إن كان مواليًا أو معارضًا- أمام بقاء السلطة بيده، والسؤال هنا هو: متى وما هي المصيبة المتبقية التي يجب أن تحدث ليفهم هؤلاء الحقيقة على طبيعتها، بأنهم وأبناءهم مجرد أرقام تطحنها هذه المافيا التي حكمت العباد والبلاد بالبارود والنار ونهبتها وأفقرت أهلها، لتبني القصور وتعيش الرفاهية في بلدان العالم، ويبقى من يقاتل لأجلها يعاني القهر والجوع والإذلال في شوارع بلده.

أفرج النظام، في كانون الثاني/ يناير 2013، عن نحو 2130 معتقل من سجونه، منهم نحو 70 سيدة، مقابل 48 أسيرًا إيرانيًا كانوا في الغوطة الشرقية لدمشق، وذكرت بعض التقارير -حينئذ- أن الاتفاق تضمن أيضًا دفع مبلغ مليون دولار عن كل إيراني، بالإضافة إلى تأمين دخول الغذاء والدواء للغوطة مع بعض الذخائر، كما أجرت ميليشيا (حزب الله) عدة عمليات تبادل لأسرى وجثث مرتزقة لها يقاتلون في سورية، كان آخرها في عرسال اللبنانية. ح – ق




المصدر