"ضرب الأعمدة".. هل تُرهق هذه السياسة مقاتلي "تنظيم الدولة" جنوب سوريا وتفضي إلى تفككهم؟



السورية نت - مراد الشامي

لم يوفر "جيش خالد بن الوليد" المبايع لتنظيم "الدولة الإسلامية" الفُرص للتوسع في مناطق المعارضة السورية، مستغلاً معاركها الدائرة مع قوات نظام بشار الأسد في درعا منذ فبراير/ شباط 2017، ساعياً لتسلل إليها والسيطرة على مناطق جديدة كبلدة حيط ذات الأهمية الاستراتيجية على الحدود السورية الأردنية.

كما تصدى التنظيم لهجمات عديدة لفصائل المعارضة على المناطق التي باتت تحت سيطرته مؤخراً، مثل تل عشترة وتل الجموع وسرية م.د في عدوان وغيرها، مما جعل فصائل المعارضة وأطراف داعمة لها تترقب الوضع في تلك المنطقة الحساسة بشكل مستمر تعكف على وضع خطط بديلة تسرع في القضاء على البؤرة التي شكلت خطراً يضرب بفصائل المعارضة من الخلف.

وتقول مصادر متطابقة لـ"السورية نت" في الجنوب السوري، أن سياسة جديدة بدأت قوات المعارضة مدعومة بأجهزة استخباراتية تطبقها في منطقة حوض اليرموك حيث ينتشر المقاتلون التابعون لـ"تنظيم الدولة".

وتقوم هذه السياسة على توجيه ضربات دقيقة لقادة تنظيم "جيش خالد" الذين يعتبرون بمثابة الأعمدة لديه، من خلال التعاون الوثيق مع أبناء المنطقة المعادين لوجود هذا التنظيم، بحيث تُرصد تحركات قادة التنظيم في قرى وبلدات حوض اليرموك، ثم تُرسل إلى غرفة العمليات الدولية (الموك) في الأردن، والتي بدورها تقيّم هذه المعلومات وتتحرى عنها ليتم استهداف الصفوف القيادية الأولى في التنظيم بضربات دقيقة ومركزة قادرة على إحداث التخبط والاستنزاف في كيانه غير المتجانس أساساً، بالنظر إلى الخلافات الحاصلة بين جناحيه الرئيسيين وهما لواء "شهداء اليرموك" وحركة "المثنى الإسلامية".

وترجح المصادر التي تحدثت لـ"السورية نت" وطلبت عدم الكشف عن هويتها، أن تكون لهذه السياسة في التعامل مع مقاتلي "تنظيم الدولة" بالجنوب  السوري دور في عمليات الاستهداف المجهولة التي قضت على أبرز قادة التنظيم خلال الأشهر الثلاثة السابقة.

فالضربات التي تمت لاستهداف أبو محمد المقدسي، وكذلك أبو هاشم الرفاعي، وأخيرا أبو تيم إنخل، وهم الأمراء الأخيرون للتنظيم في منطقة حوض اليرموك، لم تكن إلا بعد عمليات رصد ومتابعة دقيقة.

وشكلت بنتائجها ضربات قاصمة ونقطة تحول لما يليها من أحداث على المستوى التنظيمي في بنية "جيش خالد"، إذ لوحظ بحسب المصادر اتساع الشرخ بين أتباع "أبو علي الخال" (أبو علي البريدي) مؤسس لواء "شهداء اليرموك" وأتباع "حركة المثنى"، حيث يحاول كل طرف إعادة الإمارة إلى كنفه في كل مرة تحصل فيها الاستهدافات.

وبالنظر إلى الضربة الأخيرة التي استهدفت مقر محكمة بلدة الشجرة فإن قيام التنظيم بتهريب بعض المصابين إلى مناطق سيطرة المعارضة تدل على الحالة المزرية في مرافق التنظيم الطبية.

وعثرت فصائل الجيش الحر على أحمد البريدي نجل أبو علي البريدي في مشفى الرفيد باسم مزور، كما عثرت على مصابين آخرين في عيادات خاصة أيضا بأسماء مزورة، فضلاً عن أن حالات الفرار لعناصر التنظيم باتجاه مناطق المعارضة تعكس مؤشراً آخر على حالة التهاوي المستمر للتنظيم.

ويشير مراقبون للوضع الميداني في منطقة حوض اليرموك إلى أن استمرار سياسة استهداف قادة التنظيم على المدى المنظور، سيؤدي إلى إرهاق التنظيم واستنزافه من الناحية القيادية، فالقياديون المدربون على الاستمرار بشؤون التنظيم لا يتجاوزون العشرات، وستؤدي عمليات الاستهداف إلى إضعاف هيكلية التنظيم.

ومن المرجح أن يُشكل ذلك خطوة أساسية تمهد الطريق بشكل فعلي أمام فصائل المعارضة لشن هجمات نحو القطاع أو تضع القيادات الجديدة للتنظيم أمام خيارات أخرى قد تكون مقبولة من قبلها كالترحيل باتجاه أماكن "تنظيم الدولة" شرق سوريا.




المصدر