فيلق الرحمن يهادن روسيا أيضًا… تكريس الانقسام في الغوطة


جيرون

أعلن (فيلق الرحمن)، أمس الجمعة، أنه توصل إلى اتفاق مع الجانب الروسي، لوقف إطلاق النار، يشمل مناطق سيطرته في الغوطة الشرقية وحي جوبر الدمشقي.

ينص الاتفاق -بحسب بيان الفيلق- على بدء وقف إطلاق النار ابتداءً من مساء الجمعة، على أن يتم رفع الحصار عن الغوطة الشرقية والسماح بدخول المواد الأساسية عبر معابر محددة.

أكد المتحدث باسم (فيلق الرحمن) وائل علوان في تصريح خاص لـ (جيرون) أن “الاتفاق جاء بعد مفاوضات، استمرت ثلاثة أيام، بين ممثلي الفيلق وممثلين عن الجانب الروسي في مدينة جنيف السويسرية، وهو سينعكس إيجابيًا على السكان في الغوطة، حيث سيتم إدخال المواد الأساسية دون أي عوائق أو فرض أتاوات، وسيتم رفع الحصار الذي تعيشه الغوطة منذ عدة سنوات، كما ينص على إطلاق سراح المعتقلين”.

وزارة الدفاع الروسية أكدت الاتفاق، وأوضحت أن (فيلق الرحمن) انضم إلى الهدنة في سورية التي ترعاها روسيا بين النظام وفصائل المعارضة، وذكرت الوزارة أن “الفيلق أبدى استعداده لمحاربة الفصائل الإرهابية المتمثلة بـ (تنظيم الدولة الإسلامية) وجبهة (فتح الشام)”.

بشأن آراء سكان الغوطة بالاتفاق الذي أبرمه الفيلق، أوضح عبد الملك عبود أحد ناشطي مدينة دوما لـ (جيرون): “بالنسبة إلى الرأي العام، هناك ترحيب من أهالي الغوطة، وتأييد لرأي الفصائل العسكرية؛ لأن تطبيق الاتفاق ينهي حالة الحصار ويوقف المجازر بشكل نهائي، مع رسم حدود الغوطة ويمنع تساقط أي بلدة أو مدينة بيد النظام، وهو يضمن فتح الطرقات وينظم العمليات التجارية، ويحسّن الخدمات في المنطقة، بالتعاون مع النظام السوري بوساطة روسية”.

وأشار عبود إلى تخوف الناس من “عدم التزام الروس وحلفائهم بالتنفيذ؛ فمنذ توقيع (جيش الإسلام) على اتفاق خفض التصعيد تم تسجيل العديد من الخروقات لقوات النظام من قصف مدفعي ومحاولات اقتحام على خطوط الجبهات. وعلى الرغم من الضمانات والوعود، تبقى الثقة معدومة مع الطرف الآخر”.

يأتي هذا الاتفاق، بعد مرور عدة أسابيع على سريان اتفاق مماثل، وقعه ممثلون عن (جيش الإسلام) مع الجانب الروسي، برعاية مصرية في القاهرة، ولم يشمل كافة مناطق الغوطة في حينها، حيث شمل القطاع الشمالي والشمالي الشرقي الذي يسيطر عليه (جيش الإسلام) والذي يضم مدن دوما ومسرابا ومحيطها.

وعند سؤال (جيرون) للمتحدث باسم (فيلق الرحمن) عن سبب عدم توقيعهم الاتفاق السابق الذي أبرمه (جيش الإسلام) مع الجانب الروسي رغم تشابه النقاط قال علوان: “إنه اتفاق مبهم، ولم يتم دعوة الفيلق”.

انعكست حالة الانقسام الذي تعيشه الغوطة على ما يبدو على اتفاقات وقف إطلاق النار، حيث تعيش الغوطة حاليًا اتفاقين لوقف إطلاق النار، وقعهما الجانب الروسي مع (فيلق الرحمن) و(جيش الإسلام) كل على حدة، ومن المتوقع أن يتم فتح معابر مستقلة لكل طرف، لإدخال المواد الأساسية وفق الاتفاقات، حيث تم افتتاح معبر تابع لـ (جيش الإسلام) من جهة مخيم الوافدين قرب مدينة دوما، كما سيتم افتتاح معبرَين آخرين في عين ترما وحرستا يتبعان (فيلق الرحمن)، بحسب ناشطين.

يخشى سكان الغوطة الشرقية أن تسهم هذه الاتفاقات في تكريس الانقسام بين الطرفين، وتفرض عزلة أكبر على مناطق سيطرتهما. عبود يرى أن “التقسيم في الغوطة بات أمرًا واقعًا في ظل خشية كل طرف من دخول الطرف الثاني إلى أراضيه خوفًا من نشر خلايا أمنية تزعزع الأمن في منطقته”.

تكرس الانقسام بين الجيش والفيلق على نحو كبير، إثر الاقتتال الذي اندلع بين الطرفين في نيسان/ أبريل الماضي. ووصلت الانقسامات مؤخرًا بين الطرفين إلى المجالس المحلية، حيث خرجت المجالس المحلية لبلدات القطاع الأوسط التي يسيطر عليها (فيلق الرحمن) ببيان مشترك اتهمت فيه (جيش الإسلام) بممارسة انتهاكات واسعة بحق المدنيين، وطالبت المجلس الإسلامي برفع الغطاء الشرعي والثوري عن هذا الفصيل، كما أصدر المجلس المحلي لبلدة مسرابا التي يسيطر عليها (جيش الإسلام) بيانًا مشابهًا، اتهم فيه الفيلق بارتكاب انتهاكات ضد المدنيين. س.أ.




المصدر