“مطلوبو عين الحلوة” مقدمات لإنهاء ملف اللاجئين الفلسطينيين


جيرون

عاد ملف المطلوبين، داخل مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان، إلى الواجهة من جديد، مع طلب السلطات اللبنانية إنهاءه على نحو كامل، بغض النظر عن الطريقة، وهو ما يؤشر إلى احتمال تجدد المواجهات بين القوة الأمنية التابعة للفصائل وعشرات المطلوبين المتهمين بالانتماء إلى تنظيمي (داعش) و(تحرير الشام)، في حال رفض هؤلاء إجراءات التسوية المطروحة لبنانيًا أو الخروج من المخيم.

يبلغ عدد المطلوبين داخل المخيم نحو 200 مسلح، بينهم 40 لبنانيًا و30 سوريًا، وذلك وفق صحيفة (الشرق الأوسط) التي قالت إن هؤلاء “المطلوبين” يرفضون -حتى اللحظة- أي إجراء للتسوية مع الدولة اللبنانية يقضي بتسليم عدد منهم مقابل خروج الآخرين، ومضيفة في الوقت عينه أن هناك محادثات بين السلطات في بيروت وفاعليات المخيم؛ لإبرام تسوية مشابهة لتلك التي حدثت قبل نحو سبعة أشهر، وانتهت بتسليم نحو 60 مطلوبًا من المخيم للجيش اللبناني.

ووفق الصحيفة، فإن أهم أسباب رفض المطلوبين الدخول في تسوية مع الدولة اللبنانية، هو قناعتهم بأنهم لا يحملون أي فكر متطرف، ورغبتهم في الذهاب إلى سورية، لأنهم يريدون توظيف إمكاناتهم هناك، ولا سيّما أنهم غير قادرين على الوصول إلى فلسطين، وفق الصحيفة.

من جهة أخرى، قال قائد القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة في لبنان منير المقدح: إن المطلوبين داخل المخيم لا يشكلون خطرًا على أمن المخيم والجوار اللبناني، مشيرًا في تصريحات لـ (الشرق الأوسط) إلى أن معظمهم غير متورط بقضايا أمنية أو جرائم ضد الدولة اللبنانية، وأن نحو 120 منهم يتبعون (تحرير الشام)، والبقية لجؤوا إلى عين الحلوة من طرابلس.

وقد طُرح ملف المطلوبين داخل مخيم اللاجئين الفلسطينيين، خلال مفاوضات (تحرير الشام) و(حزب الله) اللبناني، قبل أكثر من أسبوعين، بهدف إخراج الأولى من منطقة جرود عرسال والقلمون الغربي باتجاه إدلب، وقيل حينئذ إن هذا الملف كان أبرز الملفات التي عرقلت التسوية بين الطرفين، لأكثر من أسبوع.

ورأى العديد من الناشطين الفلسطينيين أن ما يحدث في المخيم له علاقة بتضارب مصالح إقليمية ترتبط -بشكل أو بآخر- بترتيبات كبرى لتسوية ملفات المنطقة، يبدو فيها ملف اللاجئين الفلسطينيين الحلقة الأضعف، وهذا لا ينسحب فقط على مخيمات لبنان، بل على المخيمات الفلسطينية في سورية، والتي دمرت بنسبة تفوق 80 بالمئة، بفعل قصف النظام السوري والمليشيات المتحالفة معه، إضافة إلى تهجير نحو 50 بالمئة من الفلسطينيين السوريين.

مسألة مستقبل اللاجئين الفلسطينيين داخل المنطقة في ظل الأزمات المتفجرة التي تعصف بها، باتت رهن احتمالات عديدة، أبرزها التهجير باتجاه أوروبا، وبدرجة أقل إعادة توطينهم داخل الدول التي يقطنون فيها، وهذا ما لم تقبله بعض الدول ومنها لبنان.

وفي هذا السياق، قال الناشط الفلسطيني بشار عمرو: “مسألة المخيمات في لبنان وسورية ليست منفصلة، وما يجري يختلف فقط في الأدوات، لا أعتقد أن ملف المطلوبين داخل عين الحلوة سينتهي، مهما بلغ التعاون من الفصائل داخل المخيم مع الدولة اللبنانية، وكذلك الأمر في سورية، يبدو ملف المخيمات الفلسطينية في رمقه الأخير، ولم يعد خافيًا أن العديد من السيناريوهات طرح للخلاص من قضية اللاجئين الفلسطينيين في دول الطوق، منها إعادة فتح مشروع استيعابهم في كندا، وهو المشروع الذي طرح لأول مرة، في مفاوضات مدريد عام 1991”.

يذكر أن مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان شهد، على مدار العامَين الماضيين، معارك متواصلة بين القوة المشتركة للفصائل الفلسطينية وعناصر توصف بالمتطرفة، بلغت ذروتها في مطلع تموز/ يوليو الماضي، قبل أن تنجح وساطات محلية وإقليمية بإنهاء المواجهات وقبول كافة الأطراف بحل، يقضي بخروج المطلوبين من المخيم إلى الشمال السوري، وهو ما لم يحدث حتى اللحظة. م.ش




المصدر