يوسف الشريف: استفدتُ من أخطاء «كفر دلهاب»


muhammed bitar

استطاع الفنان يوسف الشريف أن يحجز لنفسه مكانة مميزة في الدراما المصرية، لاسيما خلال الموسم الرمضاني السنوي. فبعد أول نجاحاته مع مسلسل «المواطن إكس» (2011)، توالت أعماله التي حصدت استحساناً لافتاً، من «زي الورد» و «رقم مجهول» و «اسم مؤقت» و «الصياد» و «لعبة إبليس» و «القيصر»، إلى مسلسل «كفر دلهاب»، الذي قدمه في رمضان الفائت ليكرّس نجاحه درامياً.

حول أعماله تحدث يوسف إلى «الحياة» قائلاً: «طوال الوقت، تشغلني فكرة علاقة الشيطان بالإنسان، وضرورة معرفته، وما هي الحيل والأساليب التي يستخدمها ليوسوس إلى البشر، وكيف يمكن تحصين أنفسنا منه، ومن هنا جاءت فكرة تقديمي «كفر دلهاب» ومن قبلها «لعبة إبليس». لكنّ الدراما في مسلسلي هذا العام كانت تجبر المشاهد على التعاطف مع شخصية البطل حتى الحلقة الأخيرة، التي جاءت صادمة للكثيرين لكونها كشفت الوجه الآخر للبطل، وسيطرة الشيطان عليه في شكل كامل. وتعمدنا أن تكون الحلقة الأخيرة بمثابة مفاجأة حتى تترك علامة في أذهان الجمهور، والرسالة الأخرى هي ضرورة أن يُحكِّم الإنسان عقله قبل أن يتعاطف مع أي شخص». وأضاف: «واجهت العديد من الصعوبات أثناء التحضير للفكرة، ففي البداية قررنا الاعتماد على الرعب، ولكنني واجهت مشكلة وهي أن هذه النوعية من الأعمال لا تصدق في مجتمعاتنا الشرقية، نظراً للنزعة الدينية القوية في المجتمعات العربية، وغير مقبول أن نقدم عمل رعب ينتصر فيه الشر على الخير، ولذلك قررنا أن يكون العمل في زمان ومكان غير معلومين، أيضاً من المتعارف عليه عالمياً أن نوعية دراما الرعب لا تسمح للبطل بإخراج كل طاقاته التمثيلية، لذا حاولنا أن نضع مشاهد تعتمد على الأداء التمثيلي أكثر من الكلام أو مشاهد الرعب، كذلك واجهنا مشكلة أخرى وهي أن ثمة إحصاءات عالمية تؤكد أن غالبية أفلام الرعب التي قدمت في العالم تعتبر ضعيفة فنياً، وتصل إلى نسبة السبعين في المئة تقريباً، وحاولت أن يكون هناك مضمون ورسالة داخل العمل، حتى لا أقع في مأزق السطحية والاعتماد على الإثارة فقط.

وأكد يوسف أنه لا يتدخل في اختيارات الممثلين أو فريق العمل، بل يترك تلك التفاصيل للمخرج، التي يرى أن التدخل فيها قد يقلل منها بدلاً من أن يضيف لها. وأوضح أن ثقته في المخرج أحمد نادر جلال كبيرة جداً، ووصفه أنه واحد من أهم المخرجين الموجودين على الساحة في الفترة الحالية. وأشار إلى أن الأخطاء الفنية التي تضمنها المسلسل حدثت بسبب ضيق الوقت والتصوير تحت ضغوط كبيرة، لذا قرر في تجربته السينمائية التي يحضر لها حالياً أن يتفادى هذه الأخطاء ويعمل في فترة زمنية غير محددة بوقت عرض معين حتى يقدم عملاً فنياً يرضي الجمهور. ووجه الشكر إلى مهندس الديكور الذي صمم بناء قرية بأكملها، تمّ فيها تصوير معظم العمل، ما عدا بعض المشاهد التي تم تصويرها في «واحة سيوة». كما أشاد بدور الطفلة صاحبة الرسومات الكاشفة للأحداث المستقبلية، وأكد أنها تمتلك موهبة تمثيلية كبيرة، وسيكون لها شأن عظيم في الفن مستقبلاً، وألمح أنه تعاطف معها طوال فترة التصوير لكونها طفلة وتصور مشاهد مرعبة تحتوي على دماء وصراخ ووجوه مخيفة.

وحول أصعب المشاهد التي واجهته قال: «هو مشهد إعدام «الطبيب»، أي الشخصية التي أجسدها. ولا يحتوي المشهد أي أداء تمثيلي لأنني ارتديت سترة وجه، لكنني بمجرد الوقوف على خشبة الإعدام شعرت بإحساس غريب لم ينتابني من قبل، وانزعجت لدرجة أنني طلبت إيقاف التصوير، وظللت فترة حتى استطعت تقديم المشهد».

وتحدث عن المنافسة بين الأعمال الدرامية في موسم رمضان موضحاً أن مستوى معظم الأعمال كان عالياً جداً، وثمة اجتهاد واضح في كل العناصر الفنية، مؤكداً أن المنافسة كانت صعبة، بينما استثنى مسلسل «عفاريت عدلي علام» للفنان عادل إمام، لكون أعمال الزعيم تبقى خارج أي منافسة.

وعن مسلسله في موسم رمضان المقبل، أكد أنه تعاقد بالفعل مع صاحب شركة «سينرجي» المنتج تامر مرسي على بطولة عمل درامي جديد، لم تتحدد معالمه حتى الآن. وعلى رغم ذلك لم يحسم أمر المشاركة في رمضان 2018 بمسلسل جديد، لأن ذلك يتوقف على توقيت انتهائه من تصوير فيلمه السينمائي المقبل، والذي يعود به من جديد إلى الساحة السينمائية بعد فترة غياب دامت أكثر من ثمانية أعوام، منذ آخر أفلامه «العالمي». وأوضح أن الفيلم الجديد من فكرته وتأليف عمرو سمير عاطف وإخراج أحمد نادر جلال، وهو الآن في مرحلة الكتابة، لذا فضّل عدم الخوض في تفاصيله.




المصدر