الإعلام الأردني يروج لعودة العلاقات مع نظام الأسد


عاصم الزعبي

قال كامل أبو جابر، وزير الخارجية الأردني الأسبق: إنّ “الوضع الطبيعي والإنساني، والعربي والإسلامي، يقول إن العلاقات، بين الأردن وسورية، يجب أن تكون دومًا علاقات جيدة، وعلى مستوى عال من التنسيق، وتبادل الآراء والاستراتيجيات.

يأتي كلام الوزير الأردني الأسبق، ضمن سياق تقرير لصحيفة محلية، يستطلع آراء عدد من المسؤولين الأردنيين السابقيين، وعدد من الباحثين، حول إعادة العلاقات الأردنية السورية.

وأضاف أبو جابر: “سورية دولة تشارك الأردن الجغرافيا واللغة، والديانات والتطلعات السياسية والمستقبلية، وكل هذه الأمور تحتم على البلدين أن يكون لديهما علاقات جيدة ومستقرة”. ورأى أنّ “السنوات الماضية شهدت تغيرًا في العلاقات، نتيجة الأوضاع التي مرت بها سورية؛ ما أدى إلى خروج العلاقة بينهما عن طبيعتها”.

بدوره، قال وزبر الإعلام الأردني الأسبق، سميح المعايطة: إنّ “الأردن من الدول التي حافظت على ثبات موقفها من الملف السوري، منذ بدايته وحتى اليوم، وإن المملكة تريد أن تكون سورية دولة موحدة مستقرة خالية من الإرهاب، والتطرف والطائفية والفوضى”.

وأشار إلى أنّ “الأردن يرفض كل الأفكار والمشاريع التي يتم ترويجها لتقسيم سورية، جغرافيًا أو إلى مناطق نفوذ، حيث إن البلدين، طوال سنوات الأزمة، حافظا على التمثيل الدبلوماسي، من خلال السفارات ولو كان بالحد الأدنى”.

وأوضح أنّ “المملكة تريد أن تتعامل مع الدولة العربية السورية، وليست مع دولة تخوض الصراعات والحروب؛ لأن هذا الأمر يشكل ضررًا على الأردن، وهو ما عانت منه عمان، خلال السنوات السبع الأخيرة”، وأشار إلى أنّ “الأردن يريد سورية، لكنه لا يتدخل بمن يحكمها، لأن هذا قرار سوري داخلي، وليس شأنًا أردنيًا، وهو حديث أكده الأردن الرسمي أكثر من مرة”.

من جهته، قال عضو مجلس الأعيان الأردني، طاهر الشخشير: إن “العلاقة الأردنية السورية هي علاقة ديموغرافية، قبل أن تكون سياسية، حيث ارتبط الأردنيون بالسوريين بعلاقات عائلية ومصاهرات، إلا أن الحرب التي دارت في الجارة الشمالية أثّرت على هذه العائلات، وفرقت شملها”.

وأضاف: إنّ “المصلحة الأردنية السورية، من الناحية السياسية، تحتم على الدولتين إعادة التقارب والتشبيك على مختلف الصعد، ومحاولة العمل على استقرار المنطقة وخاصةً سورية”.

وفي السياق ذاته، قال المحلل السياسي عريب الرنتاوي: إنّ “عمان حافظت على الحد الأدنى من العلاقة مع دمشق، طوال السنوات الماضية، من عمر الأزمة السورية، وظل التمثيل الدبلوماسي والسفراء قائمًا إلى حين، ليستمر بعدها على مستوى القائم بالأعمال، وهناك ضبّاط ارتباط من كلا البلدين يقومون بالتنسيق في القضايا العاجلة، في الجانب الميداني على الحدود”.

وأوضح أنّ “هناك لقاءات لكبار المسؤولين الأمنيين في البلدين”، مدللاً على ذلك بـ “زيارات رئيس مكتب الأمن الوطني علي مملوك إلى عمان، وتبادل التهاني بين رئاستي أركان البلدين في الأعياد، أكثر من مرة، خلال الأزمة”، وأضاف: “إنّ الأردن حصر دوره، في الأزمة السورية، في منطقة الجنوب، وبمنطق دفاعي ووقائي، وليس بمنطق عدواني أو توسعي، ولم يتورط بمشاريع كبرى تتعلق بإسقاط النظام السوري أو تغييره”.

وأشار الرنتاوي إلى أنّ عمان “أبدت استعدادها للتعاون في قضية فتح الحدود، في حال توفرت بوادر على الأرض تشير إلى هذا الاتجاه”، وأكدّ على أنّ “المصلحة الأردنية تكمن في تطبيع العلاقة مع سورية، وتأمين فتح الحدود والمعابر، من أجل إنعاش الاقتصاد وتصدير السلع، وفتح خطوط للبضائع والخدمات، وفك الحصار عن الأردن وليس سورية، بحدود شمالية وشرقية مغلقة منذ سنوات”.

تأتي تصريحات السياسيين الأردنيين، بعد يومين من تصريح بثينة شعبان مستشارة الأسد السياسية والإعلامية، حيث أشارت فيه إلى أن “العلاقة بين الأردن وسورية، مرشحة لأن تكون جيدة في المستقبل”، وتوقعت “فتح المعابر وعودة التجارة بين البلدين قريبًا”، كما نقلت عنها قناة (الميادين) الموالية للأسد.




المصدر