ضرباتٌ مركزةٌ وفاعلة… الحلّ الأمني بواسطة مجهولين لتفكيك (جيش خالد)




Tweet

إياس العمر: المصدر

بات ملاحظاً تغير آلية تعامل الدول الإقليمية والتحالف الدولي مع جيش (خالد بن الوليد) المرتبط بتنظيم (داعش) والمتمركز في ريف درعا الغربي، فقد بدا واضحا انتهاج هذه الدول للحل الأمني في التعامل معه بعد فشكل كتائب الثوار على مدى الأشهر الماضية من حسم المعارك هناك.

عمليات أمنية

الناشط محمد الحريري قال لـ “المصدر” إن مجموعة من العمليات الأمنية استهدفت قيادة الصف الأول في جيش خالد، منذ مطلع شهر حزيران/يونيو الماضي، وقد بدأت هذه العمليات باستهداف مقر عمليات جيش خالد في بلدة (الشجرة) غرب درعا بعدد من الغارات الجوية، مما أدى لمقتل ستة من قادة الصف الأول على رأسهم قائد الجيش (أبو محمد المقدسي).

وأضاف أن العملية الثانية كانت منتصف شهر حزيران/يونيو الماضي، فقد استهدف الطيران الحربي مقر جيش خالد ببلدة (جلين) غرب درعا مما أدى لمقتل القائد الجديد (أبو هاشم الرفاعي) وخمسة أخرين من قادة الصف الأول في جيش خالد.

الحل الأمني استمر بفرض نفسه، فقد استهدف الطيران الحربي يوم الخميس 17 آب/أغسطس من جديد مقر عمليات جيش خالد ببلدة (الشجرة) مما أدى لمقتل قائدة الجديد (وائل العيد/أبو تيم أنخل) بالإضافة 10 أخرين من قادة ومقاتلي جيش خالد.

ولفت الحريري إلى أن جيش خالد تعرض لمجموعة من العمليات الأمنية منذ تأسيسه، كان أبرزها تفجير سيارة قادة الاسبق (أبو هاشم الإدلبي) منتصف شهر تشرين الأول/أكتوبر العام المنصرم، وقد اسفرت العملية عن مقتله، وكان قد سبقها تفجير سيارة القيادي في الجيش (أبو عبيدة قحطان) مما أدى لأصابته قبل أن يقتل بغارات الطيران الحربي قبل أسابيع.

وكان الخرق الأمني الأول للمجموعات المرتبطة بتنظيم (داعش) غرب درعا، نهاية العام 2015 وذلك بعد تنفيذ عملية تفجير بمقر قيادة لواء (شهداء اليرموك) في بلدة (الشجرة) غرب درعا أدت لمقتل (أبو علي البريدي/الخال) بالإضافة لأكثر من 14 قيادياً، بعملية تم تبنيها من قبل هيئة تحرير الشام.

طيران مجهول

القيادي في كتائب الثوار أحمد الزعبي قال لـ “المصدر” إن العمليات التي استهدفت جيش خالد مؤخرا، لم تعلن أي دولة أو جهة مسؤوليتها عنها، وذلك على الرغم من نجاح الطيران الحربي بتنفيذ المهام الموكلة إليه، فقد تم استهداف مناطق سيطرة جيش خالد مؤخرا ثلاثة مرات، وفي كل مرة كان يتم القضاء على قيادة الجيش.

وأضاف أن أكثر من 20 قيادي من جيش خالد قتلوا مؤخراً باستهداف الطيران الحربي، وهذا ما سيكون له دور كبير بإضعاف الجيش، ولاسيما عقب تمكنه من التمدد مطلع العام الجاري والسيطرة على مساحات واسعة في ريف درعا الغربي.

وأوضح أن الجهة الوحيدة التي كانت قد أعلنت عن استهداف مواقع جيش خالد بالطيران الحربي هي إسرائيل نهاية شهر تشرين الثاني/نوفمبر، وذلك عقب اشتباكات على حدود هضبة الجولان، وقد اسفرت الغارة وقتها عن مقتل أربعة من مقاتلي جيش خالد.

استنزاف كتائب الثوار

بدوره قال الناشط أحمد الديري لـ “المصدر” إن الغارات الجوية التي استهدفت مواقع جيش خالد وأدت لمقتل قادة الصف الأول في الجيش، أتت عقب فشل كتائب الثوار على مدار عام ونصف من القضاء على جيش خالد، واستعادة السيطرة على ريف درعا الغربي.

وأضاف أن عدد القتلى من كتائب الثوار تجاوز 800 قتيل منذ بدء المعارك مع جيش خالد، وعلى الرغم من ذلك، فإن جيش خالد تمكن من التمدد في ريف درعا الغربي.

وأشار إلى أنه من المرجح أن التحالف الدولي هو من يقف خلف العمليات العسكرية، وذلك بهدف تفكيك جيش خالد من الداخل، من خلال استهداف قادة الصف الأول فيه.

ولفت إلى أن المعارك بين كتائب الثوار من طرف وجيش خالد من طرف أخر، متوقفة منذ بدء الحملة الجوية، باستثناء مناوشات على خطوط التماس من حين إلى أخر.

صعوبة التعويض

القيادي في كتائب الثوار سعيد الحريري رأى أن جيش خالد يمر في واحدة من أصعب مراحله، نتيجة لاستنزاف القادة لديه باستهداف الطيران الحربي، ففي الماضي كان يتم تعويض الخسائر البشرية باستقدام قادة من الشمال السوري إلى الجنوب.

وأَضاف الحريري لـ (المصدر) أن الطريق المستخدم من قبل التنظيم كان طريق البادية السورية، وهذا الطريق مقطوع منذ ما يزيد عن الشهر نتيجة لمعارك البادية بين كتائب الثوار من طرف وقوات النظام والميلشيات الموالية له من طرف أخر، مما يعني أن استقدام قادة جدد أمر بات أشبه بالمستحيل.

وأشار إلى أن الاستهدافات الأمنية أصابت جيش خالد بحالة من الترهل والخوف، وهذا ما يفسّر حملة الاعتقالات التي تم تنفيذها مؤخراً في حوض اليرموك غرب درعا من قبل جيش خالد فقد تم اعتقال أكثر من 15 من كوادر الجيش، بتهمة الخيانة.

Tweet


المصدر