لولانا لهلك الأسد.. ولولاكم لما تعثرت
20 آب (أغسطس - أوت)، 2017
نزار السهلي
[ad_1]
لولا قتال “الحشد الشعبي” لسقط الأسد، ولولا “حزب الله” لهلك الأسد، ولولا موسكو وطهران، وأفغانستان وأوزبكستان، وأميركا وأوروبا والإمارات والسعودية ونتنياهو ومؤازرة الكون كله؛ لسقط الأسد وهلك.
عبارات سمعها السوريون، وممارسات شهدوها، التأكيد عليها وتذكير الأسد بفضل من سبق عليه وعلى نظامه، ببقائه صورة لظل سلطة مستباحة، بسيادة مخردقة في كل جوانبها، لن تُعدّل عبارات تذكير الأسد “بمفاخر” الحشد الشعبي، وعصابات “حزب الله”، وفرق طهران المختلفة، التسميات والرايات، مع تغول موسكو وطهران وأميركا وتركيا وتل أبيب، في تذكير بعضهم بالفضل المتبادل بينهم للحفاظ على تبادل المصالح للحؤول دون “الخراب”.
بعد حلول الدمار، وقبل نسب فضل “صمود” الأسد، نراجع الكم الهائل من الفرق والميليشيات والدول والأحزاب المعترفة بفضلها على الأسد؛ ليتضح معه حجم العدو الذي واجهه الشعب السوري منفردًا أعزل خاليًا من أي دعم طوال ستة أعوام، اعتمد في خيار مواجهته على صبره وإيمانه بحقه في استعادة وطنه وحريته من نظام غاشم وسلطة قاتلة، تآمرت عليه مع كل هذا الحشد المستورد محليًا وإقليميًا ودوليًا، حتى بات السوري -في مقاومته للنظام- يقاوم العالم كله، باعتراف من ينسب إلى نفسه فضل بقاء الأسد لليوم.
وفي تفسير بيانات تذكير الأسد وإنقاذه من الهلاك، تأكيد على ضخامة الهجمة التي طالت ثورة الشعب السوري، وعلى كمية الاحتقار التي يكنها مؤازرو الأسد للشعب السوري من جهة، وعلى حجم الخذلان الذي مُني به من جهة ثانية، ممن يدّعي مناصرته للشعب السوري، تنعدم بالمطلق مساحة الدعم له، وتحضر الارتدادات المتخلية عن إسناده، على المستوى السياسي والعسكري وحتى الإنساني. تظهر “جبهة” دعم ومساندة الأسد أكثر تماسكًا و”جرأة” في الإعلان عن فضلها بتقديم كل أشكال إنقاذ الأسد من الهلاك، في حين تحضر كل مؤشرات العمل على إنهاء ظاهرة الثورة السورية، من خلال إعادة تموضع بعض الأطراف المدعية وقوفها إلى جانبها.
لم تخفَ يومًا الأهداف والغايات والأسباب التي أنتجت عبارات التباهي، بـ “لولانا لسقط الأسد”، وأنتجت معها جملة شعارات، قامت لتبرهن أن حصار الثورة السورية ومحاربتها، ووأدها يعني كل المتبجحين بفضلهم وبجريمتهم على الشعب السوري، ولم تخف أيضًا -لمن أراد أن يعثر على أبعاد التخلي عن الشعب السوري- قراءة واقع إعادة استنهاض وتعويم جزّارهم من جديد، كالقدر الدائم في حاضرهم ومستقبلهم. قدر لا حول ولا قوة له، إلا بفضل أدوات القتل والدمار التي استعان بها وحوّلته في بياناتها إلى سلطة فقيرة وضيقة “قادرة” على مقايضة سورية ومقدراتها بالنجاة من الهلاك.
سعت الثورة السورية للتخلص من نظام قمعي وقهري، وللحلم بحكم سياسي يُعبّر عن الإرادة الجمعية للسوريين، وهذا مخالف لطبيعة ومنطق ومصالح منقذي الأسد في المحيط والإقليم، من الطبيعي والمؤلم أن تكون مصالح المنقذين أقوى، ليس تعبيرًا بالإسناد، بل بالإسراع لتشكيل “جبهة عريضة” كان حضورها مدويًا على جثث السوريين، وعلى حطام حضارتهم، بينما جبهة إسناد الشعب السوري وممثليهم تسلل إليها أيضًا مَن خفف أعباء النظام، ونقل مهمة قمع الثورة المخذولة إلى نفسه، بعد أن تحوّل إلى صورة مخفر وشرطي وجلاد مأمور.
تصل الثورة إلى مرحلة بالغة السوء والصعوبة، وعليها أن تُفرز في سيرورتها القيود المتكاثرة، وأن تنتج قيودًا جديدة بالمعنى المباشر تكون صورةً لأحلام السوريين وإرادتهم بتجديد ذاتها، كي تكون على مستوى المهمات الكبرى التي تواجهها، وكي تغادر عقلية الاستنقاع الجارية وارتهانها المتعدد، بما يضمن -قبل أي شيء- عدمَ تحقيق شعار موازٍ يقول لولاكم لما هُزمت أو تعثرت ثورة بتضحيات جسيمة، أعظم ما فيها أنها كانت وستبقى ثورةً ضد الأسد، وهو ما يكفيها للإيمان بالاستمرار حتى النصر.
[ad_1] [ad_2] [sociallocker]
[/sociallocker]