مجموعاتٌ من (حزب الله) ترفض الخروج من درعا




Tweet

إياس العمر: المصدر

لا تزال مجموعةٌ تتبع لميلشيا (حزب الله) اللبناني تتمركز في محافظة درعا، وذلك على الرغم من مرور أكثر من شهر على إعلان هدنة 9 تموز/يوليو، والتي كان من ضمن بنودها انسحاب الميلشيات الموالية لإيران مسافة 50 كم عن المناطق الحدودية.

مناطق تمركز الميلشيا

وقال الناشط إبراهيم الغزالي، إن ميلشيا (حزب الله) تتمركز في عدد من المدن والبلدات الخاضعة لسيطرة قوات النظام في درعا، وعدد مقاتليها يقدر بالمئات، فالميلشيا عقب الإعلان عن الهدنة سحبت عناصرها من الأجانب نهاية شهر تموز/يوليو الماضي، وابقت على مقاتليها المحليين.

وأضاف الغزالي في حديث لـ (المصدر)، أن ميلشيا (حزب الله) في درعا، تضم مجموعات محلية تطوعت مع الميلشيا خلال السنوات الأربع الماضية، ويقدر عدد المقاتلين المحلين ضمن صفوف الميلشيا بحوالي 500 مقاتل، أكثر من نصفهم من مدينة (بصرى الشام).

وأشار إلى أن الميلشيا تتمركز اليوم بشكل أساسي في الأحياء الخاضعة لسيطرة النظام في درعا المحطة، وهم عبارة عن مجموعات من عناصر الميليشيا المحليين من (شيعة) درعا المحطة، بقيادة (غسان الزرزور)، بالإضافة لمجموعة (بصرى الشام).

وأكد الغزالي أن الميلشيا لازالت تسيطر على بلدة (قرفا) على الطريق الدولي، وذلك من خلال مجموعة (أحمد الكايد)، وهي مجموعة من أبناء البلدة تتبع للميليشيا، بالإضافة لانتشار الميلشيا في مدن (ازرع ـ الشيخ مسكين) من خلال مجموعات من المقاتلين المحليين.

ولفت الناشط إلى أن الميلشيا من خلال تجنيد المقاتلين المحليين كانت تهدف لتثبيت قدم لها في محافظة درعا، وهذا ما يحدث الآن بالفعل، فالميلشيا باتت تعتمد على هؤلاء المقاتلين المحليين، كما أن إخراجهم من هذه المناطق ليس بالأمر السهل، كونهم من أبنائها.

الميزات المالية

محمد الفاعوري، أحد أهالي مدينة (الشيخ مسكين) في ريف درعا الشمالي، أشار إلى أن ميلشيا (حزب الله) جندت عدداً من أهالي محافظة درعا، ولاسيما من (الشيعية) في ملف تطويع الشبان للقتال في صفوفها.

وأضاف الفاعوري في حديث لـ (المصدر)، أن من أهم هذه الشخصيات (حسين جعفر) المسؤول الأول عن تجنيد قرابة 400 شخص في مدينة (بصرى الشام) خلال السنوات الماضية لصالح الميلشيا، بالإضافة لـ (أحمد الكايد) من بلدة (قرفا).

وأكد أنه عُرض عليه الانضمام للميلشيا في العام 2016 مقابل راتب شهري يقدر بـ 150 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل ثلاثة أضعاف راتب العنصر في قوات النظام، بالإضافة لتسليمه سيارة وسلاح فردي، وقال إنه رفض العرض المقدم من قبل الميلشيا، لكن في الوقت ذاته وافق على العرض قرابة الـ 20 شاباً من أبناء مدينة (الشيخ مسكين)، والحال ينطبق على باقي المناطق، فالميلشيا تحاول استقطاب المقاتلين المحليين من خلال الامتيازات المالية المقدنة لهم.

اقتتالٌ مع قوات النظام

وعلى الرغم من التحالف الظاهر للعيان بين قوات النظام وميلشيا (حوب الله)، إلا أن الوضع على الأرض مختلف تماما، فالعلاقة بين الطرفين في محافظة درعا شهدت توتراً في الفترة السابقة، وصلت إلى حد الاقتتال فيما بينها.

وأوضح القيادي في كتائب الثوار، أحمد الزعبي، في تصريح لـ (المصدر)، أن الخلاف بدأ مطلع العام الجاري إبان معركة (الموت ولا المذلة) في درعا البلد، فالميلشيا زجت بمقاتليها المحليين في المعارك، وعقب مقتل أكثر من 20 منهم انسحبت من المعركة، لتعود من جديد مطلع شهر حزيران/يونيو الماضي إلى جانب مقاتلي الفرقة الرابعة (قوات الغيث)، ولكن بعناصر أجانب، وقد تكرر المشهد وقتل أكثر من 20 عنصراً وقيادياً لبنانيا، ما أدى إلى تبادل تهم الخيانة بين الطرفين.

وأضاف الزعبي أنه عقب الإعلان عن هدنة 9 تموز/يونيو الماضي، سحبت الميليشيا، مقاتليها اللبنانيين وأبقت على المجموعات المحلية، التي قامت بدورها بمساندة الميلشيات العراقية في بلدة (نامر) شرق درعا نهاية الشهر المنصرم عندما حدث اقتتال مع قوات النظام في الفرقة الخامسة، وتجدد الاقتتال قبل أيام.

ولفت القيادي إلى أن الميلشيا ترفض أي تواجد قريب لقوات النظام في مناطق انتشارها في محافظة درعا، كما أنها من خلال المجموعات المحلية باتت تشكل حجر عثرة في وجه أي اتفاق إقليمي يتعلق بالجنوب السوري، على حد تعبيره.

Tweet


المصدر