الخبز والبنزين يختفيان في حلب




Tweet

زياد عدوان: المصدر

تعيش مدينة حلب أزمات عديدة ومنها أزمة الخبز التي لم تستطع حكومة النظام إيجاد حلول لها فمعظم الأفران مزدحمة منذ أكثر من أسبوع، حيث يقف المدنيين في طوابير طويلة للحصول على ربطة خبز لا يتجاوز عدد ارغفتها عشرة خبزات ولا تكفي سوى لثلاثة أشخاص، وبالرغم من الوعود المتكررة من قبل مسؤولي النظام، إلا أن الوضع بدأ يزداد سوءًا وتعقيدا، وبرزت أزمة انقطاع الغاز وأزمة فقدان البنزين في معظم كازيات مدينة حلب.

وبدأت علامة أزمة الغاز تظهر في حي السكري قبل يومين حيث حاول المدنيين والأهالي في الحي استبدال اسطوانات الغاز لديهم ولكن مندوبي الغاز أخبروهم بأن الغاز مفقود منذ عدة أيام وبأن معمل الغاز في مدينة حلب “السادكوب” لم يقم بتوزيع أسطوانات الغاز على المندوبين منذ نحو خمسة أيام.

وقال بكري قصاب أحد المسنين القاطنين في الحي لـ “المصدر” إن “الأزمات دائما تظهر خلال فترة اقتراب العيد وبعض الفاسدين يحاولون استغلال الوضع من أجل رفع سعر أسطوانات الغاز واحتكارها ليتسببوا بافتعال أزمة فقدان الغاز المنزلي”.

وأضاف قصاب “لم نرَ تحرّك أو قيام مسؤول كبير بحل هذه الأزمات المفتعل، وخاصة في الأحياء الشرقية التي تفتقر لأدنى متطلبات الحياة، إلى الآن معظم الأسواق لم يتم تأهيلها والمرافق الحيوية لم يتم بدء إصلاحها، الخبز مفقود، الغاز مفقود، البنزين أيضا مفقود هذه الأزمات تسبب توقف للحياة وخاصة في الأحياء الشرقية المحتاجة للدعم بشكل متزايد بعد عودة الأهالي ولكن على ما يبدو فإننا لن نحصل إلا على الوعود”.

ولم يكن حال البنزين بأفضل، فالمدينة تشهد أيضا أزمة بنزين حادة، وباتت طوابير السيارات على بعض الكازيات تصل مئات الأمتار من السيارات التي تنتظر الحصول على بعض الليترات من البنزين، فيما امتنعت بعض الكازيات عن بيع البنزين تخوفا من أن ينقطع خلال فترة العيد، بالرغم من أن معظم الكازيات تخزن كميات كبيرة من مادة البنزين في الخزانات الموجودة تحت الأرض ولكن تبقى هذه الكمية المخزنة من أجل بيعها بأسعار مرتفعة في ظل حاجة الناس لها، فقد ذكر أحد عمال كازية شويحنة في حلب أن أصحاب الكازيات يخبئون كميات كبيرة من البنزين والتي يتم رفع سعرها عند فقدانها.

وتابع العامل في محطة الوقود بالقول: نحن العمال نستفيد من فقدان مادة البنزين وتخبئة كميات منها من خلال تعبئتها للمدنيين المضطرين ليعطونا ما يسمى “إكراميات” تتجاوز قيمتها سعر خمسة ليترات من البنزين.

ويرى موالو النظام في مدينة حلب التي تعاني من الأزمات المستمرة أن تلك الأزمات مفتعلة، وخصوصا أن بعض التجار والأشخاص المقربين من النظام خلال فترة انقطاع الغاز أو البنزين أو عدم توفر الخبز و ازدحام الأفران يبقون قابعين في منازلهم ولا يتأثرون بشيء وجميع المفقودات متوفرة لديهم وبكثرة، كما يرى معظم المدنيين في مدينة حلب بأن الأزمات تكون مفتعلة من قبل “دواعش الداخل” كما يصفهم معظم سكان المدينة التي تعيش سيلا من الأزمات التي تبدأ من أزمة الكهرباء والماء وفقدان أسطوانات الغاز وأزمة البنزين وارتفاع الأسعار وغيرها من الأزمات المستمرة التي تضيق الخناق على المدنيين في مدينة حلب.

Tweet


المصدر