النظام يطالب سكان (حي الوعر) بتسديد فواتير السنوات السابقة




Tweet

أسامة أبو زيد: المصدر

يُجبر النظام من عاد إلى منزله في حي الوعر الحمص على تسديد فواتير المياه والكهرباء المتراكمة منذ 4 سنوات، حيث تضخمت خلالها المبالغ ووصلت بعضها لنحو 5 ملايين ليرة سورية، وبعضها أكثر، ولم يعطِ النظام أية مهلةٍ أو تقسيطٍ لتسديد تلك الفواتير.

ومعظم أصحاب هذه المنازل كانوا قد نزحوا من الحي هرباً من التصعيد العسكري الذي بدأ به النظام على الحي، وتركوا منازلهم ليسكنها أقرباؤهم أو عائلات لم تجد لنفسها مأوى بعد تهدم منزلها بسبب القصف.

هناك بعض المنازل التي لم يعد لها أصحابها وسكنها بعض الأقرباء بعد إحضارهم لسندات توكيل من أصحاب المنازل، إلا أنهم أيضاً مطالبون بتسديد فواتير المياه والكهرباء قبل السكن في هذه المنازل.

“أبو محمد” مالك لمنزل في شارع الفردوس، تحدث لـ “المصدر” قائلاً: “عندما اشتدت وتيرة القصف على حي الوعر أخذت أطفالي وخرجت من الحي خوفاً عليهم، والآن إذا ما أردت العودة أحتاج لمبلغ مليون ونصف ليرة لتسديدها قبل عودتي، وأنا غير قادر على دفع هذا المبلغ، ولم أجد حلاً لعودتي بعد”.

أما “أبو ناصر”، وهو مفوض من قبل صاحب منزل ميسور يقطن خارج البلاد، أفاد لـ “المصدر” عن مساعدة مالك المنزل له بعد توكيله به منذ سنوات، فدفع له مبلغ 700 ألف ليرة من أجل أن يبقى في منزله.

وتابع “أبو ناصر”: “4 سنوات ونظام الأسد يحاول قتلنا ليل نهار ويقصفنا بشتى أنواع الأسلحة ويدمر هذه المنازل الكائنة في هذه المنطقة، وبعد سيطرته من جديد عليها سرعان ما فرض علينا فواتير الماء والكهرباء، والتضييق علينا أكثر من خلال مطالبتنا بدفع ما فات من فواتير منذ 4 سنوات وحتى الآن”.

وتحدث “فادي” من سكان الجزيرة السابعة في الحي، والذي أصبح منزله على مستوى الأرض، عن خشيته إذا ما أعاد بناء منزله من جديد بعد بضع سنوات فيمكن للنظام أن يطالبه بدفع هذه الفواتير عن السنوات التي مضت كلها، وقد يفرض عله ضريبة تأخير أيضاً عن كل شهر لم يدفعه له.

احتوى حي الوعر أكثر من 450 ألف نسمة في عام 2012-2013م بعد نزوح معظم سكان أهالي حمص القديمة إليه، وقد طاله تهديم كبير في البنية التحتية والمنازل، فهجرت منهم أعداد كبيرة في عام 2014م، بعد التصعيد العسكري الكبير الذي طاله، ليصبح في نهاية المطاف تعداد سكانه نحو 30000 فقط، خرج منهم 20000 إلى الشمال السوري بموجب الاتفاق الذي وقع مع الجانب الروسي، ووضع النظام بعد فرض سيطرته على المنطقة قيوداً وشروطاً لمن يريد العودة إلى منزله، وصلت حتى مطالبة العائلات بمعرفة مصير أبنائهم ومطالبتهم بجلبهم إلى منطقة سيطرته، ليتسنى له استخدام هذا الشعب المظلوم بكل الوسائل والطرق.

Tweet


المصدر