ترامب يريد توحيد الأميركيين و «إحياء» حرب أفغانستان


muhammed bitar

توقف المراقبون في الولايات المتحدة أمس، عند نبرة الرئيس دونالد ترامب «الأكثر اعتدالاً وتضامناً» مع غالبية الرأي العام بعد موجة التظاهرات العنصرية، في حين سعت إدارته الى نقل الاهتمام الى الحرب في أفغانستان ومحاولات حسمها استراتيجياً بتعزيز القوات هناك، بالتزامن مع وصول وزير الدفاع جايمس ماتيس الى المنطقة.
وفي ملف التظاهرات التي تصاعدت مع احتجاجات تشارلوتسفيل ورد مناهضي العنصرية بسلسلة تجمعات أهمها في بوسطن وآخرها في لوس أنجليس أمس، تعمد الرئيس الأميركي في تغريدات ليل السبت- الأحد توجيه التحية الى آلاف الذين خرجوا في مسيرة نبذ خطاب الكراهية في بوسطن. وكتب: «تحية إلى الذين خرجوا (الى الشوارع) احتجاجاً على التعصب والكراهية»، كما شكر الشرطة المحلية وعمدة المدينة الديموقراطي مارتي والش.
وعكست لهجة ترامب تحولاً صارخاً في أسلوبه ومؤشراً الى إصغائه لمدير فريقه الجنرال جون كيلي، بعد طرد المستشار الاستراتيجي واليميني المتشدد ستيف بانون. واختلفت نبرة ترامب عن تلك التي تلت أحداث تشارلوتشفيل حين ألقى باللوم على المتظاهرين العنصريين وأولئك الذين تظاهروا ضدهم، ما زاد من نسبة الاحتقان بدل تخفيضه. كما أثار الرئيس مخاوف الجمهوريين من تحويل حزبهم الى حليف للعنصريين والنازيين الجدد، وهي سلعة قاتلة سياسياً وشعبياً في الداخل الأميركي.
ومنذ طرد بانون، حاول ترامب التصرف والتحدث بأسلوب أكثر ملاءمة لموقعه الرئاسي، والتركيز على القضايا الخارجية بدل خوض شجار وتلاسن مع خصومه.
وعلى رغم استمرار التظاهرات أمس في مدينة لوس أنجليس، انتقل التركيز أميركيا الى ملف الحرب في أفغانستان، وقال وزير الدفاع جايمس ماتيس أن ترامب حسم قراره حول الاستراتيجية المقبلة في الحرب الأطول للولايات المتحدة.
وأكد الخبير في مركز الأمن القومي الأميركي الجديد ستيفن تانكل لـ «الحياة» أن ثلاثة خيارات كانت أمام ترامب في أفغانستان، وهي الانسحاب أو إبقاء الحال كما هي عليه أو زيادة عدد القوات للضغط على «طالبان» وصولاً الى حل ديبلوماسي. واعتبر أن الخيار الثالث هو الأكثر ترجيحاً كونه المفضل لدى القيادات العسكرية الأميركية والتي اجتمعت مع الرئيس في كامب ديفيد يوم الجمعة الماضي.
وغاب عن لقاء كامب ديفيد صهر الرئيس ومستشاره جاريد كوشنر الذي كان أبدى انفتاحاً على فكرة خصخصة الحرب، وإبدال العسكريين الأميركيين بمتعاقدين. وتبنى هذا الاقتراح مؤسس شركة «بلاكووتر» اريك برينس وحاول تسويقه لدى الإدارة. ووصف تانكل هكذا خيار بأنه «الأسوأ» للولايات المتحدة كونه لا يمكن شراء الولاء من متعاقدين خاصين، مؤكداً أن هكذا استراتيجية ستضعف أيضاً التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن على الأرض.
وأيد خيار زيادة عديد القوات وزير الدفاع ماتيس ومستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر. وعكست استطلاعات الرأي تأييد 20 في المئة فقط لزيادة القوات وتفضيل 37 في المئة بدء الانسحاب من الحرب الأطول للولايات المتحدة في التاريخ الحديث والتي بلغ عمرها 16 سنة. إلا أن الانسحاب في هذه الظروف ومع صعود «داعش» في أفغانستان لا يوافق المصالح الأميركية، كما أشار تانكل، وقد يعيد البلاد ملاذاً للإرهاب تحت قبضة المتشددين.




المصدر