تكاليف الإنتاج أعلى من ثمن المبيع… مزارع العنب بدرعا تتحول إلى حطب




Tweet

إياس العمر: المصدر

بعد أن كانت تصدر بشكلٍ سنويٍ عشرات الآلاف من أطنان العنب لباقي المحافظات السورية والدول المجاورة، لم تعد محافظة درعا تنتج العنب، واقتصر الإنتاج في الموسم الحالي على المحصول المنزلي، نتيجة جفاف مزارع العنب في المحافظة، ما ساهم في ارتفاع ثمن العنب في الأسواق المحلية.

جفاف المزارع

معتز الزعبي، مالك مزرعة عنب في ريف درعا الشرقي، قال إن مزرعته تبلغ مساحتها 20 دونما، وكانت تجلب له دخلاً سنوياً قبل العام 2011، يقدر بـ 600 ألف ليرة سورية، فمتوسط الإنتاج كان يبلغ 60 طناً سنويا.

وأضاف الزعبي في حديث لـ (المصدر)، أن تكاليف الإنتاج للكيلو الواحد كان تقدر بـ 12 ليرة سورية في الماضي، وهي موزعة على (الأسمدة ـ المبيدات الحشرية ـ المحروقات ـ الفلاحة ـ تكاليف عمالة)، بينما كان يتراوبح ثمن كيلو العنب بين 22 و25 ليرة سورية.

وأشار إلى أن تكاليف الإنتاج لكيلو العنب ارتفعت إلى أكثر من 170 ليرة سورية في العام الماضي، فثمن لتر (المازوت) ارتفع من 15 ليرة سورية إلى 400 ليرة سورية، أي ما يعادل 27 ضعفا، كما ارتفعت أسعار المبيدات الحشرية والأسمدة أكثر من 15 ضعفا، وأجور العمالة خمسة أضعاف.

ولفت إلى أن ثمن كيلو العنب يباع من قبل المزارع بمبلغ يتراوح بين 125 و150 ليرة سورية، أي أنه أقل من ثمن التكلفة، وهذا ما دفع أصحاب المزارع لهجرها، فمئات المزارع المنتشرة بريف درعا تحولت لحطب.

العنب بـ 350 ليرة سورية

وأوضح خالد الرفاعي، وهو تاجر خضروات في درعا، أن التجار باتوا يعتمدون على العنب المنتج في محافظة السويداء لتغطية طلب السوق المحلية في محافظة درعا، كون زراعة العنب في السويداء، تعتبر بعلية بعكس محافظة درعا، ويتم الاعتماد فقط على موسم الأمطار السنوي في سقايتها.

وأضاف الرفاعي لـ (المصدر)، أن الاعتماد على موسم الأمطار بات يعتبر ميزة بالنسبة لعنب السويداء، مكنت المزارعين من تغطية السوق المحلية، ولكن ذلك لم يكن كفيلاً في تخفيض الأسعار، فثمن كيلو العنب لدى المزارع 150 ليرة سورية، لكن تكاليف نقلة وسمسرة التجار، إضافة للأتاوات التي تدفع على حواجز ميلشيا (الدفاع الوطني) قبل وصوله إلى محافظة درعا تضاعف ثمنه ليتجاوز الـ 300 ليرة سورية.

صعوبة التعويض

ومن جانبه، أكد المهندس الزراعي فرزات الحريري، في تصريح لـ (المصدر)، أن زراعة العنب بحاجة لنفس طويل، فالمزارع عليه العمل لمدة أربعة سنوات متواصلة، ليبدأ بجني ثمرة تعبه، وليس من السهل على المزارعين في الظروف الحالية زراعة العنب من جديد، ولاسيما في ظل معادلات السوق الحالية، فثمن التكلفة أعلى من ثمن المبيع.

وأضاف الحريري أن مزارعي الخضروات الموسمية بإمكانهم إعادة التجربة في الموسم المقبل حتى ولو تعرضوا للخسارة، فعمر المحصول لا يتجاوز الـ 90 يوما، وتكاليف إنتاجه أقل بكثير من تكاليف إنتاج العنب.

Tweet


المصدر