موظفو السويداء بين نار الخدمة العسكرية وقطع الأرزاق
21 آب (أغسطس - أوت)، 2017
Tweet
إياس العمر: المصدر
تجاوز عدد المفصولين عن الخدمة في المؤسسات التابعة للنظام منذ مطلع العام 2016، 1500 موظف من محافظة السويداء، وذلك عقب رفضهم الخدمة في صفوف قوات النظام، وقد أصدرت المؤسسات التابعة للنظام قائمةً شملت 150 موظفاً تم فصلهم منذ مطلع شهر آب/أغسطس الجاري.
التهديد بالجوع
وقال الناشط سامي الأحمد، إن قوائم الفصل تصدر بشكل شهري عن المؤسسات التابعة للنظام في السويداء، وذلك بإشراف الأجهزة الأمنية في المحافظة، والتي تضم أكثر من 35 ألف شاب متخلف عن الخدمة الإلزامية في قوت النظام والخدمة الاحتياطية.
وأَضاف الأحمد في حديث لـ (المصدر)، أن النظام يعتمد سياسة الفصل من الخدمة كوسيلة لتجويع الأهالي، بعد عجزه عن فرض الحلول الأمنية في المحافظة لإجبار الشباب على الالتحاق بصفوف قواته، فأي حل أمني سيتم ابتاعه من قبل النظام في المرحلة الراهنة سيكون كفيلاً بإشعال المحافظة، وهذا ما لا يريده النظام، فهو يسوق نفسه راعياً للأقليات في سوريا، على حد قوله.
وأشار الأحمد إلى أن النظام يهدف من خلال حملة الفصل الممنهجة والمستمرة منذ أكثر من عام ونصف، إلى تجويع الأهالي، وهذا ما يعزز دور شبكات الخطف والسرقة، فالنظام يهدف لخلق حالة من الفلتان الأمني في المحافظة، بغية أن يسوّق نفسه كقوة وحيدة قادرة على ضبط الأمن، فهو يريد الضرب بيد من حديد، ولكن بتفويض من الحاضنة الشعبية في المحافظة.
التعليم هو الأولوية
وأشار الناشط سعيد الشعراني في حديث لـ (المصدر)، إلى أن أكثر من نصف الموظفين المفصولين عن الخدمة، هم من قطاع التعليم، فالنظام خلال السنوات الماضية عمل على إبعاد أي شخص يحمل فكراً معارضاً له عن هذا القطاع في محافظة السويداء.
وأضاف الشعراني بأنه على الرغم من فصل مئات المدرسين بذريعة عدم الالتحاق بخدمة الاحتياط، إلا أن ذلك لم يكن كفيلاً بتسويق أفكار النظام في مدارس السويداء، بل على العكس تماما، فإن عمليات الفصل خلقت ردة فعل عكسية من قبل الطلبة تجاه النظام.
الابتزاز المالي
فوزي زين الدين، موظف من ريف السويداء الغربي، قال لـ (المصدر) إن بعض السماسرة التابعين لأجهزة النظام الأمنية، يمتهنون عملية الابتزاز المالي من خلال تسريب قوائم الموظفين المفصولين قبل صدورها بشكل رسمي، وبعدها يتم التواصل مع هؤلاء الموظفين وطلب مبلغ 500 ألف ليرة سورية مقابل شطب الاسم من تلك القوائم.
وأشار إلى أن عدداً كبيراً من الموظفين يرضخون لهذا الابتزاز خوفاً من فقدان عملهم، وقال إنه أحد الأشخاص الذين تعرضوا لهذا الابتزاز، وقام ببيع مصاغ زوجته لتأمين المبلغ المالي المطلوب، وأكد أن الأشخاص المفصولين عن الخدمة هم من الذين لا يتمكنون من تأمين المبلغ المطلوب.
التحكم بسوق العمل
وأوضح علاء الحلبي، وهو تاجر من السويداء، أن الموظفين المفصولين عن الخدمة في مؤسسات النظام، يتجهون للعمل في التجارة بين محافظتي درعا والسويداء، كون معظم السلع والمواد التي تستهلك في درعا يتم إدخالها عبر المعابر الرابطة بين محافظتي درعا والسويداء.
وأضاف في حديث لـ (المصدر)، أن النظام عقب فشله في إغلاق هذه المعابر، اتجه لفتح معابر أخرى تربط بين مناطق سيطرته في درعا ومناطق سيطرة الثوار، بهدف قطع الطريق على هذه الشريحة وحرمانهم من أي مصدر رزق لهم، بهدف تجويعهم وجعل خيار التطوع في قوات النظام هو الخيار الوحيد أمامهم.
Tweet
[sociallocker] [/sociallocker]