‘نيو يورك بوست: العقار الذي يجعل (داعش) “آلات قتل لا ترحم”’

21 آب (أغسطس - أوت)، 2017
5 minutes

مروان زكريا

اعتاد مقاتلو (داعش) تعاطي عقار يُسمّى (كابتاغون)، وهو العقار الذي يوصف بـ “الشجاعة الكيميائية”؛ حتى يكونوا على أهبة الاستعداد في المعركة.

ما هو عقار كابتاغون، ما محتواه، وما تأثيره على متعاطيه؟

الكابتاغون منبه نفسي مُركب من منشطات عصبية ومن مادة الثيوفيللين، وهو اسم تجاري لمجموعة عقاقير تُعرف باسم (فينيثيلين) أو منبهات الجهاز العصبي المركزي.

ظهر العقار عام 1961، واستُخدِم لنحو 25 عامًا، كبديل أكثر اعتدالًا للمقويات، كما استُخدِم لعلاج الأطفال من اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، وبشكل أقل شيوعًا، لعلاج الخدار والاكتئاب. وعلى عكس المقويات، لا يقوم كابتاغون برفع ضغط دم المريض؛ ما يعني أن بإمكانه علاج حالات الأمراض القلبية الوعائية. لكن الإدمان عليه وارد الحدوث كثيرًا؛ لذلك أصبح تعاطيه غير قانوني في معظم البلدان، في عام 1986.

حبوب من الكابتاغون، وكأس يحتوي الكوكائين، في مكتب في قسم مكافحة المخدرات اللبناني، في بيروت.

ما تأثير عقار كابتاغون؟

يجعل عقار كابتاغون متعاطيه مستيقظين لفترات طويلة، ويعطي متعاطيه شعورًا بالحيوية والسعادة؛ ولهذا أطلق عليه اسم “الشجاعة الكيميائية”. يذكر الطبيب النفسي اللبناني رمزي حداد في صحيفة (الغارديان) أن العقار ينتج عنه “شعور بالنشاط، ويجعلك تأثيره كثيرَ الكلام، لا تنام، ولا تأكل، وتصبح مفعمًا بالنشاط والحيوية”.

تغليف حبوب كابتاغون في صنعاء، اليمن.

أما يزال عقار كابتاغون متاحًا على نحو غير قانوني؟

ستواجه كثيرًا من الصعوبات للحصول عليه، في الولايات المتحدة الأميركية، لكن الكابتاغون عقار رائج في الشرق الأوسط؛ إنه زهيد التكلفة، يراوح سعره ما بين 5 إلى 19 دولارًا، في كل من الأردن ولبنان وتركيا وسورية، كما أن العقارات المزيفة منه متاحة على نطاق واسع.

في تشرين الأول/ أكتوبر 2015، أُلقي القبض على الأمير السعودي، عبد المحسن بن وليد بن عبد العزيز، وعلى أربعة آخرين في بيروت، بتهمة الاتجار بالمخدرات. وقد زعمت السلطات اللبنانية أنها عثرت على طنّين من كبسولات كابتاغون وعلى كمية من الكوكائين على متن طائرة خاصة، كان من المقرر أن تغادر إلى عاصمة المملكة السعودية الرياض.

مصادرة كمية من حبوب الكابتاغون في دمشق

كيف يتم تعاطي عقار كابتاغون في سورية؟

ينتشر الإدمان على عقار كابتاغون، بين قيادات (داعش) في سورية، وفقًا لتحقيق أجرته الجمعية الصيدلية السعودية عن “عقار الجهاد”. ويُقال إن الانتحاريين -كالإرهابي سلمان عبيدي المسؤول عن “أحداث مانشستر”- يتعاطون الكثير من المخدرات، قبل إرسالهم إلى مهماتهم؛ مما يؤدي إلى احمرار عيونهم ورسم نظرة مميزة من الارتباك على وجههم. يحوّل العقار الإرهابيين إلى “آلات قتل لا ترحم”، حسب تقرير (أراب نيوز).

عادة ما تترك المخدراتُ المتطرفين في حالة من الإدمان المُدمِّر، إلى حد يعزز اعتمادهم المطلق على رؤسائهم الجهاديين القساة. وفقًا للتقارير، تلجأ أعداد متزايدة من المواطنين السوريين المحبَطين إلى تعاطي هذا العقار.

تم الحجز على شحنة هائلة من العقار، في فرنسا للمرة الأولى في وقت سابق من هذا العام؛ ما أثار مخاوف من أن احتمال تأسيس (داعش) لعصابات الجريمة المنظمة في البلاد. وتم العثور على نحو 350 ألف كبسولة كابتاغون في مطار (شارل ديغول) في الرابع من كانون الثاني/ يناير. وفي 22 شباط/ فبراير، تم العثور على 300 ألف كبسولة أخرى؛ ما جعل الحصيلة ترتفع إلى 297 باوند من كبسولات الكابتاغون، ويُقدّر ثمنها بنحو 1.8 مليون دولار. في كلتا الحالتين السابقتين، تم إخفاء الكبسولات في قوالب الصلب الصناعية، وكان من المقرر إرسالها إلى المملكة العربية السعودية عبر دولتي التشيك وتركيا.

اسم المقالة الأصلية
The drug that turns ISIS into ‘unforgiving killing machines’

كاتب المقالة
Josie Griffiths خوسيه غريفيث

مكان وتاريخ النشر
 New York Post نيو يورك بوست. 19 آب 2017

رابط المقالة
http://nypost.com/2017/08/18/the-drug-that-turns-isis-into-unforgiving-killing-machines/

ترجمة
مروان زكريا

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]