النظام يعتقل نساءً من حي دمر الدمشقي مصير معظمهن مجهول




Tweet

محمد كساح: المصدر

تندر المعلومات التي تتحدث عن الاعتقالات الكثيرة التي طالت نسوةً من حي دمر الدمشقي، دامت معظمها سنوات طويلة دون معرفة ولو معلومةٍ صغيرةٍ عن المحتجزات في سجون النظام.

وحاولت (المصدر) تقصي المعلومات المتاحة حول النساء والفتيات اعتماداً على مصدر مطلع يعيش خارج المنطقة كونها تقع تحت سيطرة النظام منذ السنة الثانية للثورة.

مارس/آذار 2013 كان قاسياً جداً على الدكتورة “رانيا العباسي” ابنة حي دمر، ففي 11 مارس دخلت دورية تابعة للنظام واعتقلت “رانيا” وزوجها وطفلها الرضيع الذي لا يتجاوز السنة من العمر مع بناتها الخمس اللواتي لا يتجاوز عمر كبراهن 10 سنوات.

الفرع الأمني الذي احتجز “رانيا” وعائلتها كان الفرع (215) سيء السمعة. بعد عملية الاعتقال تم سرقة منزلها في مشروع دمر وحتى اللحظة لا تتوفر أية معلومة حول حياة “رانيا” وعائلتها التي أودعت بكامل أفرادها في سجون النظام.

* اعتقالات جديدة

ينشط “أوس الأموي” في توثيق المعتقلين لدى النظام من أبناء حي دمر، وذلك في سياق عمله كمدير للمكتب الإعلامي التابع للمجلس المحلي لحي دمر.

قال أوس لـ (المصدر): “الاعتقالات التي طالت وتطال نساء حي دمر سببها أنهن أقارب أو أخوات لشبان نشطوا في الثورة”.

وتحدث “الأموي” عن حالات عديدة أتت عقب اعتقال الدكتورة “رانيا العباسي” قائلاً: “مارس النظام خطف واعتقال نساء دمر خلال الفترات الماضية ثم كان يخرج بعضهن بعد شهرين من مدة الاعتقال”.

وتابع “وصلتنا أنباء تتحدث عن اعتقال عدد من النسوة خلال الأيام الماضية، منها اعتقال سيدة وابنتها داخل حي دمر تم تحويلهما قبل 20 يوماً لسجن عدرا ثم المخابرات الجوية”.

وأضاف “منذ 3 أسابيع تم اعتقال فتاة من حي دمر أثناء تواجدها في مكتب حوالات وصرافة بالعاصمة دمشق، كما اختطفت سيدة أخرى في نفس التوقيت بالقرب من بيتها في دمر”.

* ألف شهيد

عادةً ما يُطلِق نشطاء دمر اسم (بلد الألف شهيد) على حيّهم، في إشارة لأعداد الضحايا المعتقلين الذين سقطوا جراء التعذيب على يد قوات النظام من أبناء الحي.

قرابة 870 شخصاً قتلوا تحت التعذيب في معتقلات النظام خلال السنوات الماضية، ربما تكون “رانيا” من ضمنهم أو أي امرأة دخلت سجون النظام عقب اعتقالها.

يقع حي دمر على السفح الغربي لجبل قاسيون، بعيداً عن دمشق بسبعة كيلومترات. وتزداد أهميته لوجود قيادة الحرس الجمهوري ومساكن قوات النظام وقصر الشعب وأجزاء من الفرقة الرابعة في محيطه، ويجاور الحي مناطق عديدة مثل قدسيا وقرى وادي بردى، ويسعى النظام للتخلص من أي معارضة له في دمر لهذه الأسباب.

في بداية نيسان 2011 خرجت أول مظاهرة سلمية في الحي عشية اندلاع الثورة، وبدأت حملة الاعتقالات الأولى في أيار من عام 2012، ليتوالى بعدها مسلسل الاعتقالات، ليصل عدد المعتقلين إلى 2200 معتقل، نصفهم تقريباً قضى تحت التعذيب.

Tweet


المصدر