“الوحدات” تصدر خارطة “ترسيم حدود” مع النظام وتستثني عفرين


جيرون

استثنت ميليشيا (وحدات حماية الشعب) منطقةَ عفرين من خارطة “ترسيم الحدود”، بينها وبين نظام الأسد، مُبيّنةً -في الخارطة- مناطق سيطرتها الحالية، والمناطق التي تنوي السيطرة عليها في محافظة دير الزور، بعد طرد تنظيم (داعش)، في الوقت الذي اعتبر فيه مراقبون أن هذه الخارطة هي انعكاس للتوافق الأميركي-الروسي، على الرغم من التحفظات التركية.

تُظهر الخارطة -التي نشرتها الوحدات يوم الأحد الفائت- أن نهر الفرات هو الحد الفاصل بين الطرفين، فمنطقة الجزيرة السورية التي تقع شمال وشرق نهر الفرات هي مناطق خاضعة لسيطرة “الوحدات”، بينما مناطق الشامية جنوب وغرب نهر الفرات، فستكون من نصيب نظام الأسد. وتُوضح الخريطة أيضًا بقاء مدينة منبج غرب نهر الفرات، ومحيط مدينة الطبقة جنوب نهر الفرات تحت سيطرة “الوحدات”، على الرغم من وقوعهما في مناطق الشامية، في الوقت الذي تم فيه استثناء مدينة عفرين من ترسيم الحدود.

في هذا الشأن، قال الصحفي كنعان سلطان: إن “كل المعلومات الواردة تفيد بوجود اتفاق روسي-أميركي حول مناطق النفوذ في الشمال السوري”، موضحًا في حديثه لـ (جيرون) أن “هناك غرفة عمليات مشتركة في حربهم ضد تنظيم (داعش)”، وهو ما يحدث على نحو عملي حاليًا، فالنظام يتقدم بدعم جوي روسي في مناطق جنوب نهر الفرات، بينما التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية يقدم الدعم الجوي لميليشيات (قوات سورية الديمقراطية) التي تسيطر عليها الوحدات الكردية، شمال نهر الفرات.

اعتبر سلطان أن الموضوع قد ينسحب أيضًا -كما هو موضح بالخريطة- على محافظة دير الزور، فبادية المحافظة والمدينة ستكونان من نصيب النظام، بينما يذهب الريف الشرقي إلى بعض فصائل الجيش الحر المدعومة من قبل الولايات المتحدة الأميركية. أما الريف الغربي (الذي يُعد امتدادًا لمناطق سيطرة “قسد” في الرقة) فسيكون أيضًا من نصيب “الوحدات”. ورأى سلطان أن سيطرة الميليشيات على مدينتي منبج والطبقة يأتي في سياق الأهمية الاستراتيجية لسدّي الفرات وتشرين، “في تأمين المياه وتوليد الكهرباء”.

في السياق ذاته، أفاد صحفي من مدينة الرقة -طلب عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية- أن “الطبقة ومنبج مدن ذات أهمية استراتيجية كبيرة للوحدات الكردية”، وقال لـ (جيرون): إن “السيطرة على سدي الفرات وتشرين تأتي في سياق أحلام (حزب الاتحاد الديمقراطي) في بناء دويلة كردية في الجزيرة السورية، وتوفير الطاقة الكهربائية التي ينتجها السدان، وتزويد مناطق سيطرتهم بالمياه، وخاصة في معاقلهم الرئيسية في عين العرب، ومحافظة الحسكة التي تشهد شحًا كبيرًا في المياه بسبب الجفاف”. وتابع: “إن مدينتي الطبقة ومنبج تشكلان أهم عقد المواصلات في سورية، ولا سيما من ناحية ربط مناطق سيطرة الوحدات الكردية بالعمق السوري، وذلك تجنبًا لحصارها من قبل تركيا”. ونفى في الوقت عينه أن تكون هذه الخرائط نهائية، معتبرًا أن “أحلام الميليشيات ستصطدم بالمصالح الأميركية والروسية مع تركيا، وأن مصير هذه الطموحات الزوال، بعد انتهاء المهمة الموكلة لهذه الميليشيات، في قتال تنظيم (داعش)”.

يرى الصحفي المختص بالشأن التركي فراس ديب أن “التسريبات الصحفية التركية تفيد باتفاق روسي إيراني تركي، بخصوص طرد ميليشيات (حزب الاتحاد الديمقراطي) من عفرين”، وأضاف موضحًا: “ستكون زيارة وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، الأربعاء القادم، إلى أنقرة حاسمةً في هذا الخصوص”.

سيطرت “الوحدات” على معظم الشمال الشرقي في سورية -أو ما يعرف بمنطقة الجزيرة السورية- بدعم كبير من قبل التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية، على الرغم من اعتراض الحليف التركي الذي يرى في الميليشيات تهديدًا مباشرًا لأمنه القومي. (ف. م)




المصدر