توقف القصف يرفع أعداد مُراجعي المشافي في إدلب


منار عبد الرزاق

ارتفعت نسبة المراجعين (الحالات الباردة) للمشافي، في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام في محافظة إدلب؛ بعد توقف قصف قوات النظام وروسيا عليها (باستثناء مدينتي جسر الشغور وخان شيخون)، منذ نفاذ اتفاق المدن الأربع، في أيار/ مايو الماضي.

في هذا الموضوع، قال الطبيب عقبة الدغيم مدير مشفى جرجناز لـ (جيرون): “ارتفعت نسبة المراجعين المصابين بالأمراض الداخلية، والأذنية والعينية، والأطفال، إضافة إلى المشاجرات، وحوادث السير”. وأشار إلى “ندرة مراجعات، الحالات الرضية، الناجمة عن عمليات قصف النظام على المدن والبلدات المحررة”.

بعد أن توقف القصف، أصبح بإمكان عفراء هاشم (32 عامًا)، تسكن في مخيم أطمة، الذهابُ إلى إدلب؛ لعلاج عينيها من “المياه البيضاء”، وقالت لـ (جيرون): “في السابق، كنت أخاف من أن يطالني القصف، أما الآن فقد أصبحت لدي فرصة للتخلص من مرض (المياه البيضاء)”.

من جهة ثانية، كشف عبيدة أبو بكر مدير منظومة إسعاف في إدلب، عن ازدياد العمل في المنظومة، بسبب توقف القصف، وقال لـ (جيرون): “إنّ توقف القصف جعل الناس تُقبل على المشافي لمعالجة الأمراض الداخلية، وإجراء العمليات الباردة، وأبرزها عمليات (استئصال اللوزتين)، وكذلك الكسور”. وطالب أبو بكر السلطات التركية بـ “السماح لمرضى القلب والسرطان بالدخول إلى المشافي التركية؛ بسبب غياب الأدوية، وأجهزة العلاج”.

على الرغم من انعدام القصف الذي أدى إلى قلة الإصابات الرضية، بحسب مدير مشفى جرجناز، إلا أنّ انتشار ظاهرة قيادة “الدراجات النارية”، في القرى والبلدات الحدودية، أسهم في عودتها إلى الواجهة مجددًا، من بوابة حوادث السير الناجمة عن القيادة الرعناء لسائقي الدراجات المراهقين.

قال طبيب، فضّل عدم نشر اسمه، لـ (جيرون): “إنّ 124 حالة راجعت المشفى؛ نتيجة القيادة المتهورة للدراجات النارية، 44 بالمئة منها يعانون من إعاقة مؤقتة، و55 حالة أدخلت إلى غرفة العمليات الكبرى”. وأقرّ الطبيب بـ “ندرة مراجعي المشفى من مصابي القصف خلال الفترة الماضية”، وأشار إلى “اقتصار المراجعة على أصحاب الإصابات القديمة، من تركيب (السيخ الحديدي)، وأصحاب الإصابات العصبية في اليدين والقدمين، إضافة إلى حالات أخرى”.

معاون مدير الصحة في إدلب، مصطفى العيدو طالب بـ “تأمين أجهزة متطورة لمعالجة الأمراض المزمنة، وتجهيز غرف عمليات متطوّرة لاستقبال جميع الحالات المرضية”. وقال لـ (جيرون): “في ظل غياب القصف، برزت مشكلات الأمراض المزمنة من إصابات قلبية، وعمليات قثطرة، وغسيل كلى، ومرضى السرطان، حيث لا تتوفر آليات معالجتهم في الداخل”.




المصدر