صنداي تايمز: لاجئون سوريون يعودون لديارهم الخربة


muhammed bitar

قالت صحيفة صنداي تايمز البريطانية إنه وبعد سنوات من لجوء السوريين خارج وطنهم الذي يرزح تحت نير “حرب”  ضروس لا تلوح في الأفق نهاية لها، عاد الآلاف منهم إلى ديارهم التي تحولت إلى خرائب.

وأفردت الصحيفة تقريراً ينقل روايات عدد من اللاجئين السوريين إلى تركيا، عن ظروف لجوئهم والدوافع التي حملتهم للعودة إلى وطنهم رغم أن “الحرب”  لم تضع أوزارها بعد.

وأشارت الصحيفة إلى أن ما أغرى هؤلاء اللاجئين بالعودة هو هدنة هشة عُقدت بين أطراف النزاع، فآثروا المغامرة بعد ما عانوه في اللجوء من عناء وشقاء، ورجعوا إلى “بيوتهم الخربة منهكين ومعدمين”، بحسب وصف التقرير.

يقول لاجئ اسمه محمد (33 عاماً) كان قد فر إلى تركيا العام الماضي من مدينة حلب، “سأحاول أن أبني حياة جديدة لأسرتي، ليس أمامي خيار آخر”،  وعلى الرغم من أنه لا يملك شيئاً بعد أن ظل دون عمل لأشهر عديدة، فإن محمد اصطحب عائلته معه للعيش في مدينته التي سُوّيت بالأرض جراء المعارك والقصف.

ولأنه المعيل الوحيد لأسرته، فهو معفى من الخدمة في قوات النظام وبمقدوره الرجوع دون خوف من تجنيد إلزامي؛ بيد أن منزله في حلب طاله دمار جزئي وبات دون كهرباء أو ماء.

ومنذ عام 2011، فرّ خمسة ملايين سوري من ديارهم والتمسوا الأمان في دول مجاورة، ويمم أكثر من مليون شخص شطر أوروبا مخاطرين بحياتهم، فعبروا بحر إيجة بقوارب، ولقي نصف مليون حتفهم، ونزح 6.3 ملايين آخرين إلى مناطق داخل سوريا.

وبفضل هدنة مؤقتة، أضحت مناطق واسعة من سوريا آمنة من الغارات التي تشنها طائرات روسيا والنظام.

وبينما تقتتل القوى العالمية للسيطرة على بلدهم، قرر العديد من السوريين المقيمين في تركيا ولبنان أن العيش في وطنهم “غير المستقر” أفضل من حياة محفوفة بالمخاطر خارجه، حيث صعوبة العثور على عمل وغلاء الإيجارات والتعامل الفظ الذي يلاقونه هناك.

ومضت صنداي تايمز في نقل صورة لأوضاع اللاجئين الراغبين في العودة إلى ديارهم عبر معبر باب السلام الحدودي القريب من مدينة كيليس التركية، ونقلت عن لاجئة تُدعى راما (35 عاماً) وتصطحب معها أطفالها الستة في طريق عودتها إلى بلدتها إعزاز في شمال سوريا، القول “لاقينا مشقة كبيرة في تركيا”.

وتضيف راما “لولا صعوبة الحياة لما عدنا، ونحن لا نعرف ما سيحدث لنا، لكن الحياة هنا صعبة للغاية ولا نملك نقوداً نشتري بها طعاماً أو نستأجر بها مسكناً”.

وذكرت الصحيفة أن نحو ثلاثة آلاف سوري تم ترحيلهم الأسبوع الماضي من لبنان إلى محافظة إدلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة، مضيفة أن المراقبين وجماعات حقوقية يعتقدون أن ترحيلهم تم بضغط من “حزب الله” اللبناني الحليف لنظام الأسد.




المصدر