يا طالب الدبس من النمس


فوزات رزق

أيقظتني أم رباح “في زرقة الفجر”، وهي تغني:

على دلعونا يا بو الطقية     عطيني إيـدك وتطلّع فيّيي

جهزلي حالك ع الفدرالية    إن صرتو حكومة لا تظلمونا

قلت لها:

– يا صباح يا فتّاح. الصبح لله. شايفك طربانة على صباح الله أم رباح.

أجابتني بفرح غير معهود:

– طبعًا. ولماذا لا أطرب! خاصة إذا استلمت حضرتك موقعًا محترمًا في التشكيلات الجديدة التي ستتم!

– عمّ تتحدّثين يا مخلوقة؟ أية تشكيلات تعنين؟

– كيف؟ المجالس المحليّة التي يتحدّثون عنها. صرنا فيدرالية حبيبي. يالله، هيّئ نفسك. يجب أن تترشّح هذه المرّة.

– وهل ستمنحينني صوتك، إذا ترشّحت؟

– شف مسعود؛ أنا لا أمزح. اتركني من مسخرتك ومثالياتك. كل عمرك تعمل في السياسة، وتخرج من المولد بلا حمص كما يقول المصريون. فهمنا؛ أمضيت كل حياتك في الحزب تعمل سرفيس. رايح جاي، تنقل الناس إلى المحطة الأخيرة، ثم تعود لتجد من هم في انتظارك من جديد وهكذا. يعني خلص. انتهينا من قصّة المعارضة. نحن داخلين في فيدرالية. ماء جديد وسماء جديد.

– والله معك حق، ولكن ننتظر حتى نعرف على أي بحر سترسو سفينتنا.

– إن شالله على بحر البلطيق. المهم خلص. يعني عاجبتك هذه الحياة، وهذه الحالة التي نحن فيها. كل يوم والثاني جماعتكم تبع المعارضة طالعين بنغمة جديدة. مرة مرحلة انتقالية بدون بشار الأسد. مرة إعادة هيكلة الجيش والأمن. مره دستور سوري بأيدي السوريين، وكأنه لا يوجد في العالم غير السوريين يستطيعون وضع دساتير محكمة. لم تعد تعجبهم الدساتير الروسية والأمريكية.

– أي والخلاصة أم رباح خانم؟

– الخلاصة لازم تحلحلوها شوي. جماعتك في المعارضة كما يقولون: الله واحد والقول واجد. الدنيا تتغير. وهم جامدون “مطرحك يا واقف”.

– كيف ست أم رباح؟ لم أفهم عليك. إلى أين ستصلين؟

– يا مسعود يا حبيبي! في المرات السابقة كنت تقول دائمًا هذي انتخابات مسخرة، وكلها تزوير بتزوير. النتيجة معروفة سلفًا، ولا حاجة لتعب البال ما دام هناك قائمة جبهة وطنية ولجان من الحزب. الآن الأمر اختلف مئة وثمانين درجة.

– ما الذي تغيّر؟

– كيف يا مسعود ما الذي تغيّر؟! انتخابات المجالس المحلية القادمة ستكون تحت إشراف روسي وأميركي. يعني لن يكون هناك لعب.

– يبدو يا أم رباح أنك تقرئين الواقع بطريقة جديدة، هاتي نورينا.

– يا حبيبي يا مسعود، من خلال الاتفاق الروسي الأميركي الأخير، سيكون هناك مناطق تحت الحماية الروسية، وأخرى تحت الحماية الأميركية، يعني بالمختصر المفيد تمهيد للفيدرالية. وها هي الشرطة العسكرية الروسية أخذت أماكنها في الكثير من المواقع في سورية، واستلمت صلاحياتها في ضبط الأمور. وفي كل الأحوال سيكون هناك إشراف حقيقي على الانتخابات من الدولة التي سنكون من نصيبها إن شاء الله. يعني بصريح العبارة، لن يبقى هناك لعب بالذيل من تحت الطاولة، كما كان يجري سابقًا.

– ما شاء الله، يبدو أن معلوماتك من مصادر مطلعة ورفيعة المستوى. هذا عظيم. ونحن في السويداء من نصيب من سنكون؟

– لا يهم، قريبًا ستتكشف الأمور. “ويا خبر بفلوس بكرة يصير ببلاش”. على رأي المثل: “اللي بياخذ أمنا بصير عمنا”.

– شوفي أم رباح سأقول لك كلمتين، ورزقي على الله:

– الله يجيرنا من الكلمتين تبعك.

– لا فقط أريد أن أقول لك: أنت كمن ينتظر الدبس من طرف النمس.




المصدر