أردوغان في عمان وسورية أحد الملفات المطروحة


مشعل العدوي

لم يرشح الكثير عن الزيارة القصيرة التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للعاصمة الأردنية عمان، وبين عمان وأنقرة الكثير من الملفات المشتركة والمتشابكة، بسبب ارتباطهما -جغرافيًا- بكل من سورية والعراق، الدولتين اللتين تخوضان حروبًا مُركّبة: محلية وإقليمية ودولية. وقد أثرت هذه الحروب تأثيرًا وثيقًا في الحياة الاقتصادية والأمنية، لكلا البلدين.

تركيا التي تشهد نشاطًا سياسيًا محمومًا، هذه الأيام، تُحاول أن تصنع منصة أمان، حسب الإمكانات المتاحة، فهي منفتحة على موسكو، وعلاقاتها مع طهران شبه مستقرة، والتفاهم على الكثير من الملفات حاصل، علاوةً على علاقات اقتصادية متميزة، وتشمل منصة الأمان التركية كلًّا من العراق والأردن وإيران، بشكل من الأشكال، وذلك بعد أن أيقنت تركيا أنها لم تعد تستطيع اللعب على نحو منفرد، في جغرافية المنطقة وأمنها واقتصادها، فتركيا “الداعمة” للثورة السورية، بالأمس القريب، تعرض اليوم التعاون الأمني والعسكري على طهران، إذ إن البلدين متفقان على منع قيام دولة كردية، سواء في سورية أو تركيا أو إيران.

في مؤتمر صحافي، في مطار أتاتورك بإسطنبول، وقبيل توجهه لزيارة الأردن، قال أردوغان: “نعمل على المستويات السياسية والعسكرية مع إيران؛ من أجل مواجهة التنظيمات والتهديدات الإرهابية المشتركة”، وذلك ردًا على سؤال حول زيارة رئيس أركان الجيش الإيراني قبل أيام إلى أنقرة.

في كل الأحوال، لا يمكن -بسبب تشابك ملفات المنطقة- قراءة أهداف ونتائج زيارة أردوغان القصيرة إلى الأردن، ولا يمكن قراءة هذه الزيارة بشكل منفرد، إذ إن الرئيس التركي لا شك قد حمل للحكومة الأردنية رسائل من أطراف إقليمية، مثل العراق وإيران؛ فبعد زيارة رئيس الأركان الإيراني لتركيا، وبعد زيارة أردوغان لعمان، توجّه وزير الخارجية التركي لبغداد، وفي اليوم ذاته، أعلن الأردن عن استعداده لفتح معبر “طريبيل” الحدودي مع العراق.

بدأت الحركة السياسية في عموم المنطقة تأخذ إيقاعًا متسارعًا، إيذانًا بإغلاق بعض الملفات والاستعداد لفتح ملفات مستحقة، مثل ملفي الطاقة والاقتصاد المعطَّلين أمنيًا وعسكريًا بين دول المنطقة المتجاورة.

المحلل السياسي عامر السبايلة قال: إن الأردن محطة مهمة لتركيا في موضوع سورية؛ لأن الملف السوري لا يقتصر على الشمال فقط، فتركيا تحاول أن تُقارب بين تجربة الجنوب والشمال، وبالتالي الأردن بلد مفتاحي في هذه المعادلة.

في ختام مباحثات الملك الأردني والرئيس التركي، صدر بيان مشترك بين الأردن وتركيا، هذا نصه: “استضاف جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، في الحادي والعشرين من شهر آب/ أغسطس 2017، أخاه فخامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في زيارة رسمية استغرقت يومًا واحدًا، حيث عقد الزعيمان مباحثات ثنائية، تلتها جلسة موسّعة تناولت سبل تعزيز وتوطيد التعاون بين البلدين، في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، وبما يخدم شعبيهما الشقيقين. وقد ناقشا التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وجهود تحقيق السلام في المنطقة، وأثنى الزعيمان على نجاح المحادثات الثلاثية، بين الأردن والولايات المتحدة الأميركية وروسيا، والتي أفضت إلى وقف إطلاق النار في جنوب سورية، كونه يُمثّل خطوة باتجاه إقامة (منطقة خفض التصعيد)، وأكّدا أن هذه الجهود تأتي ضمن مبادرة أشمل لإنهاء جميع الأعمال العدائية في سورية وصولًا لحلّ سياسي، يقبله الشعب السوري”.




المصدر