القوات الأمريكية باقية في سوريا لعقود مقبلة!


muhammed bitar

 متنبئَ بعلاقات أمريكية دائمة مع المنطقة الواقعة تحت سيطرة الأكراد، قال أبرز حلفاء واشنطن السوريين في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية إن القوات الأمريكية ستبقى في شمال سوريا حتى ما بعد هزيمة الفصائل الجهادية.

وفي حديثه لوكالة رويترز، قال طلال سلو المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية /إس دي إف/ وهي تحالف ميليشيات تدعمه الولايات المتحدة و تقوده وحدات حماية الشعب الكردية /يي بي جي/، إنهم يعتقدون أن لواشنطن “مصالح استراتيجية” تدفعها للبقاء في المنطقة مستقبلاً على حد تعبيره.

وأضاف سلو: “للأمريكيين سياسة استراتيجية عنوانها البقاء في المنطقة لعقودٍ قادمة ناهيك عن أنه سوف يتم إبرام اتفاقيات عسكرية واقتصادية وسياسية على المدى البعيد بين قيادة المناطق الشمالية من سوريا والإدارة الأمريكية”.

وكان التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية قد نشر قواته في عدة مواقع شمالي سوريا من بينها قاعدة جوية قرب بلدة كوباني حيث لعبت هذه القاعدة دوراً في توفير الغطاء الجوي والمدفعي والقوات الخاصة على الأرض لصالح قوات سوريا الديمقراطية.

وفي معرض رده على سؤال حول الاستراتيجية طويلة الأمد، قال العقيد ريان ديلون المتحدث باسم التحالف إنه لا يزال أمام الأخير خوض المزيد والمزيد من المعارك حتى ما بعد هزيمة تنظيم الدولة في مدينة الرقة معقله الرئيسي في سوريا.

وأضاف ديلون أن تنظيم الدولة لا يزال يتحصن في مواقع على امتداد وادي الفرات في إشارة إلى معاقل التنظيم في محافظة دير الزور جنوب شرق مدينة الرقة.

وبعيداً عن دخوله في التفاصيل، قال العقيد ديلون: “تكمن مهمَتُنا في هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في مناطق معينة من سوريا والعراق، وفي تهيئة الظروف لشن عمليات لاحقة بهدف رفع معدل الاستقرار الإقليمي”.

وفي واشنطن، قال إيريك باهون المتحدث باسم البنتاغون: “لا تناقش وزارة الدفاع أي جداول زمنية لعمليات مستقبلية في سوريا، ولكِننا لا نزال مُلتزمين بتدمير تنظيم الدولة واجتثاثه كي نقضي عليه إلى الأبد”.

وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب الكردية على مساحات واسعة من شمالي البلاد حيث ظهرت الإدارات الذاتية الكردية منذ نشوب الصراع في سوريا عام 2011.

 وتفرض الوحدات الكردية وحلفاؤها سيطرتهم على مساحة متصلة تُقَدَرُ بـ 400 كم أي ما يعادل 250 ميلاً  على امتداد الحدود السورية- التركية.

ويشكل تحالف الولايات المتحدة مع قوات سوريا الديمقراطية والوحدات الكردية نقطة خلاف رئيسية مع الجارة تركيا الحليفة هي الأخرى لواشنطن حيث ترى أنقرة في الوحدات الكردية امتداداً لحزب العمال الكردستاني /بي كي كي/ والذي قاد ثلاثة عقود من التمرد ضد السلطات التركية.

وقال سلو: “للأمريكيين مصالحهم الاستراتيجية التي تدفعهم للبقاء في المنطقة حتى ما بعد نهاية /داعش/ وهي لفظة ازدرائية  للإشارة إلى تنظيم الدولة الإسلامية.

قواعد عسكرية جديدة؟

  وحول ما إذا كانت واشنطن تخطط لبناء قواعد عسكرية جديدة لها شمالي سوريا، قال سلو: “أشار الأمريكيون مؤخراً إلى احتمال تأمين مساحة للتجهيز لبناء مطار عسكري، إنها البداية فحسب إذ أنهم لا يقدمون كل هذا الدعم لمجرد المغادرة في نهاية المطاف، كما أن هذا الدعم ليس مجانياً على الإطلاق”.

وقال سلو إن شمالي سوريا قد يصبح قاعدة جديدة للقوات الأمريكية في المنطقة، وأضاف: “لربما يكون هناك بديل عن قاعدتهم في تركيا”، في إشارة منه إلى قاعدة أنجرليك الجوية.

أما زعيم وحدات الحماية الكردية / يي بي جي/ فقال الشهر الماضي إن الولايات المتحدة قد أقامت سبع قواعد جوية في مناطق من شمالي سوريا تسيطر عليها الوحدات الكردية أو قوات سوريا الديمقراطية، من بينها قاعدة جوية قرب بلدة كوباني المتاخمة للحدود التركية.

ويقول التحالف إنه لا يناقش مسألة أماكن تمركز قواته منوهاً إلى ضرورة الأمن العملياتي.  

وكان مراسلو وكالة رويترز قد رصدوا إقلاع مروحيات عسكرية أمريكية من طراز بلاك هوك وأباتشي من مصنعٍ للإسمنت جنوب شرق بلدة كوباني الحدودية.

وبدأت واشنطن في ظل إدارة الرئيس ترامب إمداد وحدات الحماية الكردية بالسلاح في آذار الماضي استباقاً وتحضيراً للهجوم النهائي على مدينة الرقة، مما أثار غضب تركيا التي فشلت بدورها في التأثير على واشنطن  للتخلي عن دعمها لقوات سوريا الديمقراطية.

وبالرغم من ثقة قوات سوريا الديمقراطية ببقاء القوات الأمريكية في المنطقة، إلا أنه هناك مخاوف من أن لا تقدّم واشنطن الدعم الكافي للقوات المتحالفة مع الوحدات الكردية والمجالس المدنية التي تُدير شمال شرقي سوريا.

وقال سلو: “نطلب من الأمريكيين وعلى الدوام تقديم الدعم السياسي والعام الواضح”، وأضاف أن وزارة الخارجية الأمريكية عقدت أول اجتماعٍ حكومي لها مع مسؤولين من قوات سوريا الديمقراطية هذا الشهر.

وتابع سلو: “حالياً، ليس هناك أي اجتماعات تُعقَدُ لمناقشة جادة لمستقبل سوريا، وإنما هناك مبادرات لتطوير الدعم السياسي لقواتنا ولكننا نأمل أن يكون دعماً بشكل أكبر”.

رابط المادة الأصلي: هنا.




المصدر