«ميدل إيست آي»: دخول مفاجئ للأمير عبدالله آل ثاني في أزمة الخليج.. تعرف عليه


muhammed bitar

بعد مرور شهرين على أزمة الخليج، فتح استخدام السعودية لأحد أفراد العائلة المالكة القطريين غير المعروفين جبهة جديدة وغريبة في الصراع. ففي 17 أغسطس (آب)، أُعلن أن الملك السعودي سلمان أمر بإعادة فتح المعبر الحدودي مع قطر للسماح للحجاج القطريين بأداء فريضة الحج في مكة المكرمة.

جاء ذلك في تقرير نشره موقع «ميدل إيست آي» وفيما يلي الترجمة الكاملة للتقرير:

بدا هذا القرار – للوهلة الأولى – أنه تحريك للمياه الراكدة منذ 5 يونيو (حزيران)، بعد أن التقى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بعضو غامض في الأسرة الحاكمة في قطر، وهو الشيخ عبدالله بن علي بن عبد الله بن جاسم آل ثاني.

وجدير بالذكر أنه كان أول لقاء عام رفيع المستوى بين البلدين منذ اندلاع الأزمة. وقد سلطت السلطات السعودية الضوء على دور الأمير القطري الغامض في إعادة فتح الحدود. ثم أفيد بأن الملك سلمان قد استقبل الشيخ عبد الله في مقر إقامته في طنجة بالمغرب.

تم إنشاء حساب على تويتر باسم الشيخ، وحصل على أكثر من 250 ألف متابع في يومين فقط وتسع تغريدات. «ما فعلته كان من أجل صالح قطر فقط»، كتب الرجل في إحدى التغريدات. ويوم الأحد الماضي، كتب الشيخ أن قطر يجب أن تسمح بمرور الحجاج إلى السعودية، بعد نزاع حول حقوق الهبوط في مطار الملك حمد الدولي.
ليس جزءًا من الدائرة الضيقة

ولكن ظهور الشيخ عبد الله قد يؤدي إلى تفاقم الأمور، بدلاً من أن يلعب دورا تصالحيًا. سارعت الدوحة إلى الإشارة إلى أن الشيخ عبد الله كان في المملكة في مهمة «شخصية»، وليست رسمية، وادعى مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي الغاضبون في قطر أن حساب تويتر «مزيف».

كما أثار ذلك تكهنات بأن الشيخ – شقيق الأمير السابق – يُستخدم لتقويض القيادة القطرية الحالية أو حتى استبدالها. لكن هذا غير محتمل، يقول المحللون.

يقول أندرياس كريج – محلل المخاطر الاستراتيجية والأستاذ المساعد في جامعة كينجز كوليدج في لندن – والذي يعرف طبيعة عمل أجهزة الدولة في قطر: «الشيخ عبد الله ليس جزءًا من الدائرة الضيقة للنخبة الحاكمة في قطر اليوم، ويعيش في الخارج، لكنه ليس منفيًا».

ينتمي الشيخ عبد الله إلى فرع من العائلة المالكة التي قد تكون قد شهدت تآكل قوتها في السنوات الأخيرة، ولكنها ما تزال تمتلك علاقات جيدة جدًا. وهو ابن عم والد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي استولى على السلطة في عام 1995 وأشرف على تحول بلاده إلى قوة اقتصادية حتى تنحى في عام 2013 لإعطاء السلطة لابنه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. الشيخ عبد الله هو أيضًا ابن الأمير السابق الذي خلعه جد تميم.

وقال كريج إن الاجتماعات التي عقدت في السعودية والمغرب كانت تهدف إلى الضغط على قيادة قطر التي لم تنصع حتى الآن، منذ أن بدأت الأزمة في 5 يونيو (حزيران). وأضاف كريج: «من غير المعتاد أن يحصل شخص مثله على استقبال رسمي من الملك وولي العهد. لكن السعوديين استغلوا الوضع وقدموا هذا الاجتماع مع الكثير من الضجة في وسائل الإعلام. ومن المؤكد أنه قد عُقد للضغط على القيادة القطرية».

استبعاد تغيير النظام

وهذا نفس ما قاله ماثيو جيدير، أستاذ الجغرافيا السياسية العربية في باريس. ولكن كلاهما يستبعد أي فرصة لتغيير النظام في قطر.

يقول جيدير «إذا كانوا يعملون فعلاً من أجل تغيير النظام القطري، لما أظهر السعوديون ذلك علنًا». بينما يرى كريج أن أي محاولة من هذا القبيل ستثبت أنها غير مجدية، إذ قال «من الغباء الاعتقاد أن تغيير النظام القطري ممكن، والسعودية تعي ذلك. إن النسب الذي يتمتع به الأمير الحالي جعل قطر أغنى دولة في العالم مع واحد من أكبر صناديق الثروة، ويمكن القول إنها من أكثر الاقتصادات مرونة في المنطقة. ولذلك فإن ولاء القطريين لتميم غير مشروط».

ومن المؤكد أن الأزمة – التي شهدت قيام السعودية والبحرين والإمارات ومصر بقطع علاقاتها مع الدوحة بسبب اتهامات بأنها تدعم التطرف، وهو ما تنكره قطر – قد عززت من شعبية الأمير الحالي في الداخل. تظهر صورته الآن في كل مكان، وللتأكيد على ذلك، كشفت قطر قبل يومين عن معرض لـ 30 جدارية تصور «تميم المجد» في حديقة وسط الدوحة. وفي تطور آخر، قالت السعودية إن قطر رفضت السماح لطائراتها بالهبوط فى الدوحة لنقل المسلمين القطريين إلى مكة للحج.

رابط المادة الاصلي: هنا.




المصدر