on
هل باعت مدينة (معضمية الشام) قضية الثورة؟
Tweet
عبادة الشامي: المصدر
مقارنةً بباقي البلدات التي عقدت تسويةً مع النظام، يعتبر الوضع الراهن في مدينة معضمية الشام بريف دمشق أفضل الموجود.
شارك ثوار المعضمية في الثورة السورية منذ البدايات الأولى، كما قاتلوا قوات النظام لسنوات طويلة تعرضت المدينة خلالها لحصارات متتالية، جعلت ثوارها يرضخون في النهاية لإجراء تسوية مع النظام، ربما حتمتها الظروف الخاصة بالمدينة، إضافة للأوضاع السياسية العامة التي سعت لإركاع الثورة عبر التغاضي عن جرائم النظام، مكتفية بتقديم وعود معسولة بتسليح جاد للثوار.
في 19 تشرين الأول غادر المئات من شبان المعضمية مدينتهم متوجهين نحو الشمال السوري تنفيذاً للاتفاق الموقع مع النظام، والذي ينص على تسوية وضع الثوار وترحيل من يرفض التسوية نحو محافظة إدلب.
أحد فعاليات المدينة والقريب من لجنة المصالحة تحدث لـ (المصدر) عن رؤيته لواقع المدينة في الوقت الراهن، مدلياً بمعلومات قيمة حول تفاصيل التسوية التي عقدتها المدينة مع النظام.
يأتي سر نجاح التهدئة في المدينة، وفقاً للمصدر، في أن الجهة الراعية التي تعهدتها كانت على قدر المسؤولية.
خلال الأشهر الماضية لم تحدث اعتقالات لأي من المطلوبين، لكن سيق بعض الشباب إلى الخدمتين الإلزامية والاحتياطية في جيش النظام.
وقال مصدرنا الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، إن عدد من التحقوا بجيش النظام بعد التسوية يقارب المئة شخص، أما المنتسبون للميليشيات الرديفة فلا يتجاوز عددهم العشرون شابا، وقد قتل شابان من غير المحسوبين على جيش النظام مؤخراً جراء سوقهما إلى المناطق الساخنة.
وتشير الإحصائيات التي قدمتها مصادر من داخل المدينة إلى وجود عدد يتراوح بين 3 و5 آلاف منشق ومتخلف عن الخدمة في صفوف النظام، لكن ومع الترحيل الذي تم في تشرين نهاية 2016 تقلص هذا العدد إلى النصف أو أقل من ذلك.
“لم يدخل الجيش إلى داخل البلد ولا نية له بذلك حاليا، وقد أحدثت مفرزة أمنية من شباب البلد والجهة الراعية على مدخل البلد، وتقوم بحل إشكاليات كثيرة”، يتحدث المصدر المطلع لـ (المصدر). ويضيف المصدر بانه تم “فتح المعبر الرئيسي لدخول كافة المواد وفتح المعبر الغربي للخروج دون الدخول فقط”.
عودة مدينة إلى صف النظام ربما لا يمكن وصفه بالأمر السهل أو الممتع، لكن ماذا كان سيحدث لو أصرت على مواجهة الآلة التدميرية للنظام دون مؤازرة من رفقاء السلاح. وهنا يمكن طرح السؤال التالي “هل باعت مدينة المعضمية القضية السورية؟” مصدرنا أجاب إنه يعتقد العكس، مؤكداً أن “القضية هي التي باعت المعضمية وباعت نفسها أيضاً عندما رهنت مصير السوريين للأجندات والرايات والداعمين، وأكثر من ذلك للدول الإقليمية والدولية”.
Tweetالمصدر