تربية الجاموس في سهل الغاب: اقتصادٌ يتدهور في ظروفٍ استثنائيةٍ




Tweet

خالد عبد الرحمن: المصدر

اشتهر سهل الغاب بريف حماة الغربي على مر السنين الماضية بتربية الجاموس الذي يعتبر أحد أهم الثروات الحيوانية في سوريا لملاءمة الظروف المناخية لتربيته وتوافر المراعي الخصبة والمياه.

وبعد عام 2011 بدأت أعداد الجاموس بالتراجع بشكل ملحوظ بسبب عزوف الكثير من المربين عن تربيته لارتفاع تكاليف العلف واضطرارهم إلى التنقل المفاجئ وحمل جواميسهم معهم إلى أماكن لا تلائمها.

علاء الخضر أحد سكان المنطقة قال لـ “المصدر”: في السابق كان المربون يمتلكون عشرات الرؤوس من الجاموس وأحياناً يصل للمئات ويعود ذلك إلى توافر المراعي الخصبة وبكثرة الأمر الذي يجعل التربية والرعي أمراً يسيراً على المربي.

وأضاف الخضر أنه وبشكل تقديري كان يوجد في سهل الغاب حوالي خمسة آلاف رأس من الجاموس وكان يتم تصريف إنتاجهم من الحليب واللحم محلياً لانخفاض سعره مقارنة مع مثيله الناتج عن الأبقار والأغنام والماعز.

وتابع: حالياً تراجعت تربيه الجاموس بشكل كبير لعدة أسباب أهمها سرقة قطعان كاملة من الجواميس من قبل قوات النظام وميليشيات الدفاع الوطني في القرى المجاورة وسيطرتها على قرى وتهجير سكانها حيث كانت تعتبر أراضيها من مراعي الجاموس.

وأردف الخضر أنه وبسبب فقدان المراعي يتجه من حافظ على تربية الجاموس إلى استخدام الأعلاف المركبة والصناعية بيد أنهم يضطرون إلى بيع الحليب واللحم بأسعار يراها الزبون مرتفعة ما يسبب بيع المربين لجواميسهم تفادياً لكساد الناتج أو الخسارة.

وأشار إلى أن انثى الجاموس الواحدة كانت تنتج بشكل يومي حوالي 10 لترات من الحليب إلا أنها اليوم تنتج نحو لترين فقط، ما يساهم وبشكل كبير في خسارة المربي المحتومة.

وتعتمد تربية الجاموس في منطقة الغاب طريقة التربية السحرية (في الأراضي) حيث تستفيد من المراعي المتوفرة ومن مخلفات المحاصيل خلال الفترة الممتدة من بداية فصل الربيع (آذار) إلى بداية الخريف (تشرين الأول) من كل عام.

ويعد الجاموس من الحيوانات المستأنسة في سورية منذ أكثر من 800 عام وهو من أصل هندي، وينتشر بنوعين من الجاموس: الأول هو جاموس المستنقعات وهو الموجود حالياً في منطقة سهل الغاب، والثاني أشبه ما يكون بالجاموس النهري ويكثر في منطقة القامشلي.

Tweet


المصدر