‘شيرخ لـ (جيرون): لا أرى اتفاقًا قريبًا في سورية… وروسيا وإيران تتنافسان في المنطقة’
25 آب (أغسطس - أوت)، 2017
روشان بوظو
قال رئيس المعهد العالمي للسياسات والبروفيسور في جامعة “أي بي يو” الدولية، باولو فان شيرخ إنه لا يرى “أي اتفاق بين القوى الكبرى حول تسوية سياسية مستقبلية في سورية”، وأضاف، في حوار أجرته معه (جيرون)، أنه ليس متأكدًا من حدوث تطورات، توقعها المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، في الملف السوري قريبًا.
أضاف شيرخ: “في الوقت الذي تخلت فيه الولايات المتحدة وفرنسا وغيرها عن هدف إزالة الرئيس الأسد من السلطة؛ أصبحنا بعيدين من أي اتفاق سياسي، من شأنه أن يجمع النظام في دمشق مع الثوار والأكراد على طاولة الحوار”، معتبرًا أن هذا من سوء حظ السوريين، و”خاصة ملايين اللاجئين السوريين في تركيا والأردن ولبنان وألمانيا أو أي مكان آخر.. السلام ليس في متناول اليد”.
حول المسعى الروسي في الملف السوري، قال شيرخ: “بالنسبة إلى الروس، فإن أفضل نتيجة ممكنة هي أن يفوز الأسد بمساعدتهم في الحرب، وأن تتم هزيمة الثوار بشكل كامل، وأن تذهب الولايات المتحدة خارج سورية وتبقى القوات الروسية فيها”، معقّبًا: “وبالنظر إلى الأوضاع الآن؛ فإن هذا ليس ضربًا من الخيال، ذلك أن النفوذ الأميركي على الأرض ضئيل جدًا، لقد قامت الولايات المتحدة بدعم بعض الفصائل في الماضي، لكن الآن ليس لديها الكثير، وباستثناء جهودها المتواصلة ضد تنظيم (داعش)، فإن أميركا ليست لاعبًا رئيسًا. روسيا لديها سيطرة تنفيذية وتعمل مع الحكومة السورية الشرعية.. هذه ميزة استراتيجية ضخمة لا أتوقع من روسيا أن تتخلى عنها”.
كما أشار إلى أن “روسيا لديها سلطة كبيرة جدًا على النظام في دمشق؛ لأن بوتين أنقذ الأسد إنقاذًا، عندما كان يعاني من هزائم عسكرية كبيرة”، وأوضح: “في ما يتعلق بإيران، فإن الوضع مختلف تمامًا. بالنسبة إلى روسيا، أصبحت إيران الآن حليفة نوعًا ما، لكنها منافسة بشكل أكبر؛ حيث تريد إيران توسيع نطاق نفوذها من طهران إلى البحر الأبيض المتوسط، وليس لدى روسيا أي سبب يدعو إلى دعم هذه الخطة المهيمنة. العلاقة بين روسيا وإيران علاقة تنافسية، ولا أرى أي تعزير للعلاقات بين موسكو وطهران في المستقبل على الرغم من أنهما يتشاطران المشاعر المعادية نفسها تجاه الولايات المتحدة”.
يرى شيرخ أن روسيا “أعادت فرض نفسها كلاعب رئيس في الشرق الأوسط، في الوقت الذي أعطت أميركا مؤشرات كثيرة عن رغبتها بالابتعاد، أو على الأقل بالابتعاد عن الشرق الأوسط بشكل جزئي”. ورأى أن من غير الواضح إن كانت روسيا قادرة على توسيع نفوذها أكثر في الشرق الأوسط، وقال: “يمكن لروسيا بيع الأسلحة إلى الدول العربية، ولكنها ليست قوة اقتصادية رئيسية، كما أنها غير قادرة على جلب التكنولوجيا والمعرفة أو غيرها من الخبرات القيمة”.
بشأن علاقة الروس مع الغرب، قال شيرخ: “في ما يتعلق بالغرب، فإن العلاقة ستكون صعبة. ومع ذلك، فإن معظم الأوروبيين يرغبون في التطبيع معها. معظم الأوروبيين يرون روسيا شريكًا، إنهم يريدون علاقات سياسية هادئة؛ كي يتمكنوا من استئناف العمل كالمعتاد”.
حول ملف مكافحة الإرهاب، قال إنه “لسوء الحظ، فإن تخطيط وتنفيذ عمل إرهابي فظيع لا يحتاج إلا إلى شخص واحد متحمس حماسًا كبيرًا”، مشيرًا إلى أن ما حصل في برشلونة الإسبانية، قبل أيام، هو الحال ذاته “في نيس ولندن وبرلين، شخص واحد يقود شاحنة تجاه حشد كبير، يتسبب في العديد من الوفيات والعديد من الإصابات. وعلى المدى القصير، فإن منع الإرهاب هو في معظمه من أعمال الشرطة وأجهزة الاستخبارات. ولكن من الصعب للغاية خلق أمان بنسبة 100 بالمئة، ومن المستحيل مراقبة جميع الأفراد الذين قد يفكرون في عمل إرهابي”.
كما رأى أنه “قد يتم القضاء على تنظيم (داعش) في سورية والعراق في وقت قريب، لكن هذا لن يكون نهاية الحركة التي ألهمت الخلافة؛ فإن العديد من المقاتلين الذين تمكنوا من الفرار سينتقلون إلى بلدان أخرى. قد يكون بعضهم محبطًا نتيجة الهزيمة، ولكن البعض الآخر قد يرغب في مواصلة “نضاله” من خلال أعمال الإرهاب في أوروبا، أو في أي مكان آخر، وقد يكون الهجوم الإرهابي في برشلونة أول مثال على هذا التغيير في الاستراتيجية والأهداف. كما قلت من قبل، فإن الأمر لا يحتاج سوى عدد قليل من المقاتلين المتحمسين، ليتسببوا بعدد كبير من الوفيات”.
عبّر شيرخ عن أمله في أن “تتمكن الدول الإسلامية من إنتاج نماذج سياسية جديدة جذابة تقوم على الأساليب السلمية، وأن يجد الشباب الساخطون منهم المزيد من الخيارات الأكثر جاذبية من هذه الأيديولوجية التي تأسست على الموت والدمار”.
[sociallocker] [/sociallocker]