‘قادة ميليشيات إيران في حلب: ماضٍ أسود وحاضرٌ يفيض إجراماً’
25 آب (أغسطس - أوت)، 2017
Tweet
زياد عدوان: المصدر
يعتمد النظام في خوض المعارك والاشتباكات على العديد من الميليشيات التي تقاتل إلى جانبه، ومن بين هذه الميليشيات ما تم تأسيسه أثناء الثورة السورية، مثل لواء القدس، لواء الباقر، وغيرهم من الميليشيات الشيعية التي تأسست في عدة محافظات.
وتتلقى معظم هذه الميليشيات دعمها المباشر من قبل إيران الحليف الأول لنظام بشار الأسد، التي تسعى من خلال دعم تلك الميليشيات بالسلاح والأموال لأن يكون لها نفوذ قوي في سوريا التي تعتبرها في أدبياتها المحافظة رقم 38 التابعة لإيران، ومنذ اندلاع الثورة السورية برز الدور الأكبر للميليشيات الإيرانية بشكل كبير وملحوظ من خلال خوض المعارك على أكثر من جبهة وخصوصا في محافظات حمص ودمشق وحلب التي تأسس فيها، العديد من الألوية التابعة لميليشيات النظام.
إرهابي ولص ثم قائد
قائد إحدى هذه الميليشيات يدعى سامر الرافع الذي يقود ميليشيا لواء القدس ذات الغالبية الفلسطينية وتقاتل إلى جانب قوات النظام في حلب وريفها؛ ظهر للمرة الأولى عام 2014 على شاشة التلفزيون الرسمي للنظام على أنه إرهابيّ ولصّ.
وكانت قوات النظام ألقت القض ليه صيف العام 2014، وحينها بث حينها التلفزيون الحكومي اعترافات “الرافع” الذي قال “شكلنا عصابة من ثمانية أشخاص واقتحمنا منازل المدنيين بصفة أمنية لسرقة الأموال والذهب”.
وحاولت “المصدر” البحث عن الشريط المصور الذي يظهر فيه القائد العسكري سامر الرافع وهو يدلي باعترافاته ولكن المركز الإخباري التابع لحكومة نظام بشار الأسد حذف الشريط.
وظهر سامر على الساحة بعد مقتل أخيه محمد الرافع الذي كان يشغل منصب القائد العسكري السابق في لواء القدس عام 2016، ليشغل “أبو جعفر” أو “العراب” هذا المنصب، وهو اللقب الذي ورثه أيضاً عن شقيقه.
أصيب الرافع عدة مرات بجروح إثر المعارك التي تشارك فيها ميليشيا لواء القدس وكان آخرها إصابته على جبهة مدينة السلمية بريف حماة الشرقي في الثاني عشر من الشهر الجاري.
وعائلة الرافع هي من العائلات التي تعود أصولها للفلسطينيين الذين لجأوا إلى سوريا، وتنحدر العائلة من مخيم النيرب الذي يعتبر المقر الرئيس والخزان البشري للميليشيات المدعومة من قبل إيران.
ميليشيات نواف البشير
خالد علي الحسن والمعروف باسم خالد المرعي هو القائد العسكري لميليشيا لواء الباقر الذي أسسه قبل أشهر نواف البشير (العائد إلى حضن الوطن) بدعم لوجستي ومالي إيراني في مدينة حلب، وينتمي القائد العسكري خالد المرعي لعشيرة البشير (البقّارة) المنتشرة في عدة مناطق في سوريا.
وفي التفاصيل التي حصلت عليها “المصدر” من مصادر خاصة، فقد تطوع المرعي في ميليشيات النظام بعد مقتل والده في حي المرجة على يد كتائب الثوار التي أعدمته بسبب تورطه بأعمال التشبيح، ليعلن خالد عن انضمامه إلى ميليشيات النظام وبعد فترة من انضمامه تم الإعلان عن تشكيل لواء الإمام الباقر في ريف حلب بدعم إيراني، ليتسلم منصب القائد العسكري للواء.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها “المصدر” فإن المرعي ينحدر من قرية بللورة التابعة لمدينة السفيرة بريف حلب الجنوبي الشرقي والتي تعتبر الخزان البشري لتجمع العديد من مقاتلي الميليشيات الشيعية التابعة لإيران بصورة مباشرة وهو عامل ونجار باطون من مواليد عام 1986.
وشغل خالد المرعي مطلع عام 2016 منصب رئيس لجنة المصالحة الوطنية في مدينة حلب إلى جانب محافظ المدينة.
ويتركز اهتمام الميليشيات الإيرانية على الشبان الذين ينحدرون من العشائر العربية التي أتت من الجزء الشرقي لسورية والذي يعتبر خزان وتموضع معظم العشائر التي تقاتل إلى جانب قوات النظام، كما أن إيران تحاول من خلال تجنيد أبناء العشائر العربية والتي يمتد تاريخها لحقبة طويلة من الزمن لتأسيس ميليشيات مسلحة تكن الولاء والانتماء لإيران والتي تسعى لإيجاد موطئ قدم لها في سوريا من خلال دعم تلك الميليشيات بالسلاح والأموال.
وخسرت تلك الميليشيات المسلحة المدعومة من قبل إيران المئات من العناصر خلال المعارك التي دارت خلال العام الماضي والجاري وخصوصا على جبهات القتال ضد تنظيم داعش بريفي حمص وحماة الشرقي، ولا تزال تلك الميليشيات تحاول جذب المزيد من الشبان والرجال من خلال ترغيبهم بالرواتب والمبالغ المالية الكبيرة، ولكن انخفضت وتيرة انضمام الشبان لتلك الميليشيات وخاصة بعد مقتل وجرح المئات منهم خلال المعارك التي دارت بين عناصر تلك الميليشيات وعناصر تنظيم داعش في مدينة تدمر بريف حمص الشرقي.
Tweet
[sociallocker] [/sociallocker]