مدينة جرابلس تحيي ذكرى تحريرها الأولى


جيرون

احتفل أهالي جرابلس، يوم أمس الخميس، بالذكرى السنوية الأولى لتحرير المدينة من تنظيم (داعش)، بعد احتلال دام عامين ونصف، قضته المدينة تحت سيطرة الرايات السوداء، وتحوّلت خلالها إلى مدينة أشباح.

أقام الأهالي، برعاية المجلس المحلي، احتفالًا خاصًا لإحياء ذكرى دخول فصائل المعارضة المشاركة في عملية (درع الفرات)، بدعم جوي ومدفعي من القوات التركية، حيث أقيم حفلٌ مسرحي من وحي المناسبة، وتزيّنت مباني المدينة وشوارعها بإعلام الثورة السورية.

بعد مرور عام على تحريرها، ما زالت المدينة تتلمس طريقها إلى الاستقرار المنشود، وتحاول النهوض من الكبوة التي خلفتها السنون العجاف في ظل سيطرة التنظيم، وما ترتب عليها من آثار سلبية مادية ومعنوية، ويرى كثير من الأهالي أنه على الرغم من تحسن الأوضاع على مختلف الأصعدة، لكن ما تزال هناك أمور عديدة، بحاجة إلى جهد جاد وعمل شاق، وبخاصة في المجالين الأمني والخدمي.

قال الناشط عدنان الحسين ابن مدينة جرابلس، في حديثه عن واقع المدينة بعد عام من التحرير، لـ (جيرون): “بعد مرور عام على سيطرة فصائل (درع الفرات)، ما تزال المدينة تعاني من أمور عدة، أهمها الفوضى الأمنية، فبالرغم من كل المحاولات لبسط نفوذ الشرطة والأمن العام التي تحظى بدعم شعبي كبير، إلا أن العقلية الفصائلية لم تتغير، وبالرغم من المطالبات والمناشدات بضرورة إخلاء المدينة من المظاهر المسلحة، إلا أن شيئًا لم يتحقق حتى الآن، فما زالت الفصائل تصر على التواجد في المدينة، وتنفذ عمليات أمنية بعيدًا عن الشرطة والأمن العام”.

وأضاف: “خدميًا، تعاني المدينة من تردي بعض الخدمات، ولا سيما تلك المتعلقة بشؤون النازحين وأماكن إقامتهم، مع العلم أن الحكومة التركية تعمل بكل طاقتها لاحتواء الوضع، إلا أن وضع المخيّمات لم يتحسن إلى المستوى المطلوب”.

بالنسبة إلى واقع المدينة الخدمي في الأيام الحالية، تحدّث محمد شيخ أحمد، نائب رئيس المجلس المحلي ومسؤول المكتب الزراعي في المدينة، لـ (جيرون): “إن المجلس المحلي يعمل على تلافي كل السلبيات التي واجهته، خلال الفترة الماضية، وبخاصة في ما يتعلق بتوفير الخدمات الأساسية على نحو دائم، وفي مقدمتها الكهرباء والماء والخبز والمواد الغذائية الأساسية، وتوفير الأمان الذي يعدّ الأساس لبناء أي استقرار، وذلك من خلال التعاون مع الشرطة والأمن العام، وتقديم الدعم اللازم لهم، والعمل مع الفصائل من أجل الالتزام بما اتفق عليه من نقل مقارّها العسكرية بعيدًا عن المدينة، وتسليم المهام الأمنية للشرطة والأمن العام فقط”.

أما في ما يخص الواقع الزراعي في المدينة وريفها، فقال شيخ أحمد: “خلال الموسم الزراعي المنصرم تم استلام محاصيل الحبوب (قمح، شعير، عدس، حمص..) من قبل مكتب الحبوب في مركز عين البيضا، ومركز حبوب الراعي، بالتعاون مع الحكومة التركية، وبأسعار مناسبة للمزارعين، وتم توزيع نحو 50 طنًا من الأسمدة مجانًا على المزارعين، وهناك كميات أخرى ستصل وسيتم توزيعها مجانًا أو بأسعار رمزية للمزارعين، كما تم رش مبيدات للحشرات المنزلية وخصوصًا في المخيمات، والريف القريب من نهر الفرات وبحيرة سد تشرين”.

على صعيد آخر، قال الطبيب عصام جمعة مسؤول المكتب الصحي في المجلس المحلي لـ (جيرون): “تم خلال العام الماضي، إنشاء مشفى يقدم خدمات معاينة وعمليات جراحية مجانية، حيث يقدم نحو ألف معاينة يوميًا، بالإضافة إلى عمليات جراحية في جميع الاختصاصات، كما تم افتتاح سبع مراكز صحية، تقدم خدمات يومية للمواطنين، ونحن الآن في إطار إعادة هيكلة لجميع المستوصفات لتقديم خدمة أفضل”.

قطاع التعليم كان هو الآخر من العلامات الفارقة التي نهض بها المجلس، خلال العام الماضي، وأكدت خولة قيس علي، وهي مسؤولة في مكتب التعليم في المجلس، افتتاحَ 105 مدارس، سبع منها مدارس إعدادية وثانوية. وقالت قيس علي لـ (جيرون): “إن المعلمين يتبعون -في الفترة الحالية- دورةً تعليمية، مدتها عشرة أيام، وبعد الدورة سيتقدمون لمسابقة من أجل التعيين في المدارس التي سيتم افتتاحها للعام الدراسي الجديد، في 17 أيلول/ سبتمبر القادم”.

محمد جادر مسؤول مكتب الخدمات الفنية تحدث بدوره لـ (جيرون)، عن أهم ما تم إنجازه خلال العام الماضي، وقال: “يعمل مكتب الخدمات على متابعة أمور النظافة في المدينة، على مدار 24 ساعة، وكذلك هناك خدمة مخصصة لنظافة الريف وتزويده بحاويات للقمامة، والأمر نفسه بالنسبة إلى المخيمات، أما الصرف الصحي فقد تم تنظيف شبكة الصرف الصحي تنظيفًا تامًا، وتم ترميم جميع الحدائق والساحات في المدينة، وقد قام المجلس بزراعة أشجار في أنحاء مختلفة من المدينة، ويعمل على الاعتناء بالقيم الجمالية والبيئية، على نحو مستمر، حسب الإمكانات”. وأضاف: “تم تجهيز الدفاع المدني بثلاث آليات جديدة، وهي جاهزة على مدار 24 ساعة، لأي حالة طوارئ”.

يذكر أن فصائل المعارضة السورية المشاركة في عملية (درع الفرات) سيطرت على المدينة الواقعة شمال شرق محافظة حلب، في 24 آب/ أغسطس الماضي، بدعم جوي ومدفعي تركي، وبعد تحريرها، استقبلت المدينة التي تُعدّ من المدن الأكثر أمنًا، نحو 150 ألف نازح، من مناطق سورية عدة. (ف. م)




المصدر