سماسرةٌ يتاجرون بمعاناة السوريين في (باب الهوى)

29 آب (أغسطس - أوت)، 2017
4 minutes

سامي الرج: المصدر

شهد معبر باب الهوى في ريف إدلب الشمالي الحدودي مع تركيا، اضطراباتٍ واشتباكاتٍ بين كبرى فصائل الشمال السوري، عقب قرار إغلاقه لعدة أيام من قبل الجانب التركي من أجل الصيانة، بحسب ما جاء في البيان الصادر عن إدارة المعبر بتاريخ (18 تموز/يوليو) الماضي.

ودارت اشتباكات بالأسلحة الثقيلة بين هيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام في القرى والمدن المحيطة بالمعبر، لتنتهي المعارك التي استمرت لمدة أسبوع بينهما، باتفاق يقضي بانسحاب حركة أحرار الشام من داخل معبر باب الهوى.

من جانبها أغلقت تركيا المعبر أمام المسافرين والحركة التجارية بين البلدين بشكل كامل، لتعود عن قرارها بإغلاقه في (26 تموز/يوليو)، وذلك بعد أن قدمت إدارة المعبر ضمانات تأكد استقلاليته مادياً وإدارياً وعدم سيطرة أي فصيل عليه.

في هذه الأثناء، فقد آلاف المدنيين ممن دخلوا الأراضي السورية في إجازة عيد الفطر السابق حقهم في العودة إلى تركيا، نظراً لقيام إدارة الهجرة والجوازات من الجانب “السوري” بمنح المغادرين الأراضي التركية، بطاقات تحدد تاريخ العودة إلى تركيا.

بعد أن فقد آلاف السوريين أدوارهم في العودة إلى تركيا بسبب الأحداث التي شهدها معبر باب الهوى، وعودة المعبر إلى العمل أمام حركة المسافرين، فُتح باب رزق جديد للسماسرة والمهربين، ممن يستغلون حاجات الناس ومعاناتهم خلف تلك الأبواب التي أغلقت أمام الناس البسطاء والفقراء، وفي المقابل لمن يستطيع أن يدفع مبالغ طائلة وبالدولار الأمريكي.

في السياق، قالت إحدى العائلات التي فقدت حقها بالعودة إلى تركيا، خلال لقائها “المصدر” للتأكد من صحة ما ورد من معلومات: “كان دورنا في العودة إلى تركيا بتاريخ 21تموز/يوليو خلال الفترة التي أغلق فيها المعبر، وبعد أن عاد المعبر للعمل ذهبنا إلى كراج معبر باب الهوى لمراجعتهم بخصوص موعد دخولنا إلى تركيا، وخلال وقوفنا أمام الباب الرئيسي المؤدي إلى داخل الكراج حيث يقوم العائدون إلى تركيا بتسليم أوراقهم لموظفين من الهجرة والجوازات، في ظل ازدحام كبير للمدنيين، التقينا بسيدة تبلغ من العمر ما يقارب الثلاثين عاما، عرضت السيدة تسهيل أمورنا في اليوم التالي مقابل الحصول على مبلغ 300 دولار أمريكي عن كل شخص يريد الدخول إلى تركيا في حال فقد دوره الرسمي أو حتى إن كان يريد الدخول قبل الموعد المحدد له”.

وأضافت العائلة: “خلال الحديث مع السيدة التي لم نتمكن من معرفة اسمها، أكدت أنها تقوم بدفع معظم المبلغ لشخص داخل المعبر، يقوم بمنحها استثناء، لنتمكن من خلاله بالدخول إلى تركيا في غير الموعد الرسمي المحدد لنا، دون تحديد اسم الشخص أو الموظف الذي تتعامل معه في المعبر”.

ويبقى ما ورد في التقرير، برسم الجهات المعنية لتقصي الحقائق وتقديم المتورطين للقضاء العادل، الذين باتوا يتقنون التجارة بمعاناة السوريين.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]