شهادة تقدير


فوزات رزق

الرفيق عمار بكداش الأمين العام للحزب الشيوعي السوري

بكامل الغبطة والسرور، تلقينا تصريحكم الهام بخصوص انتصاركم العظيم على الشعب السوري الإرهابي، والذي جاء فيه:

“إن النصر الذي تمكّنا من تحقيقه اليوم في سورية يكمن في الحيلولة دون الإطاحة بالنظام. حيث شكّل هذا الهدف جوهر برنامج الحد الأقصى الذي يتبناه أعداء سورية. ويمكن القول بثقة إن الإمبريالية وإسرائيل الصهيونية والأنظمة الرجعية في المنطقة، وخاصة تركيا؛ فشلت جميعها في تحقيق مأربها وهو إسقاط النظام”.

ولا يسعنا في هذا المجال إلا أن نتقدم لكم، أيها الرفيق المناضل، بخالص التهنئة والتبريكات لهذا الإنجاز العظيم الذي حققتموه، والذي تجلّى بالإجهاز على الشعب السوري الإرهابي، وذلك بالتعاون مع أصدقائكم التاريخيين الروس الذين خفوا لنجدتكم مسرعين. ولم يدّخروا جهدًا في تقديم يد العون والمساعدة، من خلال سلاح الطيران والأسطول البحري الذي رسا على الشواطئ السورية، حيث ساهما معًا في تحقيق أروع الانتصارات في التاريخ. ويمكننا القول، بكل ثقة كما تفضلتم، إن هذا النصر الذي أنجزه أصدقاؤكم الروس يفوق ما أنجزه القياصرة جميعًا، على مدى تاريخ روسيا الطويل، والذي تجلى في تدمير المدن السورية، وملاحقة فلول السوريين الفارّين من جحيم المعركة، والنيل منهم تقتيلًا وتشريدًا.

ولا يفوتنا في هذا المجال أن نقدم الشكر الجزيل، وجميل آيات العرفان للأشقاء الإيرانيين الذي اندفعوا، بكل حماسة وحمية دينية، ممثلين بفيلق القدس بقيادة الجنرال البطل قاسم سليماني الذي لقّن السوريين درسًا لن ينسوه على مدى تاريخهم، وعلّمهم أنه من ظهرت دولته وجبت طاعته، وأن الخروج عن سلطة الإمام منشأ الكفر والآثام، وإظهار العصيان من دلائل ضعف الإيمان، فمن أظهر عصيانه وجب إتيانه، وإن مال برأسه هكذا مال عليه السيف هكذا.

والشكر موصول للميليشيات الشيعية التي زحفت بجميع فصائلها من فيلق أبي الفضل العباس، إلى جماعة النجباء الذين احتشدوا بقضهم وقضيضهم لنجدة الحسين عليه السلام، فكان لهم الفضل في الحيلولة دون أن تُسبى زينب مرتين، مستذكرين مشهد قتل الحسين المريع، صارخين بعبارتهم الخالدة التي يرددونها دائما في مثل هذه الانتصارات: “وجلس يزيد على صدر الحسين، وقبض على لحيته، وأشهر سيفه، وطعنه اثنتي عشرة طعنة؛ يا حسيييييييين”.

وإننا إذ نقدم لكم شهادة التقدير هذه، لا يفوتنا أن ننوّه باندماجكم الكلي بهذه الانتصارات، من خلال اعتبار هذا النصر الذي حققه الروس والإيرانيون والميليشيات الباسلة التابعة لهم، إنما هو انتصار للحزب الشيوعي السوري العريق. وذلك حينما استخدمتم ضمير الجماعة المتكلم، كما جاء في تصريحكم. حتى ليتبادر إلى ذهن القارئ عندما قلتم: “النصر الذي تمكّنا من تحقيقه” أنك كنت شخصيًا خلف رشاش دوشكا، في سيارة دفع رباعي، تلاحق المجرمين السوريين من مكان إلى مكان.

ولست أدري ما ردة فعل الرفاق الشيوعيين إزاء هذا التصريح، وهل يعتبرون أنفسهم شركاء في هذا النصر المؤزر، كي نستطيع تعميم شهادات الشكر على كل من يرى في ما تحقق نصرًا شخصيًا له.

وإلى مزيد من المواقف الخائبة، كي نتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود.




المصدر