كيف يفاوض النظام و(حزب الله) (داعش) الذي يعتبرونه إرهابياً؟




زياد عدوان: المصدر

انطلقت أمس الإثنين حافلاتٌ تُقل عناصر تنظيم “داعش”، من منطقة القلمون الغربي، باتجاه البوكمال في ريف دير الزور الشرقي، تنفيذاً لاتفاقٍ أبرمه حزب الله اللبناني من التنظيم، قضى بإخراج عناصر التنظيم مقابل الكشف عن مصير جنودٍ لبنانيين كانوا وقعوا في قبضة التنظيم، وتبين بموجب الاتفاق أن التنظيم أعدمهم ودفنهم في مناطق سيطرته على الحدود السورية اللبنانية.

وتساءل الإعلامي “فيصل القاسم” في منشور على صفحته الشخصية في “فيسبوك” أمس الإثنين، “بما أن داعش تنظيم إرهابي خطير مطلوب لكل دول العالم، فلماذا عقد حزب الله اللبناني والنظام السوري مع التنظيم اتفاقاً في القلمون الغربي يسمح بموجبه لمقاتليه بالانسحاب مئات الكيلومترات إلى ريف دير الزور؟”.

وأشار “القاسم” إلى أن “قوات داعش ستكون مكشوفة على الطريق وهي تنتقل من القلمون حول دمشق إلى أقاصي شرق سوريا”، وختم منشوره قائلاً “صار اللعب على المكشوف”، في إشارة إلى أن ما كان يتغنى به النظام وميليشيا حزب الله عن ضرورة إنهاء وجود تنظيم “داعش”، وأنه يشكل خطراً كبيراً على الأمن القومي للعديد من الدول.

ولعل الاتفاق الذي شكل صدمة كبيرة لمتابعي معارك القلمون الغربي في الداخل السوري وفي منطقة عرسال اللبنانية هو صفعة قوية للنظام وميليشيا حزب الله اللذان يعتبران أن تنظيم “داعش” هو تنظيم إرهابي ويجب القضاء عليه، ولكن اتفاق القلمون الغربي جعل الصورة تبدو مغايرة تماماً للديباجة التي تعوّد عليها النظام وحزب الله الذي اعتبر خروج التنظيم من القلمون الغربي نصرا.

وخلال كلمة الأمين العام لميليشيا حزب الله “حسن نصر الله”، ذكر أن “هذا النصر في الجرود هو جزء من الانتصارات الموجودة في المنطقة”، مضيفاً “اليوم نحن أمام التحرير الثاني الذي سيسجل في تاريخ لبنان والمنطقة”، معتبراً أن خروج مقاتلي تنظيم “داعش” من جرود عرسال والقلمون الغربي هو انتصار على التنظيم، ولكن على ما يبدو فإن مصلحة النظام وميليشيا حزب الله هي بخروج مقاتلي التنظيم من المنطقة خشية أن يتم معرفة مشغليهم كما ذكر المحامي “ميشال شماس”.

وقال “شماس” في منشور على صفحته في “فيسبوك”: “المنطق يقول إنه كان يجب على قوات حزب الله والنظام السوري استغلال فرصة الحصار المحكم على إرهابيي داعش لإرغامهم على الاستسلام أو الموت وفضح ارتباطهم، على قولة إياد الجعفري، بمشغليهم في الخليج وتركيا وأمريكا، لاسيما وأن المنطقة جرداء وخالية من السكان”.

وأردف “شماس” قائلاً: “لكن أن يُسمح لهم بالخروج سالمين وتأمين الطريق أمامهم للوصول إلى مناطق سكنية في دير الزور، يؤكد صحة الأنباء التي كانت تتردد بين الفينة والأخرى عن علاقة هؤلاء الإرهابيين بمشغليهم في محور المقاومة والممانعة”، في إشارة منه للنظام وميليشيا حزب الله.
وأشار “شماس” إلى أن مشغلي “داعش” قرروا “إنهاء مهمتهم في جبال القلمون بعد أن أنجزوها على أكمل وجه، ليبدؤوا مهمة جديدة، ولكن هذه المرة في مناطق مأهولة بالسكان”.

وبين ما نشره “شماس” وما نشره “القاسم” على صفحتهما، يؤكد على أن النظام وميليشيا حزب الله قد سعيا منذ إطلاق معركة جرود عرسال والقلمون الغربي للتوصل لاتفاق مع تنظيم “داعش” لحفظ ماء وجههما، وتفادياً للخسائر التي كان من الممكن أن يدفعها الطرفان، وخاصة أن التنظيم يعتمد على السيارات المفخخة في معظم معاركه، ولكن ليس كما يظن النظام وميليشيا حزب الله أن اتفاق إخراج مقاتلي التنظيم إلى البوكمال نصراً، وإنما هو صفعة قوية لم يدركوا معناها إلا بعد مغادرة عناصر التنظيم، وكيف لهم أن يتفاوضوا مع التنظيم الذي يعتبره الجميع تنظيماً إرهابياً يجب القضاء عليه.




المصدر