لماذا دخلت الشرطة العسكرية الروسية إلى (تل رفعت)؟

29 آب (أغسطس - أوت)، 2017
5 minutes

سامية لاوند: المصدر

دخلت قواتٌ من الجيش والشرطة العسكرية الروسية صباح اليوم الإثنين (28 آب/أغسطس) إلى مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي، الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، تنفيذاً لاتفاق مناطق “خفض التوتر” في سوريا.

وتم إلى الآن إنشاء ثلاث مناطق “خفض التوتر”، في الغوطة الشرقية بريف دمشق، وفي شمال مدينة حمص، وجنوب غرب سوريا التي تضم أجزاء من درعا والقنيطرة، وبذلك تكون تل رفعت المنطقة الرابعة.

وتعليقاً على هذا الموضوع، قال الكاتب والسياسي “ريزان حدو”، إن ذلك يأتي “في إطار الجهود الروسية الرامية إلى حل الأزمة السورية، وعملاً بخطة توسيع مناطق خفض التصعيد كمرحلة أولى، والعمل على تعزيزها بإجراءات ووثائق قانونية كمرحلة ثانية”.

وأضاف “حدو” في معرض حديثه لـ (المصدر): “انطلاقا مما تقدم يمكننا قراءة وصول رتل من القوات الروسية إلى مدينة تل رفعت في ريف حلب الشمالي التي تشهد اشتباكات بين الجيش التركي وكتائب درع الفرات من جهة، وقوات سوريا الديمقراطية من جهة أخرى، حيث تعرضت تل رفعت خلال الفترة الماضية لقصف مدفعي تركي عنيف”.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد أعرب الجمعة الفائت عن أمله بتثبيت الاتفاقات حول إقامة منطقة رابعة لخفض التوتر في إدلب، وبموجب الاتفاقات سيتم نشر الشرطة العسكرية الروسية في حدود تلك المناطق ليتم مراقبة الوضع فيها.

وأوضح الكاتب والسياسي “حدو” أن “القوات الروسية كانت قد انتشرت سابقاً في عدة نقاط في ريف حلب الشمالي وعفرين، إضافة لإنشاء مركز رئيسي لها في قرية كفرجنة بعفرين”.

وبحسب مصادر إعلامية فإن الرتل الروسي خرج من قرية كفرجنة وتوجه إلى بلدة أحرص، ومن ثم إلى مدينة تل رفعت ومطار منغ العسكري وجبهة عين دقنة، ليعود بعد ذلك إلى قاعدته العسكرية التي تعتبر الأكبر في الشمال السوري، في بلدة كفر جنة بريف مدينة عفرين.

وأشار “حدو” إلى أن “القوات الروسية لديها عدة نقاط في عفرين وريف حلب، أما كفرجنة فهو المركز الرئيسي، كما أن روسيا تسعى لتوسيع مناطق خفض التصعيد كما أسلفت، ويجري الآن الحديث عن إدلب، وكي تكون الظروف ملائمة لضم إدلب إلى مناطق خفض التصعيد لا بد أن تكون المناطق المجاورة لإدلب مستقرة وهادئة؛ لذلك الروسي حريص على نجاح خطته (مناطق خفض التصعيد)، وسيعمل على تثبيت تلك الاتفاقيات بشكل قانوني عبر مؤتمر الآستانة القادم”.

وتمكنت قوات سوريا الديمقراطية من السيطرة على مدينة تل رفعت في أواسط فبراير شباط 2016 في معركة شرسة ضد (جبهة النصرة، والجبهة الشامية، وكتائب الصفوة) وعدة فصائل أخرى، وشارك وقتها سلاح الجو الروسي في المعركة عبر تقديم الإسناد (الغطاء الجوي) لقوات سورية الديمقراطية.

وأكد “أحمد محمود السلطان” المكنى بـ “أبو عراج” نائب القائد العام لقوات (جيش الثوار) العامل في ريف حلب الشمالي، أن “القوات الروسية دخلت محيط تل رفعت وأغلب مناطق التماس بين قوات سوريا الديمقراطية وقوات درع الفرات”. مشيراً إلى أن “هذا كله اتفاق تركي إيراني روسي بالضغط من قبل الحكومة التركية على قوات سوريا الديمقراطية لتقبل بدخول الشرطة العسكرية الروسية”.

وأضاف “أبو عراج” في تصريح لـ (المصدر) بأنه “تم الاتفاق بين قوات حماية الشعب والشرطة العسكرية الروسية أن تكون في خطوط التماس بين قوات سوريا الديمقراطية وبين نفوذ درع الفرات، لتوقف الحكومة التركية القصف على مناطق الشهباء وأطراف عفرين”.

وجرت في وقت سابق مفاوضات بائت بالفشل بين قوات التحالف الدولي و”لواء المعتصم” التابع للجيش السوري الحر، إذ كان من بين أهم بنودها تسليم المدينة و15 قرية في محيطها إلى الأخير، وانسحاب الوحدات الكردية إلى مدينة عفرين والقرى التي تقع إلى الغرب من الأوتوستراد الدولي.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]