مدنيو الرقّة بين الحصار ومخيّمات الموت
29 آب (أغسطس - أوت)، 2017
بينما لا تتوقّف الآلة العسكرية في الرقّة، جراء المعارك بين تنظيم الدولة “داعش” و”قوات سوريا الديمقراطية” المدعومة بغطاء جوي من طائرات التحالف الدولي، يزداد وضع المدنيين سوءاً، حيث كانوا الخاسر الأكبر من هذا الصراع داخل مدينتهم.
بدأت معركة الرقّة في مطلع حزيران الفائت، بعد إعلان “قسد” هجومها على التنظيم داخل المدينة، وبدأت معها معاناة المدنيين، الذي يُقسمون إلى جزء ما زال محاصراً داخل الأحياء التي يسيطر عليها التنظيم في الرقّة، وجزءٍ آخر تمكّن من الهروب وانتقل إلى “مخيّمات الموت”.
تُشير الأرقام التي حصلت عليها “صدى الشام” من ناشط في مجال الإغاثة في ريف الرقّة، إلى أن ما لا يقل عن 25 مدنياً ما زالوا محاصرين داخل المدينة، وأنهم يعيشون أوضاعاً مأساوية بينما تستمر المعارك.
ولخّص الناشط هذه المعاناة، بوجود أعداد كبيرة من الجرحى، دون أية خدمات صحّية، بسبب تدمير المستشفيات في المدينة قائلاً: “إن معظم مشافي المدينة تدمّرت جراء قصف غارات التحالف وثمّة مشافٍ ميدانية تابعة لتنظيم الدولة داعش غير أنَّ التنظيم خصّص هذه المشافي لمعالجة جرحاه”.
ويُشير الناشط ذاته بناءً على مقابلاته مع مدنيين قام بمساعدتهم سابقاً، إلى أن التنظيم فخّخ معظم الأحياء التي يُسيطر عليها ومداخل الشوارع، في محاولةٍ منه لمنع المدنيين من الهروب خارج مناطقه، حيث يستخدم التنظيم هؤلاء المدنيين كدروع بشرية لاستغلالهم في معاركه الميدانية وتحقيق أي نصر سياسي بحجّة المدنيين.
أما من تمكّنوا من النجاة، فهم المدنيون الذي هربوا من الأحياء الواقعة تحت سيطرة التنظيم عقب انسحابه منها بعد المعارك مع قسد.
وقبل أيام دعت الأمم المتحدة الخميس إلى هدنة إنسانية للسماح لنحو 20 ألف مدني محاصرين بالرقة بالخروج منها.
وقال يان إيغلاند مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سورية للصحافيين في جنيف “يتعين عدم مهاجمة المراكب في نهر الفرات، يجب عدم المغامرة بتعريض الفارين لغارات جوية لدى خروجهم”.
وأضاف أن “الوقت الحالي هو وقت التفكير فيما هو ممكن، هدنات أو أشياء أخرى يمكن أن تسهل هروب المدنيين، ونحن نعلم أن مقاتلي داعش يبذلون قصارى جهدهم لإبقائهم في المكان”.
وقال رمزي عز الدين رمزي نائب مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا إن المنظمة الدولية ما زالت تقيّم نتائج محادثات عقدت هذا الأسبوع في الرياض بين ثلاث جماعات معارضة سورّية أخفقت في أن تتحد.
وعلى الرغم من أن المدنيين الذين تمكّنوا من الهروب خارج الرقّة نجوا من المعارك، إلّا أن حالهم لم يكن أحسن، إذ إن معظم المدنيين نزحوا في ظروف إنسانية سيئة، وعُوملوا بطرق غير إنسانية من قبل ميليشا “قوات سوريا الديمقراطية” التي احتجزت النازحين ووضعتهم في مخيّمات لا تحتوي على أدنى شروط الحياة، وبحسب مصادر “العربي الجديد” فإن المخيّمات تعاني من نقص كبير في المساعدات ومعاملة قاسية من قبل قسد.
وكان ناشطون قد أطلقوا حملة “مخيّمات الموت” بهدف التسليط على الوضع السيء للنازخين من الرقّة ودير الزور والظروف السيئة التي يعيشون فيها.
[ad_1] [ad_2] [sociallocker]
[/sociallocker]