4700 مريض يستفيدون من خدمات “جمعية الأمل لمكافحة السرطان”
29 آب (أغسطس - أوت)، 2017
كثيرة هي الوجوه المتعبة المتعلقة بأحلام الشفاء، تلك التي صادفها رئيس “جمعية الأمل لمكافحة السرطان” عبد الرحمن زينو، وكثيرة أيضاً هي القصص والتجارب التي خبرها على اختلاف خواتيمها سعيدة أم حزينة.
لم يكن زينو يتوقع أن تكبر الفكرة الصغيرة التي تمثلت بتأسيس “فريق الأمل” لتتحول فيما بعد إلى جمعية وحيدة تهتم بمعالجة مرض السرطان عند السوريين الموجودين في المناطق السورية المحررة وفي تركيا والسعودية أيضاً.
البداية
في العام 2005 أسس زينو جمعية في سوريا لمكافحة أمراض السرطان، مستنداً إلى اكتشافه غير المسبوق في مجال علاج السرطان بالأعشاب، ومنها بدأت الحكاية التي تشعبت فيما بعد.
يقول زينو “خلال الثورة انتقلت الجمعية للعمل في تركيا، وذلك بعد أن لاحظت المرارة والجهد التي يتعرض لها المرضى السوريون في المشافي التركية، نتيجة عدم معرفتهم باللغة، وعدم توفر السكن”.
بعد ذلك أسس زينو المركز الرئيسي للجمعية في مدينة غازي عنتاب، ومن ثم في مدينة أضنة، وإسطنبول، وأنطاكيا، بموازاة افتتاح مراكز في الشمال السوري في حلب وإدلب.
كما تشرف الجمعية على علاج مرضى السرطان السوريين في المملكة العربية السعودية، عن طريق مركزها هناك، الذي تم افتتاحه بالتعاون مع جمعية سعودية مهتمة بعلاج أمراض السرطان.
في الداخل
تستقبل مراكز الجمعية المجهزة ببعض المعدات الطبية الأشخاص الراغبين بالكشف عن أمراض السرطان في الداخل السوري.
وتقدم الجمعية خدماتها مجاناً للمرضى، إلى جانب تنظيمها لندوات أسبوعية في غالبية المناطق المحررة للتعريف بأهمية الكشف المبكر عن أمراض السرطان (الثدي والمبيض والقولون والبروستات) وغيرها من الأمراض الأخرى المستعصية، مثل أمراض الدم.
وتهتم كذلك بتقديم الدعم النفسي لمرضى السرطان، عن طريق فريق في الداخل مؤلف من نحو 25 عامل وعاملة.
وبالإضافة إلى ذلك، تنظم الجمعية فعاليات احتفالية الهدف منها تحسين الوضع النفسي للمريض ولعائلته، عبر تنظيم حفلات في المناسبات والأعياد.
والأهم من ذلك كله، تقوم الجمعية بالتنسيق مع معبري باب الهوى، وباب السلامة، لتسهيل دخول إجراءات المرضى إلى تركيا لتلقي العلاج، بسبب عدم توفر مراكز في كل المناطق المحررة، ليبدأ من بعد ذلك فصل جديد.
في تركيا
تؤمن الجمعية للمرضى السكن والطعام وخدمات الترجمة عن طريق شبكة من المترجمين التابعين للجمعية في المشافي طيلة فترة تلقي المريض للعلاج مجاناً.
ويشير زينو إلى أن علاج السرطان يحتاج إلى مدة زمنية طويلة، مبيناً أن”المريض ومرافقه بحاجة في هذه المدة إلى مكان للإقامة فضلاً عن الطعام والشراب وغيرها من الأمور اللازمة، التي تتطلب مبالغ مالية كبيرة، قد لا تكون بمقدور غالبية المرضى”.
ويضيف، “لذلك أقمنا مراكز للسكن في المدن التركية حيث نتواجد في الأربعة مدن تركية، ونقدم المستطاع في هذه المراكز للمرضى، بينما يتولى المترجمون متابعة شؤون المرضى وحجز مواعيد جلسات العلاج في المشافي الحكومية”.
ويلفت كذلك إلى أن الجمعية تقوم بتأمين بعض الأدوية عن طريق المنظمات الدولية المتخصصة، باستثناء الأدوية مرتفعة الثمن.
ويوضح بهذا الصدد أنه “في بعض الأحيان يصل ثمن الجرعة العلاجية الواحدة إلى 10 آلاف دولار أمريكي، وهذه يحتاجها المريض في آخر مراحل علاجه، وغالباً ما يتم التعامل مع هذا النوع من الحالات باللجوء إلى المنظمات الدولية التي تقوم بنقل المريض إلى المشافي الأوروبية لمتابعة علاجه هناك، لأنه حتى المشافي التركية لا تدعم هذه النفقات”.
وينوه هنا إلى مساعدة الجمعية للمرضى بالتواصل مع المنظمات التي يتم عن طريقها تأمين السفر العلاجي إلى البلدان الأوروبية.
مركز عينتاب
قبل عام قصد عمر الأبرش، برفقة زوجته فلك قلعجي التي تعاني من ورم سرطاني في الكلية مركز “جمعية الأمل”.
يقول الأبرش “بعد دخولنا الأراضي التركية للعلاج تكبدنا نفقات كبيرة، وأمضينا نحو نصف عام في مدينة أنطاكيا، قبل أن يخبرنا المشفى هناك بأن علاجنا في عنتاب، وقبل أن نهتدي إلى هذه الجمعية، ومن وقتها ونحن هنا”.
ويضيف لـ “صدى الشام”، “في هذه الفترة أجرت زوجتي عملية جراحية تم خلالها استئصال إحدى كليتيها، وهي الآن تتابع العلاج الكيميائي، ونحن على وشك الانتهاء من مراحل العلاج الطويل”.
ويحرص الأبرش على توجيه الشكر لكل القائمين على الجمعية، مختتماً بقوله “يكفي أنهم يقدمون السكن المجاني والترجمة والطعام، عدا عن متابعة العلاج والإشراف على تناول الأدوية، وهو جهد يشكرون عليه”.
إحصائيات
وبحسب زينو، فقد وصل عدد المستفيدين من خدمات الجمعية في تركيا منذ تواجدها إلى ما يقارب الـ4700 مريض.
أما عن عدد المقيمين في المراكز حالياً، أكد رئيس الجمعية أن مركز أنطاكيا يستقبل حوالي 30 مريضاً، بينما يستقبل مركز عنتاب نصف العدد السابق، ومثله في مركز أضنة، في حين يتواجد في مركز إسطنبول بضعة مرضى بشكل يومي.
ولدى سؤال زينو عن الجهة الداعمة للجمعية قال: “تؤمّن الحكومة التركية نفقات العلاج وكذلك قسم كبير من الأدوية، بينما نؤمن الرواتب لأعضاء الفريق والنفقات الأخرى عن طريق المساعدات من جهات عربية خيرية”.
ويختتم رئيس الجمعية حديثه لـ”صدى الشام”، متمنياً الشفاء لكل المرضى، داعياً المنظمات والجمعيات أن تهتم بمساعدة مرضى السرطان، على أمل أن يساهم ذلك بتخفيف الضغط على الجمعية التي يديرها.
[sociallocker] [/sociallocker]