(اللواء 52) شاهدٌ على مسيرة الناشط (أسامة الزعبي)

30 آب (أغسطس - أوت)، 2017
4 minutes

مضر الزعبي: المصدر

ست سنواتٍ ونصف السنة هي عمر (أسامة الزعبي) في الثورة السورية، وقد كان لمدخل قيادة (اللواء 52) شرق درعا النصيب الأكبر من ذكريات أسامة في الثورة، ففي هذا المكان اعتُقل للمرة الأولى، وفيه أيضاً أصيب، كما أنه كان الشاهد الأول على تحريره، وقد فارق الحياة الأسبوع المنصرم فيه بتفجير عبوةٍ ناسفة.

الاعتقال الأول

مطلع شهر نيسان/أبريل من العام 2011 اعتُقل أسامة للمرة الأولى على مدخل (اللواء 52)، وكان أول المعتقلين من أبناء بلدته (المليحة الشرقية) شرق درعا، فقد كان اعتقاله على إثر مشاركته بالحراك الثوري وتغطيته إعلاميا.

استمر اعتقاله لـ 15 يوماً تنقل فيها بين أفرع الأمن العسكري في درعا ودمشق والسويداء، قبل أن يُطلَق سراحه بعد إجباره على توقيع تعهد خطي بعدم المشاركة في الحراك الثوري.

الإصابة الأولى

شنّت كائب الثوار مطلع شهر أيار/مايو من العام 2013 هجوماً على مقر قيادة (اللواء 52)، وانتقل أسامة وقتها لتغطية المعارك هناك، بعد سيطرة كتائب الثوار على معظم الريف الشرقي من درعا.

لم تتمكن كتائب الثوار من تحرير اللواء بعد 20 يوماً من المحاولات المستمرة، وفي اليوم الأخير من المعارك انسحبت معظم مجموعات الثوار من محيط اللواء، إلا أن أسامة قرر البقاء مع مجموعة لا تتجاوز الـ 70 مقاتلاً بالمقربة من المدخل الرئيسي لقيادة اللواء، وأصيب يومها، وقُتل ستة من الثوار.

التحرير

كان لـ (اللواء 52) ذكريات سيئة مع أسامة، فعلى مدخله اعتُقل للمرة الأولى، وأُصيب للمرة الأولى، كما أن استهداف اللواء لبلدته والتي تبعد مسافة 4 كم عنه تسبب بنزوح أسرته من منزلهم لسنتين.

منتصف العام 2016 قررت كتائب الثوار شرق درعا شن هجوم على مقر قيادة اللواء، وكان أسامة مسؤول التنسيق الإعلامي للعملية، وتمكنت كتائب الثوار من السيطرة على كامل اللواء بعد أقل من 24 ساعة على إعلان المعركة.

أسامة كان أول الداخلين للواء، فأي فرحة تعادل فرحة إزالة القطعة العسكرية التي تسببت له ولأسرته ومجتمعه بألم استمر لخمس سنوات، فلم يعد يخاف من الاعتقال إذا مر من أمام مقر قيادة اللواء. إزالة اللواء كانت تعني له عودة أسرته إلى منزلهم.

الرحلة الأخيرة

كان يعتقد أسامة أن عملية تحرير اللواء ستكون كفيلة بإنهاء كابوس (اللواء 52)، ولكن قوات النظام وعلى الرغم من خروجها منتصف العام 2016 مهزومة من كبرى القطع العسكرية التابعة لها شرق، استمرت باتباع سياسة الاغتيالات عن بعد.

وزرعت قوات النظام خلال العام الجاري أكثر من 140 عبوة ناسفة بالمقربة من مدخل قيادة اللواء على طريق رخم ـ الكرك شرق درعا، وانفجر منها أكثر من 30 عبوة أدت إلى مقتل أكثر من 38 شخصا.

العملية الأخيرة كانت يوم الإثنين 21 آب/أغسطس الجاري، تم فيها استهداف سيارة الناشط (أسامة الزعبي) ما أدى إلى مقتله مع شقيقه وابن شقيقه، ليكون مدخل (اللواء 52) شاهداً على مسيرة الناشط الإعلامي (أسامة الزعبي).

[youtube https://www.youtube.com/watch?v=d5PT_H8rZc0?feature=oembed&w=500&h=281]

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]