تجمع (ربيع ثورة) العامل جنوب دمشق بين الواقع والطموح




محمد كساح: المصدر

بداية العام 2014 اجتمع ثلةٌ من الناشطين الثوريين في جنوب دمشق، بهدف توحيد الجهود ضمن مشروعٍ ثوريٍ جامع، حينها تم التوافق على إنشاء تجمع (ربيع ثورة) الذي يحمل الصفة الثورية المتمثلة بأهداف الثورة وعلى رأسها إسقاط نظام بشار الأسد وبناء دولةٍ وطنيةٍ لجميع السوريين، فما هو (ربيع ثورة)، وما دوره في صبغ الواقع السياسي جنوب العاصمة بطابع الثورة التي يحمل اسمها؟

يتحدث السيد “غياث محمد” المدير السابق للتجمع عن البدايات الأولى للتجمع في تصريح لـ (المصدر) قائلا: “كان إطلاق التجمع من خلال تظاهرة احتفالية بمناسبة الذكرى الثالثة لانطلاق الثورة، ألقى فيها أحد أعضاء التجمع بيان الإعلان عن التجمع”.

ويعرّف “محمد” تجمع (ربيع ثورة) بأنه “كيان ثوري سوري يُعنى بقضايا الثورة عامة، السياسية والاجتماعية والإعلامية وغيرها، ويهدف إلى تنظيم العمل الثوري السلمي في جنوب دمشق، والسعي لاستعادة الحاضنة الشعبية للثورة، عبر تكريس الأهداف والقيم التي رفعتها الثورة على أرض الواقع، بالإضافة إلى نشر الوعي وتمكين المجتمع من إدراك حقوقه المدنية والسياسية التي هضمها نظام الأسد خلال 40 عاماً”.

* الهيكلية العامة

يتكون تجمع (ربيع ثورة) من مجلس الإدارة الذي يقوم بالإشراف على عمل أعضاء التجمع وعلى النشاطات الثورية التي يقوم بها.

والمكتب الإعلامي، وتنحصر مهمته في تغطية أحداث جنوب دمشق خصوصاً والثورة السورية عموماً، من خلال تغطية إعلامية متنوعة، كما يضم المكتب أيضاً فريق الحراك السلمي ودوره تنظيم الفعاليات والنشاطات السلمية من مظاهرات واعتصامات ووقفات وغيرها، بالإضافة إلى فريق “الغرافيتي” ومهمته رسم لوحات “غرافيتي” تُعنى بقضايا الثورة السورية على جدران المنطقة، كما يصدر المكتب الإعلامي مجلة ورقية أسبوعية توزع في بلدات جنوب دمشق.

ومن مكونات تجمع (ربيع ثورة) أيضا المكتب السياسي الذي يقدّم قراءة سياسية لأحداث الثورة السورية والتعاطي معها على أرض الواقع، من خلال تفعيل دور اللقاءات الحوارية، وتنظيم النشاطات السلمية بالتنسيق مع فريق الحراك السلمي في المكتب الإعلامي، وإحياء المناسبات الثورية، بالإضافة إلى بناء علاقات إيجابية مع قوى الثورة العسكرية والمدنية في المنطقة.

* هل يعتبر التجمع الوحيد جنوب العاصمة؟

يجيب السيد “غياث محمد” المدير السابق للتجمع بالقول: “تجمع ربيع ثورة ليس الوحيد في المنطقة، هناك تجمعات وكيانات أخرى بالطبع، ولكن تختلف طبيعتها عن طبيعة ربيع ثورة، كونه يضم النواة التنظيمية الأولى والأقدم في تاريخ الثورة (التنسيقيات) والتي كان لها الدور الأكبر في تنسيق الحراك السلمي منذ البداية”.

وبحسب “محمد” تتنوع أعمال تجمع ربيع ثورة بين التغطية الإعلامية وتنظيم التظاهرات السلمية والوقفات والاعتصامات الاحتجاجية، وفعاليات إحياء الذكرى السنوية للثورة، وإقامة اللقاءات الحوارية بالتعاون مع فعاليات أخرى في المنطقة، وإقامة معرض صور، والتوجه إلى أطفال المنطقة في الأعياد، عبر فعاليات ترفيهية بهدف التخفيف من وطأة الحصار وظروف الحرب.

وبالنسبة للتغطيات الإعلامية، تعتبر ذات مضمون عال وثري لاسيما وأن أحد أفلام التجمع “حب تحت الحصار” حائزة على جائزة “سمير قصير”. كما بلغت مجلة ربيع ثورة العدد 85. بينما نفذ فريق “الغرافيتي” عشرات الرسومات الجدارية في بلدات المنطقة.

* بلدٌ ممزق

الحديث عن مستقبل سوريا والمنطقة يعتبر أهم الركائز التي حاولت (المصدر) استخلاصها من أدبيات التجمع وأفكاره الرئيسية.

وفي هذا الصدد قال المدير السابق للتجمع: “نحن ننظر إلى مستقبل سوريا نظرة قلق وخوف على مصير البلد الممزّق بفعل الصراع الدولي، والمساعي الدولية والإقليمية إلى مزيد من المكاسب على حساب الشعب السوري، مع توغل نظام الأسد في محاولاته لإفناء السوريين ومحاولة إخراج الثورة من المعادلة تماماً على حساب تعزيز ما يسمى (الحرب على الإرهاب)”.

وتابع قائلاً “من هنا نرى أنه لا حل في سوريا إلا بالتخلص من أصل وجذر المشكلة وهو نظام بشار الأسد بما يحتويه من رؤساء المؤسستين العسكرية والأمنية، والسعي إلى محاكمتهم على أنهم مجرمو حرب، ومن ثم العمل على بناء الدولة الوطنية الحديثة، دولة المواطنة والحقوق، دولة المؤسسات التي تحقق أهداف الثورة السورية في الحرية والكرامة والديمقراطية”.

* مشكلاتٌ قائمة

موضوع الدعم شكل العائق الأكبر في الاجتماعات الأولى لتأسيس التجمع بداية عام 2014، وانطلق فريق العمل اعتماداً على إمكانياته الذاتية، وطبيعة العمل التطوعي، لكن بعد مضي أكثر من سنة تمكن التجمع من الحصول على دعم محدود ومؤقت، يوفّر الحد الأدنى من المستلزمات الضرورية، كفاتورة الانترنت والمصروف الحياتي اليومي، إضافة إلى منحة بسيطة لبعض العاملين فقط ضمن المكتب الإعلامي.

“في الحقيقة لا تزال مشكلة تأمين التمويل والدعم قائمة، ما يعيق أي إمكانية لتطوير العمل وتوسعته خاصة مع وجود شركاء في المنطقة نلتقي معهم في الكثير من المشاريع”، بحسب “غياث محمد”.

“أما عن النشاطات والفعاليات فنغطّيها من الإمكانيات المتوفرة في التجمع إن تطلّب الأمر ذلك، فهذه النشاطات فعلياً لا تحتاج إلى الكثير من الإمكانيات المادية، وإنما إلى الإرادة والرغبة والعمل الجدي على أرض الواقع، أما ما يكون المال أساساً فيه، فهو المعدات والأدوات المطلوبة في العمل الإعلامي كمكنات التصوير لطباعة المجلّة، وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والكاميرات وملحقاتها، وهذه لم نتمكّن إلى الآن من تأمين الحد الأدنى منها، ونعتمد على العدّة الشخصية للإعلاميين العاملين في التجمع”، والحديث للمدير السابق لتجمع (ربيع ثورة) السيد “غياث محمد”.




المصدر