السوريون يحتفلون بعيد الأضحى في ظل اتفاق تخفيف التصعيد (فيديو)


إيمان حسن

سمارت - سوريا

شهدت عدة مدن وبلدات في عدد من المحافظات السورية أجواء عيد الأضحى، من زيارة القبور وذبح للأضاحي، وزيارات متبادلة بين الأهالي، في ظل اتفاق تخفيف التصعيد، رغم بعض الخروقات، وبعد مضي ما يقارب سبع سنوات من عمر الثورة والحرب في سوريا.

في حمص، حضر أهالي مدينة الرستن (20 كم شمال حمص) وسط المدينة، عقب صلاة العيد، في أول أيام عيد الأضحى فعالية لـ"فرقة شعبية" (رقص شعبي)، قامت بترديد الهتافات وإرسال المعايدات والأهازيج الحمصية، وحيّت مناطق الريف الشمالي وسوريا عامة.

كذلك زار الأهالي المقابر، وخرج الأطفال للعب وشراء مأكولات العيد والحلويات، مع قلة حركة الأهالي بسبب تردي الأوضاع المادية، وارتفاع الأسعار، بالرغم من الهدوء النسبي الذي تعيشه المنطقة.

وقال أحد سكان مدينة الرستن، ويلقب نفسه بـ"نبيل"، إنه رغم سوء حال الأهالي والحصار الذي تعيشه المدينة، إلا أن الظهور بمظهر لائق يعتبر واجب في العيد.

وأضاف مؤيد بكور من منطقة الحولة، حال أهالي منطقة الحولة "يكاد لا يخلو بيت فيها من شهيد"، وذلك بعد زيارته المقبرة صباحا.

في إدلب، زار الأهالي في مدينة بنش (7 كم شمال شرق إدلب) المقابر بعد صلاة العيد، وذبحوا الأضاحي، بينما لعب الأطفال بالأراجيح في ساحات خصصت لهم خلال أيام العيد.

وقال عمر حاج قدور أحد سكان مدينة بنش إن المدينة تشهد هدوءا، أجواء العيد أفضل من قبل بسبب وقف إطلاق النار.

بدوره، قال مرهف سلات "لا يخلو منزل من الغصات، ففي كل بيت شهيد وجريح ومصيبة".

وفي مدينتي معرة النعمان وكفرنبل، ذبحت جمعية الوفاء 170 خروفا وبَقَرتيْن لتوزيعهم على العائلات.

وقال مدير مكتب الجمعية، محمد تعتاع، في حديث مع "سمارت"، إنهم سيوزعون 2500 حصة، وذلك تبرع من فاعلي الخير من قبل بعض المنظمات الخارجية، حيث يبلغ سعر الخروف 70 ألف ليرة سورية، لافتا أن التوزيع مستمر حتى يوم الاثنين القادم، مستهدفين العائلات الفقيرة وعائلات الشهداء والمعتقلين.

في حلب المجاورة، عاشت مدينة الباب في ريف حلب، شمالي سوريا، أجواء عيد الأضحى للمرة الأولى بعد خروج "تنظيم الدولة الإسلامية" منها.

وشهدت أسواق مدينة الباب قبيل العيد إقبالا كبيرا وتوفر في البضائع مع انتشار قوى الأمن والشرطة في المدينة.

وقال أحد أبناء المدينة إن الحياة بدأت للعودة بشكل حقيقي للمدينة وأن أجواء العيد والفرح تثبت ذلك.
كانت مدينة الباب شهدت عودة كبيرة للأهالي بعد خروج تنظيم "الدولة"، وسيطرة فصائل الجيش السوري الحر على المدينة، يوم 23 شباط 2017، وإعادة بنائها.

وفي ريف دمشق، خرجت عقب صلاة العيد، مظاهرة في مدينة دوما في الغوطة الشرقية، مؤلفة من 250 شخصا، طالبوا بإطلاق سراح المعتقلين، وإسقاط النظام، حيث رافقتهم فرقة "رقص شعبية" (عراضة شامية)، وخيول جابت شوارع المدينة، وصولا إلى خيمة اجتمع فيها الأهالي و شخصيات من المجالس المحلية ومديرية المنطقة وفعاليات شعبية، معايدين بعضهم البعض.

وقال أحد سكان المدينة، ويلقب نفسه بـ"أبو زياد"، في حديث مع "سمارت"، نريد المعتقلين القابعين في سجون النظام، أهلنا وإخوتنا، ليكون عيدنا عيدين بخروجهم، ليلتقوا بنسائهم وأطفالهم.

وجرح مدنيون، بينهم طفل وامرأة، في وقت سابق ، الجمعة، صباح أول أيام عيد الأضحى، جراء قصف بالرشاشات الثقيلة لقوات النظام، على بلدة كفربطنا (16 كم شرق العاصمة دمشق).

وكانت وزارة الدفاع الروسية قالت، في وقت سابق ، إن قيادة قواتها في سوريا، حددت بوساطة مصرية،آلية اتفاق "تخفيف التصعيد" في الغوطة الشرقية.

أما في القنيطرة، ذبح فريق حملة "مع الشام حتى النصر" 30 خروفا، قسموا إلى 400 حصة، كل حصة عبارة عن كيلو ونصف من اللحمة، ووزعت على 400 عائلة في مخيمات اللجوء في القنيطرة.

وكان فتح طريقا أم باطنة وجباتا الخشب - خان أرنبة، بمحافظة القنيطرة، جنوبي سوريا، خلال أيام عيد الأضحى، لتبادل الزيارة بين المدنيين في المناطق الخاضعة للنظام والمسيطر عليها من قبل الجيش السوري الحر والكتائب الإسلامية، فيما أعلنت "الجبهة الجنوبية" التابعة للجيش السوري الحر، الخميس، المناطق التي تنتشر فيها تشكيلات "تحالف الجنوب"، مناطق عسكرية مغلقة، وعدم السماح بفتح ممرات للعبور إلى مناطق سيطرة النظام.

وفي الحسكة، حضر أهالي مدينة الدرباسية صلاة العيد في جامع الدرباسية الكبير وحضروا خطبة الإمام.

وقال إمام الجامع، والذي يلقب نفسه بـ" الملا صلاح"، في تصريح لـ"سمارت"، إن العيد ليس كغيره من الأعياد السابقة، فليس في هذه المحنة سوى تنفيذ لسنة النبي محمد، فهو مفرغ من السرور والفرح، ولم يبق منه إلا الطاعات، مضيفا، أن بعض المسلمين تمسكوا بزيارة المقابر في نهار العيد التي تذكر بالآخر.

كذلك عملت النساء على توزيع سكاكر العيد على الأطفال، وزيارة القبور أيضا مع الرجال فيما قام بعض الأهالي بذبح الأضاحي.

ويأتي هذا العيد بظل اتفاقوقف إطلاق نار، الذي توصلتا إليه روسيا وأمريكا في محافظات درعا والقنيطرة والسويداء ليشمل لاحقا غوطة دمشق الشرقية ومحافظة حمص، إلا أن قوات النظام السوري بدأت بخرقهبعد ساعات.




المصدر