أهالي جوبر بدمشق يحتفلون بالعيد رغم الدمار




بفرح يشوبه الحزن والألم استقبل أهالي حي جوبر الدمشقي عيد الأضحى المبارك صباح اليوم الجمعة مهنئين بعضهم البعض وآملين بأن يحمل لهم هذا العيد سلاما طال انتظاره.
ولأن الحرب طويلة الأمد والتي يستمر النظام السوري بشنها على المناطق الخارجة عن سيطرته لم تترك حجرا على حجر في هذا الحي الدمشقي اجتمع من تبقى من سكانه والذين لا يتجاوزون المئات في المسجد الوحيد الصالح للصلاة.
أدى المصلون الشعائر واتجهوا إلى مقبرة الحي القريبة، حيث التقوا هناك بأقربائهم وأصدقائهم ممن سبق أن نزحوا إلى غوطة دمشق الشرقية وآثروا العودة إلى حيهم لزيارته في هذا اليوم المبارك.
وفي المقبرة التي لم تسلم بدورها من قذائف وصواريخ النظام، حيث دمرت أجزاء واسعة منها ومن الحمّام العربي الأثري الملاصق لها تبادل أهالي جوبر التهاني والحلويات البسيطة التي استطاعوا صنعها رغم الحصار، ووضعوا بعض الأغصان الخضراء على قبور أحبابهم وأصدقائهم متمنين لهم أن يرقدوا بسلام تحت النيران.
وتحدث الحاج أبو ليث للجزيرة نت عن هذه الزيارة التي وصفها بالمحزنة والمفرحة في آن معا، فمعظم المقابر وما تحتويه مبعثر من شدة القصف، وأغلب الناس أمضوا زيارتهم وهم يبحثون عن قبور أحبائهم كي يسقوها ويضعوا عليها الأغصان دون أن يعثروا عليها بالضرورة، إلا أن مبادرة بعض الأهالي بتقديم الحلويات والمياه والشراب للزوار خففت من وطأة تلك الخيبة.

بدوره، تحسر الحاج أبو عمر على أيام زمان حين كان الحي مليئا بأبنائه وبمظاهر العيد، حيث كان المصلون يجتمعون لدى خروجهم من كافة الجوامع ويتجهون إلى المقبرة.
وأضاف “لكن كل شيء اختلف اليوم، معظم السكان رحلوا، ومن بقي هنا يلتقي مع من يستطيع المجيء من الغوطة الشرقية، حتى ألعاب الأطفال أصبحت في الركام والخنادق المحفورة داخل المنازل المدمرة”.
وتمنى الرجل في حديثه للجزيرة نت أن يحمل هذا العيد الفرج الذي يمكن أن يعيد البسمة إلى حي جوبر ولأهله، ولسكان الغوطة ولكل المضطهدين في أنحاء البلاد.
أما الناشط الإعلامي معاذ أبو يزن فوصف للجزيرة نت أجواء العيد في حي جوبر بأنها “مفرحة رغم الحزن والألم والدمار”، حيث توافد عدد كبير من أهالي الحي لزيارة أقاربهم، مما أعاد بعضا من مظاهر الحياة للمنازل والشوارع والأزقة التي باتت شبه مهجورة، لافتا إلى أن نحو 90% من المباني باتت مدمرة.
كما رأى الناشط أن احتفالات هذا اليوم والتحضيرات التي سبقته أدخلت السرور لقلوب العشرات من سكان الحي الذين اعتادوا أن يمضوا أوقاتهم في الأقبية هربا من جحيم القصف اليومي، موضحا أنهم يجدون صعوبة في التنقل خارج الحي نتيجة الحصار وتمركز القصف على المعابر التي يحتمل أن يسلكوها باتجاه الغوطة الشرقية.
ونوه الناشط بالجهود التي يبذلها المجلس المحلي لحي جوبر والمنظمات الإغاثية في خدمة من تبقى من العائلات في الحي عن طريق تقديم المعونات الإنسانية والخدمات المدنية كفتح الطرقات وإطفاء الحرائق الناجمة عن القصف، وهي جهود امتدت حتى أول أيام العيد، حيث نظمت نشاطات ترفيهية وتعليمية لأطفال جوبر لعلها تنسيهم بؤس الحياة في الملاجئ وتحت القذائف التي لم تتوقف عن التساقط حتى في هذا اليوم المبارك.




المصدر