الفلتان الأمني في درعا والطابع الخاص بكل طرفٍ يقف وراءه




إياس العمر: المصدر

شهدت محافظة درعا خلال الأيام الماضية موجةً من عمليات التفجير التي استهدفت سياراتٍ تتبع لكتائب الثوار، إضافةً إلى عددٍ من عمليات التصفية في المناطق المحررة، في ظل عجز الفعاليات الثورية وكتائب الثوار عن وضع حدٍ لحالة الفلتان الأمني التي تعصف بالمناطق المحررة من المحافظة، والتي تقف وراءها أطرافٌ لكلٍ منها طابعه الخاص.

عمليات النظام

وقال الناشط أحمد المصري، إن النظام، ومنذ إعلان هدنة 9 تموز/يوليو الماضي، بدأ باتباع أسلوب جديد يعتمد على تنفيذ عمليات الاغتيال من خلال استهداف عدد من الطرق المشرفة على مواقع قواته في ريفي درعا الشرقي والشمالي.

وأضاف المصري في حديث لـ (المصدر)، أن لعمليات النظام بصمة خاصة، فهي تتم باستخدام عبوات على شكل صخور (بازلتية) يتم زرعها على جوانب الطرق في المناطق المحررة، ومنها طرق (أم المياذن ـ درعا ـ رخم ـ الكرك، الغارية الشرقية ـ الصورة، بصرى الشام ـ صماد، مسيكة ـ بصر الحرير) في ريف درعا الشرقي، وطرق (كفر ناسج ـ المال، زمرين ـ سملين، أنخل ـ السرية) في ريف درعا الشمالي.

وأشار إلى أن عمليات قوات النظام تتم من خلال مراقبة هذه الطرق بالكاميرات الحرارية، ومن بعدها إرسال فرق خاصة لزراعة العبوات، التي يتم تفجيرها عن بعد.

ولفت المصري إلى أن حالة من الغضب تسود في أوساط الأهالي نتيجة عجز كتائب الثوار ومحكمة (دار العدل)، عن وضع حد لهذه العمليات، فالنظام يعمل على استنزاف المناطق المحررة من خلال هذه العمليات، والتي أدت لمقتل أكثر من 200 شخص خلال عام.

عمليات “داعش”

وأوضح الناشط هاني العمري أن عمليات الخلايا التابعة لتنظيم (داعش) لها بصمة مختلفة عن العمليات التي تقوم بها قوات النظام، فخلايا التنظيم تنشط في عدد من بلدات درعا، منها (المزريب ـ ابطع ـ داعل ـ انخل ـ طفس – نصيب)، وتقوم بزرع العبوات اللاصقة بسيارات قادة كتائب الثوار الناشطين، وفي معظم الأحيان تنفجر هذه العبوات داخل البلدات المحررة، بينما تنفجر عبوات النظام على الطرق التي تشرف عليها قواته.

وأضاف العمري في حديث لـ (المصدر)، أن خلايا التنظيم تتبع أسلوب العمليات الانتحارية، كما حصل مطلع الشهر الجاري عندما تم استهداف معسكر تدريب يتبع لجيش الإسلام شرق بلدة (نصيب)، ما أدى لمقتل أكثر من 30 من مقاتلي الجيش وإصابة 40 آخرين.

وأشار إلى أن كتائب الثوار نجحت في الآونة الأخيرة في وضع حد لمثل هذه العمليات، من خلال ملاحقة الخلايا التي تعمل لصالح تنظيم (داعش).

عمليات الانتقام

بدوره قال المحامي أحمد سويدان لـ (المصدر)، إن النوع الثالث من العمليات التي تستهدف المناطق المحررة وتؤدي إلى وقوع ضحايا، هي عمليات تصفية الحسابات والعمليات الانتقامية والسرقة.

وحمّل سويدان كتائب الثوار الجزء الأكبر من المسؤولية في هذه العمليات، كونه من واجبها حماية المناطق المحررة، من خلال وضع حواجز على مداخل ومخارج هذه البلدات، وتسيير الدوريات الليلية للحد من هذه العمليات.

وأشار إلى أن رصيد كتائب الثوار لدى الحاضنة الشعبية بدأ بالنفاد نتيجة لحالة الفلتان الأمني وعجز كتائب الثوار عن وضع حد لهذه الحالة.




المصدر