داعش وحزب الضاحية وزيجة المصالح

2 أيلول (سبتمبر - شتنبر)، 2017
3 minutes

اليوم

في أعقاب حرب تموز 2006م، كتبتُ مقالا في جريدة الرياض، تحت عنوان «الانتصار بنكهة الهزيمة»، عددتُ فيه الخسائر الفادحة التي جرها حسن نصر الله وحزب الضاحية على لبنان، وعلى الشعب اللبناني؛ جراء مغامرته التي كنتُ أظنها غير محسوبة في خطف الجنديين الإسرائيليين. حينها كانت صورة نصر الله في أوج تألقها الماكر، حيث انخدع به الكثيرون من العرب، وصنفوه كأبرز زعيم مقاوم، وقد جر ذلك المقال الكثير من الانتقادات التي كانت تدافع عن نصر الله، وتمنحه ألقابا تكاد تلامس ألقاب الملائكة، طبعا هذا عدا التهمة الجاهزة لكل من يأخذ موقفا سلبيا منه بمحاباة الصهاينة، في حين أنني كنت على يقين أنه ما من أحد يعمل لصالحهم أكثر من الزعيم المقاوم نفسه، وهذه الحقيقة بدت أكثر وضوحا منذ العام 2000م، وبعد التحرير بأشهر قليلة، وبعدما تبين من خلال الوقائع والأحداث أن معركة الحزب ليست مع إسرائيل، وأن تلك المناوشات معها ما هي إلا لإثبات شرعية حضوره، وشرعية سلاحه، في حين أن معركته الأصيلة كانت مع المخيمات الفلسطينية وإحكام الحصار عليها، ومنعها من مواجهة إسرائيل حتى لا تسقط ذريعته في المقاومة، وذلك تحت عنوان منع التوطين، والعبث بديموغرافية الطوائف، أو اختراع عناوين استهلاكية أخرى وفقا لمتطلبات المناورة.

حزب الله، ونظام الأسد كلاهما رضع سياساتهما من الثدي الإيراني الذي أسقاهما الحليب الأسود «مع الاعتذار للروائية التركية أليف شافاق»، حتى باتت المكيدة جزءا لا يتجزأ من برنامجهم السياسي، فهم مثلا يجيدون قتل خصومهم، ومن ثم المشي في جنائزهم بعيون حمراء دامعة، كما يجيدون حرب أعدائهم المعلنين تحت أشعة الشمس، والسهر معهم على موائد الدسائس في ظلم الليل، لذلك أنا لا أعرف ما هو سر هذا الضجيج حول اتفاق حزب الله مع داعش في جرود لبنان، وتبرع الحزب بنقل الدواعش بالباصات المكيفة تحت أنظار جنود الأسد وبحمايتهم إلى دير الزور؟.

هذه هي إحدى «قواعد العشق الأربعين» لميليشيا حسن ونظام بشار، وهذه هي أخلاق المقاومة والممانعة، وهذه هي ثقافة القوى التي تخلق داعش في أحشائها نتيجة زيجة مصالح مع بعض دول الغرب وإيران، والتي لا تخجل، ولا يندى لها جبين حينما تدعي أنها تحارب الدواعش، فيما هي تبلغهم مأمنهم.

(*) كاتب سعودي

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]