أهالي جنوب دمشق يحتفلون بالعيد.. فهل هو الأخير تحت سيطرة الثوار؟




فادي شباط: المصدر

يُعتبر هذا العيد، عيد الأضحى السادس الذي يمر على بلدات “يلدا وببيلا وبيت سحم” في منطقة جنوب دمشق المحاصرة الواقعة تحت سيطرة كتائب الثوار منذ خروجها عن سطوة آلات نظام بشار الأسد العسكرية والأمنية.

لم تختلف أجواء العيد الحالية عن أجواء عيد الفطر الماضي، فتزامن العيدان مع ارتفاع كبير في أسعار مُستلزمات العيد من حلويات وألبسة وألعاب أطفال، ولم يختلف سعر الدولار البالغ 500 ليرة سورية عن العيد الماضي، وما زال السكان مُجبرون على الاقتصاد في عمليات الشراء، إلّا أنّ أضاحي العيد تُميز الأضحى عن الفطر وتُضيف إليه القليل من الأجواء الاجتماعية المرحة.

“شادي عبد الرحمن” صوّر لـ (المصدر) الأجواء قائلاً “كما الأعياد السابقة، فقبل أسبوع من وقفة العيد قامت مؤسسات التنمية بتجهيز ساحات ملاهي الأطفال ونصب المراجيح المُتنوعة، كما عملت محلات الحلويات على إنتاج كميات أكبر من المُعتاد، لا سيما أن هناك إنتاج كبير لمادة البوظة بأشكالها وتسمياتها المُختلفة المُشكلة الشعبية والعربية، ومتاجر الألبسة زينت محلاتها واستوردت ألبسة جديدة من العاصمة دمشق عبر الحاجز الوحيد للمنطقة في مدخل بلدة ببيلا”.

قلّة السيولة المادية المُتداولة بين المُحاصرين وتأخر وصول منح بعض فصائل الجيش الحر، وتخفيف الدعم عن مؤسسات خيرية وتنموية والتي كان آخرها الهيئة الطبية العامة لجنوب دمشق، وغياب العمل للشباب، ترك أثراً سلبياً على أسواق جنوب دمشق التي تشهد انخفاضاً كبيراً في عمليات البيع، ولم تشهد مثل هذا الانخفاض منذ مطلع 2014 بحسب ما تحدث الناشط الاجتماعي “محمود أبو علاء” لـ (المصدر).

ومن جانبه قال أحد العاملين في مجال تحويل الأموال لـ (المصدر) إنّ نسبة التحويل في موسم هذا العيد لم تبلغ 60% من نسبة تحويلات الأعياد الماضية، إن كانت على صعيد التحويلات الشخصية أو تحويلات مؤسسات التنمية والجمعيات الخيرية.

الأضاحي الشخصية التي قدمتها العائلات الميسورة في المنطقة في الأضحى الماضي ساعدت على اكتفاء المنطقة، وخففت من الأعباء المُترتبة على الجمعيات الخيرية وقللت من مستوى الإرباك في عمليات التوزيع، بحسب ما قاله الناشط الاغاثي “فؤاد الحسين “.

وأردف “الحسين” في حديث لـ (المصدر) أنّ مسالخ هذا العام أقل من العام الماضي بنسبة لا تقل عن الـ 40%، مُرجحاً ألا يكون تخفيف الدعم لأسباب سياسية، ورُبما يكون تم تحويل الدعم لمناطق أخرى تشهد أزمات وحروب مثل اليمن وليبيا والعراق دون أن يجزم بنفي ذلك.

تخوّفّ من القادم

ويعيش الناس أجواء العيد بشكل مُريح أكثر من النخب المسؤولة عن إدارة المنطقة بسبب غيابهم نسبياً عن المخططات العديدة المرسومة والتي ستطرح على طاولة المنطقة قريباً، لا سيما مع اقتراب انتهاء مدّة الهدنة الموقعة بعد العيد مُباشرةُ، ليطفو على خيارات المنطقة عدّة مشاريع أحلاها مر.

فمن ناحية قد يُطرح مشروع خفض التصعيد على غرار الغوطة الشرقية والمنطقة الجنوبية من سوريا، ومن ناحية أخرى قد تتأثر المنطقة باتفاق البلدات الأربع في حال تم إعادة العمل به، وهذا ما تتخوف منه جميع القوى العسكرية والمدنية مع اختلاف توجهاتها، ورُبما يستمر مشروع المُصالحة المرسوم لسكان البلدات وعودتها كلياً لسطوة النظام على أن يخرج المُهجرون الذين يشكلون ثُلث سُكانها منها باتجاه الشمال السوري أو الجنوب، بحسب ما قاله الناشط الإعلامي “حاتم الدمشقي” لـ (المصدر).

ورُبما سيكون عيد الأضحى الحالي آخر عيد خارج سطوة النظام الذي قصف وهجّر المنطقة واغتنم إمكاناتها عبر حصارٍ خانق قدمت خلاله أكثر من مائتي إنسان قضوا جوعاً ومرضاً ودفع فيه الناس ثمن كيلو الأرز الواحد مائة وخمسين دولاراً أمريكياً، وفّقد منها 1200 شاب، بحسب سجلات المجالس المحلية، أثناء محاولة خروجهم من حاجز حجيرة في بداية العام 2014، ولم يتبين مصير أي أحدٍ منهم حتى اليوم.




المصدر