العبوات الناسفة تحصد الأرواح بدرعا.. وإجراءات الحماية عاجزة




يعيش سكان المناطق المحررة في مدينة درعا وريفها في خطر دائم يتمثل بالعبوات الناسفة، في ظل حالة من الاختراق الأمني لمناطق المعارضة من قبل النظام، وخلايا تابعة للتنظيم من جهة أخرى.

وأودت العبوات الناسفة بحياة 15 شخصاً خلال شهر آب الماضي، بحسب “تجمع أحرار حوران”، الذي وثق مقتل ما لا يقل عن 43 شخصاً خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة الماضية، كان من بينهم مدير مكتب “الهيئة السورية للإعلام” في الداخل، أسامة الزعبي وأخيه وابن أخيه، الشهر الماضي.

وعمل الزعبي في الإعلام منذ بداية الثورة في  درعا، وغطى معظم معارك المعارضة ضد النظام فيها.

 

القاتل الأوّل

وبالرغم من المعارك التي جرت على مدار العام الحالي بين فصائل المعارضة وقوات النظام المدعومة بالميليشيات والمسندة بالمقاتلات الجوية السورية والروسية في حي المنشية ومحيطه، إلا أن الناشط الإعلامي محمود الحوراني يؤكد أن حصيلة قتلى العبوات الناسفة من جهة، ومعارك حوض اليرموك بين المعارضة و جيش “خالد بن الوليد” المرتبط بالتنظيم في العام الجاري من جهة أخرى،”تفوق بأضعاف حصيلة قتلى المعارضة في المعارك ضد النظام”.

ويضيف الحوراني في حديثه لـ”صدى الشام”، لا تفرق العبوات بين مدني وعسكري، وتحول هذا الأمر مع مرور الوقت إلى هاجس لدى كل السكان في درعا”.

ويستطرد “إن التفجيرات تتم بواسطة عبوات متطورة تزرع على أطراف الطرق الرئيسية على شكل حجارة يصعب تفريقها عن الحجارة العادية، وغالباً ما يتم تفجيرها عن بعد”.

مَن الفاعل؟

تعمد قوات النظام إلى زرع العبوات الناسفة عبر شبكة عملاء لها، على امتداد الريف الشرقي وصولاً إلى أول الطريق الغربي، ومرواً بالطريق الحربي، بحسب الناشط الإعلامي الحوراني.

بينما يتولى من سمّاهم الحوراني بـ”دواعش حوض اليرموك” زرع العبوات الناسفة في الجهة الغربية لدرعا.

بدوره اتهم المتحدث باسم الجبهة الجنوبية، الرائد عصام الريّس، نظام الأسد بالوقوف وراء التفجيرات التي تستهدف مناطق درعا بالعبوات الناسفة، قائلاً “إنه الجهة الرئيسية التي تقوم بزرعها”.

وأفاد الريّس بأن النظام مسؤول عن زرع نحو 90% من العبوات الناسفة في درعا، فيما تقوم خلايا تابعة لتنظيم “داعش” بزرع الـ10% المتبقية.

وأضاف متحدثاً لـ”صدى الشام” “الأمر سيان لأن النظام والتنظيم يكملان بعضهما البعض، ودليل ذلك دعم كل منهما لسياسات الآخر في الجنوب السوري”.

مسؤوليّة

وعلاوة على استهداف قادة المعارضة البارزين، يشير الرائد عصام الريّس إلى أن هدف النظام والتنظيم من زرع العبوات الناسفة هو نشر الفوضى في مناطق الجنوب المحررة. وإلى جانب ذلك، يهدف النظام إلى ضرب الحركة الاقتصادية في درعا. وفي هذا الإطار صنّفت مصادر إعلامية من داخل المدينة، الطريق الممتد بين بلدة المسيفرة وبلدة المليحة الغربية بـ”الطريق الأكثر عرضة للاستهداف”، كونه الشريان الرئيسي لدخول المحروقات والبضائع الأخرى من محافظة السويداء إلى درعا.

من جانب آخر أقر الناشط الإعلامي محمود الحوراني بتقصير المعارضة في مسؤوليتها عن ضبط أمن الطرق، وخصوصاً أن الطرق المستهدفة باتت معروفة للجميع. وأشار إلى ارتفاع الأصوات الشعبية المطالبة لفصائل “الجيش الحر” بتكثيف إجراءات حمايتها للطرق في المدينة.

وتتحدث مصادر محلية عن صعوبات كبيرة تحول دون تلافي أخطار العبوات الناسفة في درعا، لأسباب عدة من أبرزها انتشار السلاح والمواد الأولية اللازمة لصناعة المتفجرات بين المدنيين، واتساع المناطق التي تسيطر عليها المعارضة جنوب البلاد، من جهة أخرى.

خلايا تحت المحاكمة

وكانت فصائل من المعارضة في درعا، قد أعلنت في آيار الماضي عن تمكنها من إلقاء القبض على أكثر 20 شخصاً تم تجنيدهم من قبل النظام للقيام بعمليات زرع العبوات الناسفة في مناطق سيطرتها.

و حول مصير هؤلاء، أكد رئيس محكمة دار العدل في حوران الشيخ عصمت العبسي، أن قراراً بالقصاص صدر عن المحكمة بحق 22 موقوف.

لكن العبسي أشار، بحسب تسجيل صوتي منسوب إليه، إلى أن تنفيذ القرار يجب أن يراعي أصول التنفيذ، موضحاً إن صدور الحكم يمنح الخلية حق الطعن لدى محكمة التمييز، مع مراعاة حق النيابة العامة بالطعن لدى المحكمة الأخيرة، في حال رأت أن الحكم الذي تطالب به أي القصاص لم ينفذ.

ونجا العبسي من محاولات اغتيال عديدة، منذ تسلمه لرئاسة المحكمة، خلفاً للقاضي أسامة اليتيم الذي اغتيل في العام 2015 بطلق ناري مجهول المصدر، كان آخرها مطلع شهر آب الماضي، حيث انفجرت عبوة ناسفة جانب سيارته لحظة مرروها في ريف درعا الشرقي.




المصدر