كيف تعاطت (تحرير الشام) في درعا مع التدخل الروسي؟




مضر الزعبي: المصدر

يقترب العدوان الروسي على الشعب السوري من دخول عامه الثالث، وقد تغيرت خريطة السيطرة على الأرض، بالإضافة للتحالفات العسكرية والسياسية التي ظهرت عقب التدخل الروسي لصالح النظام والميلشيات الموالية، وقد كان لمحافظة درعا نصيبٌ من هذه التغيرات، ولاسيما فيما يتعلق بـ (هيئة تحرير الشام) وجيش (خالد بن الوليد) المرتبط بتنظيم (داعش).

إخراج قادة “النصرة”

وقال الناشط هاني العمري، إن الاتفاق الأول بين الروس و(هيئة تحرير الشام) (النصرة سابقا) في درعا، كان نهاية العام 2015، فقد نص الاتفاق على الإفراج عن ضابط روسي كان أسيراً لدى الهيئة في معارك شمال القنيطرة، وذلك مقابل خروج قادة الصف الأول من الهيئة من درعا إلى الشمال السوري.

وأضاف العمري في حديث لـ (المصدر)، أن الصفقة تكللت بالنجاح، وتمكن قرابة 300 قيادي وعنصر من الهيئة من الخروج عبر حاجز بلدة (مليحة العش) شرق درعا باتجاه معقل النظام في مدينة (ازرع) ومنها إلى الشمال السوري مع اسلحتهم وآلياتهم، في حادثة كانت تُعتبر الأولى من نوعها في سوريا.

وأشار إلى أن القادة الذين خرجوا من درعا باتفاق مع الجانب الروسي وتحت نظر قوات النظام هم من الشخصيات الأكثر فاعلية في الهيئة ومنهم (الدكتور سامي العريدي ـ الدكتور مظهر الويس ـ أبو ماريا القحطاني ـ أبو جليبيب الأردني ـ أبو حمزة الويس)، والذين أصحبوا فيما بعد قادة الصف الأول للهيئة في مدينة إدلب.

الشريط الحدودي مع الجولان

وأشار الناشط عبد السلام الجولاني إلى أن (هيئة تحرير الشام)، وعقب انتقال قادة الصف الأول فيها من محافظة درعا إلى الشمال السوري، نقلت نشاطها في الجنوب السوري إلى شمال محافظة القنيطرة.

وأضاف الجولاني في حديث لـ (المصدر)، أن منطقة شمال القنيطرة الحدودية مع هضبة (الجولان) تُعتبر من المناطق المحرمة على الطيران الروسي، كما هو الحال بالنسبة لطيران النظام، فالجانب الإسرائيلي يمنع الطيران الحربي التابع للنظام والروس من الاقتراب من ريف القنيطرة الشمالي المتاخم لـ (الجولان).

وأشار إلى أن هذا الانتقال كان كفيلاً بتجنيب (هيئة تحرير الشام) استهداف الطيران الروسي لمواقعها في الجنوب السوري.

استهداف كتائب الثوار

ومن جانبه، قال القيادي في كتائب الثوار سعيد الحريري، إن عدد غارات الطيران الروسي التي استهدفت المناطق المحررة من درعا منذ مطلع العام 2016 تجاوز الـ 4500 غارة، وجميعها استهدفت المناطق الخاضعة لسيطرة كتائب الثوار.

وأضاف أنه لم يسجل أي استهداف من قبل الطيران الروسي لمواقع جيش خالد، بل على العكس تماماً الطيران الروسي ما قبل إعلان هدنة 9 تموز/يوليو الماضي، كان يستهدف نقاط رباط كتائب الثوار غرب درعا، وهذا ماشكل أفضلية لجيش خالد في المنطقة.

ولفت إلى أن التدخل الروسي مكن قوات النظام والميلشيات الموالية له من قضم مساحات واسعة من المناطقة المحررة في درعا خلال السنوات الماضية ومنها (الشيخ مسكين ـ عتمان ـ الفقيع ـ محيط طريق دمشق ـ درعا الدولي).




المصدر