مترجم: السوريون سيشاركون بصنع مستقبل تركيا




قالت الكاتبة التركية “اوزلام البيرق” في مقال لها بصحيفة “يني شفق” إن الحكومة التركية لم تتمكن من إقناع مواطنيها من إنه وإن عاد جزء من السوريين إلى بلدهم، فإن هنالك جزء آخر سيبقى وسيشارك الأتراك ببناء مستقبل تركيا.

وأضافت البيرق المهتمة بالشأن السوري قي مقالها تحت عنوان “يجب أن تؤخذ المسألة السورية على محمل الجد” قائلةً إننا على مدار خمس سنوات لم نستطع تبديل فكرة أن السوريين هم عبء على المجتمع التركي، من الضروري حل هذه المشكلة، كيف؟ بالتأكيد ليس من خلال إرسالهم إلى بلدهم.

موقف الأحزاب التركية من السوريين

وأضافت الكاتبة إن حزب الشعب الجمهوري المعارض وبالذات رئيسه كمال كيلشتلار اوغلو أوضح رأيه بمسألة السوريين منذ البداية، واستخدم المسألة السورية كورقة سياسية لتروّج لحملاته الانتخابية وأعطى ناخبيه وعدًا بأنه إذا وصل إلى السلطة فسوف يعيد السوريين إلى بلادهم.

ناهيك عن تبني ناخبي حزب الشعب الجمهوري نهجاً سياسياً قائماً على أساس التعصب للعرق التركي مشتركاً بهذه الناحية مع حزب الحركة القومية الذي يدير سياسته الداخلية أصلاً على أساس العرق التركي والتعصب ويكرر دائماً عبارة “يجب على السوريين أن يحاربوا في سوريا”.

أضف على ذلك ان الحزب لا يتقبل فكرة أن  يحمل اللاجئ السوري (غير التركماني) الجنسية التركية ولو استوفى جميع الشروط الموجودة في الدستور التركي والتي تحدد كيفية حصول الأجانب على الجنسية.
لكن الموقف المستغرب يأتي من مؤيدي حزب العدالة والتنمية إذ إن الكراهية للسوريين أصبحت شائعة جداً بين الناخبين المحافظين لحزب العدالة والتنمية، ويرددون دائماً عبارة “ملؤوا كل مكان”.

وأضف على ذلك أطروحة القوميين الذين لا يملون من ترديد عبارة “بدلاً من القتال لأجل وطنهم يهربون إلى تركيا، وينظرون إلى نسائنا على الشواطئ”.

حلول تخفيف الأزمة مع السوريين

خلصت الكاتبة إلى ثلاث نقاط يجب على الحكومة أن تعمل عليها لنزع فتيل الأزمة بين السوريين والأتراك:

أولها: توعية الأتراك بقضية اللاجئين السوريين وذلك بأنه يجب على الدولة التركية توعية المجتمع بقضية اللاجئين وثم إقناعهم بالعيش المشترك معهم لنصل لمرحلة التكامل بين المجتمعين.

وأضافت ان السياسة المسؤولة من قبل جميع الأحزاب التركية أمر لابد منه في هذه المسألة.

فالخطابات العنصرية لسياسيي حزب الشعب الجمهوري والكتاب والفنانين والمفكرين المؤيدين له لا تساعد أبداً في تسهيل عملية الدمج بل تزيد المشكلة تعقيداً.

أما النقطة الثانية : فقالت الكاتبة إن  حوالي نصف اللاجئين السوريين الموجودين في تركيا هم دون 18 عاماً، وجميع هؤلاء بحاجة للدخول للمؤسسات التعليمة التركية، وهذا الأمر يتم بطبيعة الحال بشكل تدريجي لكن المشكلة فيه أنه يتم في كل مؤسسة بشكل منفرد وبخطوات منفصلة واعتبرت الكاتبة أن  سبب ذلك يعود لعدم تواجد إدارة واحدة ومركزية لإدارة مشاكل اللاجئين مما يصعب أيضاً  إخراج المشاكل بشكل صحيح للإعلام.

والنقطة الأخيرة التي اقترحتها الكاتبة لنزع فتيل الأزمة بين السوريين والأتراك هي مسألة العمل والصحة فقالت الكاتبة إن الخطوات التي قامت الحكومة التركية بتطبيقها بموضوع العلاج المجاني للسورين هي خطوات موفقة وإنسانية ويجب على الحكومة الاستمرار بها.

ولكن يجب على الحكومة أيضاً الاهتمام بجوانب العمالة، لأنها تؤثر سلباً على الطرفين التركي والسوري فالتركي الذي يردد دائماً عبارة “السوريون يقومون بالأعمال التي نقوم بها بأجر أقل، وهذا الأمر يؤثر سلباً على فرصنا في العمل”.

ومن جهة أخرى ينتهي الاستغلال الذي يمارسه بعض أرباب العمل الأتراك، ويمكن تسهيل هذه الأمور بمنح العمال السوريين إذن عمل من قبل الحكومة التركية لتصبح معاملتهم مثل أقرانهم الأتراك.
وختمت الكاتبة مطالبة الحكومة بإنشاء وزارة خاصة باللاجئين بشكل عاجل، وتساءلت عن الوضع الذي سوف تكون عليه سنصل اليه إذا انتظرت الحكومة خمس سنوات أخرى لحل تلك المشاكل.




المصدر